سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الإثنين الضوء على دعوة بروكسل إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الصراع التركي المتصاعد مع النظام السوري، والذي يحمل في طياته مخاطر انفجار أزمة جديدة للاجئين.
ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - عن نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي والمفوض الأعلى للشئون الخارجية والسياسات الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، قوله: "إن القتال الدائر حول محافظة إدلب السورية، والتي تعد الملاذ الأخير للمسلحين في سوريا، يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.. لذا يتعين على الاتحاد الأوروبي مضاعفة الجهود لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية بكل الوسائل المتاحة لها".
وأبرزت الصحيفة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول بأن بلاده "فتحت البوابات" لدخول الاتحاد الأوروبي للاجئين البالغ عددهم 4 ملايين لاجئ يعيشون حالياً في تركيا...في محاولة للضغط على أوروبا لتوفير دعم أكبر لأنقرة في إدلب.
وأوضحت أن أكثر من 50 جنديًا تركيًا قُتلوا منذ بداية فبراير الماضي خلال مساعي أنقرة لمقاومة هجوم تدعمه روسيا من قبل قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة:" إن مكاسب النظام أجبرت مئات الآلاف من الناس على الفرار شمالاً باتجاه الحدود السورية - التركية، والتي لا تزال مغلقة".
وحذر أردوغان من أن بلاده لا يمكن أن تستقبل المزيد من الناس، مطالبا بالدعم الدولي، كما أكد مسؤولون أتراك يوم الخميس الماضي أنهم لن يمنعوا اللاجئين من السعي للوصول إلى أوروبا.
وتعليقا على ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز": إن هذا الوضع يمثل اختبارا لاتفاق بشأن اللاجئين كانت تركيا قد أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016 بهدف الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء إلى اليونان في مقابل تمويل الدول الأوروبية لعملية إيواء اللاجئين.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الاتفاق أسهم في خفض عدد المهاجرين والوافدين إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير مقارنة بذروة أزمة اللاجئين، حيث بلغ عدد الوافدين الجدد أقل من 125 ألف شخص في العام الماضي، مقارنة بأكثر من مليون شخص في عام 2015.
وبدوره، دعا مسؤول الاتحاد الأوروبي إلى سرعة عقد هذا الاجتماع خلال الأسبوع المقبل، وقال:" إن الفكرة جاءت أيضا بناء على طلب الحكومة اليونانية، التي وصلت حالة مخيمات اللاجئين ومرافق الاستقبال لديها إلى نقطة الانهيار.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قد قدرت في نهاية هذا الأسبوع أن حوالي 130 ألف شخص- بمن فيهم مهاجرون سوريون وأفغان وإيرانيون وباكستانيون، تجمعوا في أماكن مختلفة على طول الحدود اليونانية - التركية.
وذكرت تقارير نُشرت أمس الأحد أن الشرطة اليونانية لجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لصد الأشخاص الذين يسعون للعبور، وأرسلت السلطات اليونانية رسالة نصية إلى الهواتف المحمولة في المنطقة الحدودية تحذر الناس من دخول البلاد بطريقة غير قانونية.
وفي هذا الشأن، قال بوريل: "إننا نواصل متابعة الأوضاع بشأن الهجرة عن كثب على حدودنا الخارجية"، وأضاف في إشارة إلى اتفاق 2016:" يتحتم علينا دعم اتفاق الاتحاد الأوروبي وتركيا".