الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نقد استثنائي لسموم في أواني الجاذبية (2-2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالًا لمقال الأسبوع الماضى الذى عرضت فيه المقال الأول للعالم الجليل وأستاذ أساتذة الإعلام الدكتور حسن عماد مكاوى، عن كتابى «القوى الناعمة: سموم في أوانى الجاذبية» والذى تشرفت بنشره في دار منشورات القاسمى برعاية الشيخ دكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة، أتشرف بعرض مقاله الثانى والأخير عن نفس الكتاب، والمنشور السبت الماضى في جريدة أخبار اليوم بتاريخ 29 فبراير تحت عنوان «تفعيل القوى الناعمة لحماية الأمن القومى (2-2)»: «تعد القوى الناعمة واحدة من أبرز الأساليب التى تستخدم في الجيل الرابع من الحروب بهدف تفتيت مؤسسات الدولة المستهدفة والعمل على انهيارها أمنيًا واقتصاديًا وتفكيك وحدة شعبها تمهيدًا لفرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو.. وهى بالتالى تحقق الأهداف ذاتها من الحروب التقليدية ولكن بكلفة أقل ماديًا وبشريًا، بالإضافة إلى تجنب مشكلات ما بعد الحرب من روح عدائية من الدولة المعتدية. لذلك تستهدف حروب الجيل الرابع تحقيق الإنهاك والتآكل ببطء ولكن بثبات مما يؤدى إلى إرغام الدولة المعتدى عليها على تحقيق إرادة المعتدى. لقد لعبت القوى الناعمة العدائية دورًا محوريًا خلال السوات الأخيرة، حيث شهدت المنطقة العربية تنفيذ المخططات الغربية التى استهدفت تقسيمها وتفتيت وحدتها واختراق أمنها القومى في العديد من الدول العربية من غير استخدام القوة العسكرية، وإنما بالاعتماد على عناصر القوى الناعمة التى تمثلت في الوسائل الإعلامية والتكنولوجيا وبعض منظمات المجتمع المدنى المشبوهة والجماعات المتطرفة غير المشروعة مما أدى إلى تحريض الشعوب على قلب أنظمة الحكم بدعاوى الديمقراطية، وتشجيعهم على هدم المؤسسات الأمنية والعسكرية بدعوى إصلاحها وإعادة هيكلتها، وبالتالى تحققت الفوضى الخلاقة التى سبق أن دعت إليها وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس» بأيدى أبناء الوطن أنفسهم وما ترتب على ذلك من تغييرات جذرية في بعض الدول وإعادة تشكيل خريطة المنطقة العربية. وحول كيفية تفعيل القوى الناعمة المصرية ترى الدكتورة رشا يحيى أن مصر تتمتع بمصادر وفيرة للقوى الناعمة، ولكن المشكلة أنها تفتقر إلى توظيف هذه المصادر بالشكل الأمثل، حيث يتطلب تفعيل القوى الناعمة المصرية تضافر التنسيق والتعاون بين القطاع الحكومى والقطاع الأهلى، والاستفادة من دراسة أساليب القوى الناعمة التى استخدمتها الدول المناوئة لاستيعاب الدروس وبناء إستراتيجية المواجهة. ولعل من أبرز نقاط القوى الناعمة المصرية ذلك الموروث الحضارى والتاريخى للشعب المصرى الذى يربو على ما يزيد على خمسة آلاف عام، وبالتالى يمتلك الشعب المصرى موروثات حضارية يصعب زعزعتها، كما تمتلك مصر مؤسسات ثقافية قومية هائلة تشمل 549 من قصور وبيوت الثقافة المنتشرة في كل ربوع الدولة المصرية، وعددًا كبيرًا من المتاحف الأثرية والتاريخية والفنية، والكثير من المكتبات على رأسها مكتبة الإسكندرية التى تعد من أهم الصروح الثقافية في العالم، والبيت الفنى للمسرح بما يضم من مسارح متعددة، المركز الثقافى القومى (دار الأوبرا المصرية) وما يحتويه من مسارح عديدة وفرق الفنون الشرقية والغربية، وعدد من دور الأوبرا في دمنهور وطنطا والمنصورة، وجار حاليا إنشاء دار الأوبرا في الأقصر والعاصمة الإدارية الجديدة. كذلك تمتلك مصر شبكة كبيرة من المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة، فضلا عن الهيئة العامة للاستعلامات التى يمكن أن تحقق أهداف الدولة في تحسين صورتها الذهنية في الخارج، ووكالة أنباء الشرق الأوسط، والأقمار الصناعية، ومدينة الإنتاج الإعلامى، وعدد كبير من الصحف القومية والخاصة، بالإضافة إلى إطلاق مشروع بنك المعرفة الإلكترونى وما يتيحه من خدمة تقديم المعلومات الدقيقة ومقاومة الشائعات والتضليل، كما يجدر استعادة الدور المفقود لفنون السينما والمسرح والدراما التليفزيونية لتستعيد مكانتها عربيًا ودوليًا، ولعل الأمن الفكرى أحد أهم الأهداف التى يمكن أن تحققها القوى الناعمة من خلال بعث نهضة تعليمية وثقافية عاجلة، والاهتمام بالبحث العلمى، وتنمية المهارات البشرية، وتعزيز الكفاءات في مختلف المجالات. كل التحية للدكتورة رشا يحيى على تأليف هذا الكتاب المهم الذى أثرى المكتبة العربية بالكثير من المعلومات عن أهمية توظيف القوى الناعمة لخدمة أمننا القومى».. إلى هنا انتهى عرض الدكتور حسن عماد مكاوى للكتاب.. خالص شكرى وامتنانى وعرفانى لأستاذى ومعلمى وقدوتى الذى تعلمت منه الكثير، والذى لا نتباه فقط بكونه قامة علمية مشرفة يعرفها القاصى والدانى، بل بما نعرفه ونسمعه عنه من مروءة وشجاعة في قول الحق، ومواقف مشرفة يحكيها تلاميذه الذين أصبح الكثيرون منهم من كبار الشخصيات والمسئولين.. فكل الشكر لهذا العالم والمعلم الذى ستظل شهادته في حقى وكلماته عن الكتاب وسامًا أتشرف به على مدى عمرى.