الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجدي يعقوب.. المسئولية المجتمعية في أبهى صورها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قليل ما يشعر ملايين الفقراء بمصر، بمن يمد يده إليهم، فمصر التى تحتل المرتبة الثانية، كأكثر الدول الأفريقية، من حيث عدد الأثرياء، والتى تضم نحو ٩٥٠ «مالتى مليونير»، و١٨ ألفا «مليونير»، يظل فيها الكثير من الفقراء يعانون، بسبب تخلى بعض الأغنياء ورجال الأعمال عن دورهم المجتمعى في مساعدة الفقراء، وضعاف الناس، وفى هذه البيئة، يظهر لنا ضوء شديد اللمعان، إنه السير، والبروفيسور المصري، وجراح القلب الأشهر مجدى حبيب يعقوب الذى يعيش في مرحلة الثمانين من عمره، ليعيد للضعفاء والمرضى الفقراء الأمل بأن هناك من يرأف بحالتهم، إنه تتجلى من خلاله المسئولية المجتمعية في أبرز وأبهى صورها.
ففى الوقت الذى يعانى فيه الفقراء من ظروف معيشية صعبة، وتحتاج الدولة من أبنائها وخاصة الميسورين منهم، لمد يد العون والمشاركة في التنمية المجتمعية، ودعم المستشفيات والمدارس وغيرهما، ففى دول العالم المتقدم، يتخلى البعض عن دورهم المحوري، من خلال الاشتراك مع الحكومة، في مساعدة ودعم محدودى الدخل، بتخصيص جزء من أرباحهم، لخدمة المجتمع الذى يعيشون فيه، كونهم جزءا منه.. وفى الوقت الذى نرى الكثير من رجال الأعمال المشهورين يطوفون بثرواتهم العالم، ولا يساهمون في تنمية مجتمعاتهم الأصلية، ولا ينظرون إلا قليلا لبلدهم، وجدنا ابن مصر البار ينحاز للفقراء وحدهم يداوى جراحهم ويشفى قلوبهم من خلال إجراء عشرات الآلاف من العمليات الجراحية سنويا.. ذلك الشخص العالى القدر البسيط التواضع يعرب خلال إحدى لقاءاته الإعلامية عن حزنه الشديد تجاه المحرومين من العلاج، بسبب ضعف إمكانياتهم المادية، وقد جمع في مستشفاه الخيرى لعلاج القلب ومركز الأبحاث في محافظة أسوان، عاملين يؤمنون به وبمشروعه الخيري.
وكما أن الشعب المصرى طيب بطباعه فإنه لا ينسى أصحاب الفضل ورأينا ذلك في التفاعل والتعاطف الهائل من ملايين الأشخاص من مصر وخارجها، تعلقت قلوبهم وأحاسيسهم بمشهد سقوط الجراح العالمي، الدكتور مجدى يعقوب، من على خشبة المسرح، خلال حفل تكريم صنّاع الأمل في دبى لجمع التبرعات لصالح مستشفى مجدى يعقوب مصر، يدعون لصاحب البسمة على وجوه الغلابة والأسطورة الطبية التى يتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، والعلامة البارزة في ذاكرة الجميع، إنه البطل الذى استطاع ببطولاته العلمية والطبية والبحثية الهائلة أن يخلد اسمه في قلوب المصريين التى يعالجها والتى لم تره من قبل أو ربما لن تراه، وكتب اسمه بحروف من نور وذهب في وجدان الإنسانية لما قدمه من خدمات إنسانية عظيمة.
وفى مقولة لرجل الأعمال الأمريكى وارن إدوار بافيت، الذى تبرع بأكثر من 30 مليار دولار للأعمال الخيرية، منذ عام 2006 قال: «نحن نؤمن بأن الثروات التى تتدفق من المجتمع يجب أن تعود في جزء كبير منها إلى المجتمع، لأن المجتمع مسئول عما حققته من إيرادات». 
وُلد السير مجدى حبيب يعقوب، في 16 نوفمبر 1935 بمدينة بلبيس، محافظة الشرقية، يعنى «شرقاوى جدع»، لعائلة تنحدر أصولها من المنيا يعنى «صعيدى أصيل».. درس الطب في جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد حتى 2001، ثم عين أستاذا في المعهد القومى للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.. وفى عام 1980 أجرى عملية نقل قلب للمريض دريك موريس، أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005، كما أجرى عمليات للعديد من المشاهير على مستوى العالم ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، ويطلق عليه في الإعلام البريطانى لقب «ملك القلوب».. حصل على ألقاب ودرجات شرفية كثيرة من أعرق جامعات العالم.. حفظ الله الدكتور مجدى يعقوب وأدام بره وخيره ومحبة الناس له.