حالفني الحظ والتقيت السير مجدي يعقوب ثلاث مرات آخرها كان على هامش تشريفه لافتتاح أكبر مركز أبحاث في الشرق الأوسط وكانت مدة اللقاء لم تتجاوز 20 دقيقة وكذلك كل اللقاءات السابقة حيث انه دائما منشغل بالعمل وليس بأي شيء آخر لا يهتم بالظهور الإعلامي ولا أي أمور دنيوية لا يهتم بالحياة كاملا لديه قناعه تامه وحب شديد لما يفعله وهب حياته للعمل الخيري عن قناعة.
السير مجدي يعقوب لا يعطي شيئا في الحياة أكثر من دقائق سوى التعليم والتدريب وعلاج من شاء لهم القدر لقائه في مركز اسوان او غيره من الأماكن الأخرى؛ لقي لذته في رؤية ابتسامه وفرحة مريض قلب شفاه الله على يد مجدي يعقوب أو من خلال مركزه في أسوان أو من خلال دعوة من والد ووالدة طفل كتب له الله عمر جديد على يد الجراح العالمي.
حينما تلتقيه تجده شخصية عظيمة ذا وجه وصفاته ملائكية يبسط كل شيء ولا يعقد الأمور، وتصبح مقتنعا بأن مسيرته وما وصل إليه ليس صدفة أو بسبب السعي فقط وإنما رسالة من الله عز وعجل سنعلم في وقت من الأوقات ما هي.
أنا أحب هذا الرجل كباقي المصريين والعرب وكنت دائما أفكر في شخصيته وصفاته قبل أن ألتقيه وهل هناك رجل على الأرض يزهد في كل شيء من أجل عمل الخير؟ هل هناك من يمنح العمل الخيري نصف قرن من الزمان ولا يرى سواه؟ من عائلته؟ وهل له أصدقاء؟ وهل له أوقات فراغ وأين يقضيها؟ كل هذه تساؤلات وأكثر كانت تدور في ذهني حينما أرى السير مجدي يعقوب وكنت أتوقع أنني حينما ألتقيه سوف أنهال عليه بكل هذه التساؤلات وما يأتي علي لساني حينها؛ وكانت المفاجأة أنني التقيته ثلاث مرات كما ذكرت ولم أتوجه له بأي سؤال من هذه لأنني فوجئت بشخصية ذات صفات ملائكية.
أخيرًا.. أمام المجتمع المصري فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات هذا الرجل وصفاته وحبه للخير وعطائه للبشرية دون مقابل، فهل هناك نموذج أفضل منه ليصبح قدوتنا، لابد أن يصبح لمجدي يعقوب قصة في كتاب التاريخ وفصل في مادة العلوم وكتيبات باسمه في كليات الطب وأقسام في المستشفيات الكبرى، لابد أن يكون لمجدي يعقوب ميدان ومحطة مترو باسمه، لا بد أن يتم تعليق صور لمجدي يعقوب في كل منزل حتى يكبر أطفالنا وهم يتساءلون: من هذا الرجل؟ ويبحثون عن ما فعله ويفعله ليحذو بعضهم حذوه.
لقراءة المقال السابق أضغط :