للإجابة عن هذا السؤال لا بد من العودة للوراء لسنوات قليلة ونقول: كان الإعلان الدستورى الديكتاتورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى في نوفمبر ٢٠١٢ بداية انهيار الجماعة على رءوس أعضائها، فقد خدعوا المجتمع لسنوات طويلة بأنهم يحترمون القضاء وحينما تولوا السلطة ظهر وجههم الحقيقى وافتروا على القضاء وحصنوا قرارات مُوفدهم في القصر الجمهورى من الطعن عليها، وضربوا عرض الحائط بأحكام المحكمة الدستورية العليا، كان ذلك أول مسمار في نعش الجماعة الإخوانية الإرهابية.. ثم تنظيم مظاهرات حاشدة أمام مقر الجماعة في المقطم والهتاف «يسقط يسقط حكم المُرشد».. ثم الثورة الشعبية في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وما تلاها من البيان التاريخى في ٣ / ٧ / ٢٠١٣ ساهم بقدر كبير في سقوط الجماعة وانتهائها، وحبس كبار قياداتها من الأعضاء بمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، ويُعد فض اعتصام رابعة المُسلح عاملا كبيرا في انتهاء الجماعة لأنهم كانوا يعتمدون على هذا الاعتصام في الترويج بأنهم ما زالوا متواجدين ولهم مؤيدون وأنصار، وتوالت عملياتهم الإرهابية التى نفذتها عناصرهم وقبض على معظمهم واعترفوا بذلك وهذا كشفهم أمام الرأى العام، كل هذا ساعد على انتهاء جماعة الإخوان.
«انتهت الجماعة» وهرب عدد كبير من القيادات للخارج، منهم من اتجه لـ«قطر»، ومنهم من اتجه لـ«تركيا» و«ألمانيا» و«لندن»، فلم يجد «الصف الثانى والثالث للجماعة» أى تواصل مع القيادات الكبرى، فأصيبت الجماعة بالشلل التام، وتحول أعضاء الجماعة إلى مجموعات مُتصارعة على ميراث ضخم من ممتلكات الجماعة من العقارات والأراضى والشركات والمصانع والمحلات والمدارس الخاصة وشركات الصرافة وقرى سياحية، ولم لا؟ فقد انتهى «الوهم» الذى كانوا يعيشون فيه، واستيقظوا من نومهم على «كابوس» طاردهم لأكثر من تسعة عقود.
«انتهت الجماعة» والخناقات بين الأعضاء على ممتلكات الجماعة تدعونا للضحك وتؤكد على انهيار الجماعة، فمثلًا: سيطر أحد قيادات الصف الثانى على أحد المستشفيات الخاصة المملوكة للجماعة بمحافظة الجيزة ولَم يجد من يحاسبه، ومثال آخر: سيطر نجل قيادى إخوانى على (٥) شركات كبرى في الشيخ زايد، إضافة إلى مول تجارى ضخم وهذه الشركات معروف أنها مملوكة للإخوان وكان يتم توريد أرباحها لمكتب الإرشاد، لكنه رفض توريد أى أرباح للجماعة بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو وقال: الشركات أملاكنا وليست أموال الجماعة وطرد عناصر الإخوان العاملين لديه.. وبعض قيادات الصف الثانى والثالث بالإخوان لم يهنأوا بما حصلوا عليه من شركات مملوكة للجماعة بعد أن نجحت لجنة التحفظ على أموال الإخوان من الوصول إليه ووضعها تحت التحفظ فتم شل مصادر تمويل الجماعة بالداخل.
كل هذه العوامل ساعدت على «انتهاء جماعة الإخوان»، لكننا إذا عدنا للوراء أكثر سنسأل أنفسنا أسئلة لها دلالة واضحة على الخداع الذى عاشت فيه الجماعة، خداع لأنفسهم وخداع لأنصارهم، فمثلًا: أين شعار «الإسلام هو الحل» الذى رفعوه في انتخابات البرلمان في برلمانات ١٩٨٧ و٢٠٠٠ و٢٠٠٥ ؟ أم أنهم تناسوه حينما حكموا «مصر» لمدة عام؟
«انتهت الجماعة» حينما تعالت على الشعب المصرى.. حينما نقضت عهدها مع أنصارها الذين ساعدوها للوصول للسلطة.. حينما أرادت الإسراع من مخطط التمكين للسيطرة على مؤسسات الدولة.. حينما اختلف أقوى رجلين في الجماعة «خيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح» وتصارعا معًا حول أحقية كل منهما في الترشح لرئاسة الجمهورية فخرج «أبوالفتوح» ومعه أنصاره وأسس «حزب مصر القوية».. حينما أنشأوا قنوات فضائية مسمومة، كل همها الأول والأخير التشهير والتحريض ضد مصر والكذب البين والادعاء والتلفيق، مما عجل بنهايتهم بعد أن ولوا وجوههم شطر «قطر وتركيا» ونفذوا عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة والقضاة
«انتهت الجماعة» حينما هددونا بتنفيذ تفجيرات بالسيارات المفخخة ونفذوا تهديداتهم واستشهد الأبطال وكُنا وقتها ننزف دمًا ودموعنا تملأ جفوننا.. حينما كُنا نقيم الجنازات والعزاءات وكانوا يشمتون فينا ويضحكون ويخرجون لنا ألسنتهم.. حينما كُنا نبنى بلدنا وكانوا وما زالوا هُم عامل الهدم.. حينما فرحنا بعملية القبض على الإرهابى العتيد هشام عشماوى وقت أن كانوا هُم يلقبونه بالـ«جهادى» و«المناضل» و«المعارض».. حينما لم تشاركنا أفراحنا بالمشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة والعلمين الجديدة وشرق بورسعيد والمزارع السمكية والصوب الزراعية والإسكان الاجتماعي وشبكة الطرق والكبارى.. حينما فارقتنا وكفرتنا واعتبروا جماعتهم هم المسلمون واعتبرتنا لسنا منهم.. حينما سلموا زمام أمرهم لـ«أردوغان» لكى يعادينا علنًا ويؤيدونه علنًا بلا خجل.
«انتهت الجماعة للأبد» ولن تعود مرة أخرى إلى السلطة، فقد استردت «مصر» عافيتها، وأصبحت قادرة على مواجهة أى مخطط إخوانى لتعكير صفو الحياة على المصريين، قانون الإرهاب دشن مرحلة جديدة لمواجهة فلول الجماعة وأغلق كل السُبل أمامها لعودة نشاطها مرة أخرى.. انتهت الجماعة ولَم يتبق منها إلا مجموعة قليلة نعتبرها من الضالين والمُضللين و«متاعيس وملاحيس ومهاويس» في «الدوحة وإسطنبول» يستخدمهم «تميم وأردوغان» ضدنا ونحن ننهرهم وننبذهم.