الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانية يكتب: سفراء الكنيسة المرسلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب أندريا تورنيلي مدير التحرير في دائرة الاتصالات بالفاتيكان عن رسالة البابا فرنسيس الأخيرة، والتي طلب بموجبها من جميع الذين يدخلون في خدمة السلك الدبلوماسي خبرة رسولية لمدّة سنة كاملة في الكنائس الخاصة المنتشرة في العالم. 
يأتي قرار البابا فرنسيس بإدراج سنة تُقضى في منطقة إرسالية، ضمن مناهج تدريب الدبلوماسيين البابويين، يأتي بعد بضعة أشهر فقط من إعلان البابا نفسه في الخطاب الختامي لسينودس الأمازون. هذا الإعلان قد أصبح الآن حقيقة واقعة بالنسبة للطلاب الجدد في الأكاديمية الحبرية الكنسية للعام الأكاديمي 2020/2021.
أولًا، من المثير للاهتمام ملاحظة السياق الذي تم فيه الإعلان عن هذا المشروع لأول مرّة: الحاجة إلى، وصعوبة إيجاد، كهنة مرسلين. وكان البابا قد نقل الجواب السلبي الذي يُسمع من المرء في بعض الأحيان: "لا، لستُ مناسبًا لهذا الأمر". "حسنًا"، علّق البابا، "ينبغي إصلاح هذا الأمر، لأن المكرسين الشباب يملكون دعوة كبيرة جدًا، ومن الضرورة تنشأتهم على الحماس الرسولي للذهاب إلى الأطراف". بعد ذلك مباشرةً، تحدّث البابا فرنسيس عن دبلوماسيي المستقبل، ملمحًا إلى "اقتراح" قُدّم له: "في السيرة الذاتية لخدمة الكرسي الرسولي الدبلوماسية، على الكهنة الشباب أن يقضوا على الأقل سنة واحدة في مناطق الرسالة. وليس أن يقوموا بالتدريب في السفارة البابوية كما يفعلون الآن، وهو أمر مفيد جدًا، ولكن وبكل بساطة أن يذهبوا لخدمة مطران ما في أرض الرسالة".
يصبح اليوم هذا الاقتراح ملموسًا. ففي رسالته لرئيس الأكاديمية الحبرية الكنسيّة، يكتب البابا: "إنني على يقين بأن مثل هذه الخبرة ستكون مفيدة لجميع الشباب الذين يتحضرون أو يستعدون للبدء في الخدمة الكهنوتية، لكن خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين سيتم استدعاؤهم يومًا ما للعمل مع الممثلين البابويين، وبعد ذلك، سيصبحون بدورهم مبعوثين للكرسي الرسولي إلى الأمم والكنائس الخاصة". بالتالي، فإن الالتزام المستقبلي للسفراء البابويين سيشكّل مثالًا، بحيث سيقبل الكهنة الآخرون الدعوة لقضاء فترة من الوقت في الرسالة.
من دون شكّ أنّ قرار اليوم، الذي صاغه خليفة بطرس، يمثّل تغييرًا حقيقيًا مهمًا في سياق الدراسة لأولئك الذين سيخدمون في السفارة البابوية، والذين سيصبحون، في العديد من الحالات، أساقفةً في سن مبكرة. بالتالي، أصبح جزء أساسي في المناهج الدراسية الآن مخصص للخدمة الإرسالية في الميدان، بعيدًا عن المنزل، في الكنائس الحدودية. إنه عام من التغير، ومن التعب، ومن الخبرات الجديدة، والذي سيسمح بفهمٍ أفضل وأعمق لواقع الكنيسة، ومشكلاتها وصعوباتها، وأيضًا لرجائها ولجمالها المعزّي في حياتها اليومية. عام سيسمح لطلاب الأكاديمية الحبرية الكنسيّة، وللقائمين عليها وللأساقفة في الأبرشيات الأصلية، بتمييز أفضل للدعوات الفردية. عام يمكن أن يثني شخص ما عن القيام بهذه الخدمة. ستكون بالتأكيد تجربة تهدف إلى تغيير نظرة ووجهة نظر أولئك الذين سيتم استدعاؤهم ذات يوم لتمثيل البابا في مختلف البلدان، مما يؤكد أهمية الكنائس المحلية في مساعدة البابا، إذ يرسل كهنة صالحين وقادرين لخدمته.
مرّة جديدة، يذكرنا البابا فرنسيس بأن الكنيسة بأجمعها، بما في ذلك الخدمة الدبلوماسية، إن لم تكن إرسالية فإنها ليست كنيسة. وأن الكنيسة التي لا تعلن البشارة فهي ليست كنيسة. وأنّ "الكنيسة التي لا تنطلق، فإنها ستتحلل وتصبح شيئًا آخر"، كما ذكر البابا في كتاب المقابلة التي أجراها جاني فالنتي، بعنوان "من دونه لا يمكننا أن نفعل شيئًا". يقول البابا في رسالته الأخيرة التي تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار: "إن الرسالة ليست خطة شركة مجرّبة ومختبرة. كما أنها ليست عرضًا مسرحيًا عامًا منظّمًا من أجل معرفة عدد الأشخاص الذين سيشاركون بفضل تسويقنا له. إنّ الروح القدس يعمل كما يشاء، ومتى يشاء، وحيثما يشاء. و"لا تقوم ثمار الرسالة السريّة على نوايانا ولا على أساليبنا ولا على دوافعنا، أو على مبادراتنا، بل تقع على وجه التحديد من خلال هذه الحالة الشعوريّة: عندما تتولّد فينا تلك الحالة التي تتردد فيها كلمات يسوع: "بدوني لا يمكنكم أن تفعلوا شيئًا".