تتسارع الأحداث في سوريا لمواجهة الاحتلال التركى وتحرير كامل الأرض من الأكذوبة الدولية المسماة بنقاط المراقبة داخل الحدود السورية.. والمعروف عمليا هو أن تلك النقاط الممتدة على الحدود ما هى إلا نقاط دعم لوجستية لمساندة قطعان الإرهاب المحاصرة هناك.. ولو اقتصر الأمر على مواجهات بين الجيش الوطنى السورى وقوات الاحتلال الأردوغانية لكان الأمر سهلا.. ولكن أن تتدفق كل تلك المعدات الحربية التركية إلى الداخل السورى في وضح النهار وأمام كاميرات الدنيا بينما المجتمع الدولى صامت فهنا يتأكد للقريب والبعيد مدى التواطؤ وتظهر صورة المؤامرة ضد التراب السورى واضحة وجلية.. لذلك تبدو الحرب صعبة للمتابع، ولكنها في ظنى من أسهل المواجهات للجيش السورى لكونها حرب الأبيض والأسود وكلاهما واضح.
حرب الأمتار الأخيرة بعد تحرير وتأمين الطريق الدولى دمشق حلب، هى الفصل ما قبل الأخير في الأزمة السورية. ستظل جيوب جماعات الإرهاب المسلح لسنوات مقبلة، ولكن قطع خطوط الإمداد المتدفقة من تركيا هو الأهم في تلك المرحلة.. وكما شهدنا الأسبوع الماضى المسافات الضيقة بين الفريقين وكلما اقتربت المسافات كان الأثر موجعًا لذلك اسميتها معركة النصف متر المؤلمة، وهى نفس التسمية التى صاغها كاتبنا الراحل صبرى موسى ولكن في سياق مختلف.
صفحات مجيدة يكتبها الجيش السورى لكسر غطرسة المجتمع الدولى وفضح عجز الأمم المتحدة وفشلها في ردع النازى المتأسلم أردوغان ولو سارت الأمور في طريقها المرسوم لها وقطع الذيل التركى من اللعب في سوريا بعد إلحاق أكبر خسائر ممكنة في معدات الجيش السورى، مثلما رأينا تدمير الرتل العسكرى التركى الذى كان يوغل في الأراضى السورية. من الممكن وقتها أن نقول إن نهاية أردوغان السياسية قد حانت.. ليختفى ذلك الوجه إلى الأبد تصاحبه لعنات من دمشق والقاهرة وبنى غازى الليبية.
الفجور الذى يتعامل به أردوغان منذ أعوام على الساحة الدولية لا يمكن استيعابه باعتباره قوة ذاتية، ولكن المؤكد هو أن سلسلة الصمت الأوروبى والتلاعب الأمريكى والمراوغة السورية متزامنة مع حالة الضعف العربى العام هو ما وصل بنا إلى تلك الحالة التى نشهدها.. وبينما يرى أردوغان نفسه كلاعب سيرك قادر على الاستفادة من التناقضات والمشى على الحبل نسى والحال هكذا أن غلطة واحدة قادمة لها من القدرة على تكسير عظامه وانتهاء أوهامه إلى الأبد.. وحتى نصل إلى تلك اللحظة نرى أنه من المهم أن تصحو الجامعة العربية أو في أضعف الإيمان تصحو العواصم العواصم العربية المؤثرة لمد حبل التضامن السياسى في هذه الجولة الحاسمة.
وحتى لا نحمل تلك العواصم ما لا طاقة لها به فإننا نشير فقط إلى إمكانية فضح المخالفات التركية للقوانين الدولية وكذلك نقض أردوغان بكل بلطجة الاتفاقيات التى وقعها مؤخرا ومنها اتفاق سوتشى الذى قضى بضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من أيدى الإرهابيين وكلفت الاتفاقية تركيا بهذه المهمة باعتبارها الراعى الرسمى للإرهاب في العالم.. وبرغم التواضع في هذا المطلب إلا أن الجانب التركى لم ينفذه وراح يمد هؤلاء الخونة المتأسلمين بمضادات أرضية بل ويدخل بنفسه في المعركة لإنقاذ عصابته الإرهابية وشهدنا في ذلك إسقاط مروحية سورية قبل يومين واستشهاد طاقمها الأبطال.
ستظل الأزمة السورية عنوان واضح للعجز العربية وتحت هذا العنوان ليكتب التاريخ ما شاء من صفحات الهوان والخيانة والفشل.. وعلى الجانب الآخر سوف يكتب بحروف من نور عن بطولات فذة للجيش السورى وعن عزيمة لم يكسرها التآمر العالمى وعن انتصار تحقق رغم أنف الجميع.. لتبقى سورية موحدة على كامل التراب السورى وعن جحيم قفز إليه الأردوغانى ليسكن في صفحة سوداء بجوار بن لادن والبغدادى والزرقاوى مع فارق البدلة والجلباب.