شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، صباح اليوم السبت، ختام فعاليات هاكاثون المدن المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة الذي نظمته الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة خلال الفترة من 12 إلى 15 فبراير الجاري بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني وكلية لندن الجامعية، ومركز الابتكار العالمي للإعاقة، وشركة مايكروسوفت العالمية.
والهاكثون هو مسابقة ابتكارية يجتمع فيها مطوري الحلول الذكية لابتكار حلول تكنولوجية للتحديات في مدة قدرها 54 ساعة؛ ويهدف هاكاثون المدن المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة إلى المساهمة في خلق بيئة متطورة تكنولوجيًا في المدن الحديثة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي بصورة متساوية ومستقلة، الأمر الذي يحقق رؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع باستخدام تكنولوجيا المعلومات.
وأكد الدكتور عمرو طلعت في كلمته خلال حفل الختام على أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستواصل جهودها في دعم ومساندة كل المبادرات الهادفة إلى تطويع التكنولوجيا لكى تكون في متناول ومساعدة أبنائنا من ذوى القدرات الخاصة، وهو الذي يعد ضمن أهم أولويات الوزارة حتى نتمكن من مجابهة كافة التحديات التي تواجه ذوى القدرات الخاصة، مشيرا إلى أنه من أهم مميزات الهاكاثون هذا العام انه ضم ذوى القدرات الخاصة جنبا إلى جنب مع الشباب الآخرين، الأمر الذي يبعث برسالة قوية مفادها المساواة بين الجميع، وكذلك بأن ذوى القدرات الخاصة قادرين على أن يكونوا منتجين للتكنولوجيا.
وخلال فعاليات الهاكاثون قدم المشاركون العديد من الحلول والأفكار التكنولوجية المبتكرة التي تسهم في التغلب على التحديات التي اشتمل عليها هاكاثون هذا العام، كما تم خلاله عقد العديد من ورش العمل بالتعاون مع كلية لندن الجامعية وشركة ميكروسوفت العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، ومناقشة كيفية مساهمة التكنولوجيا المساعدة في تحقيق التحول الرقمي.
هذا وقد فاز بالمركز الأول فريق "إرشاد" عن مشروع يقدم نظام تكنولوجي قائم على الذكاء الاصطناعي يتيح لذوي الإعاقة البصرية التعرف على الأشياء، وقياس المسافات اليها والتمييز بينها وذلك من خلال تطبيق على الهاتف المحمول للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما فاز بالمركز الثاني فريق "بي تيم" عن مشروع يوفر نظام متكامل باستخدام تكنولوجيا القرب proximity لذوي الإعاقة البصرية مكون من عصا مطورة صديقة للبيئة، وشريط ذكي مزود بمستشعرات يتم وضعها في محطات المترو والشوارع تسهل على ذوي الإعاقة البصرية ايجاد طريقهم وتنبيهم في حالة وجود عائق على مسافات في الطريق.
وفاز بالمركز الثالث فريق " ايرور 404” عن مشروع يوفر نظام مكون من تطبيق إلكتروني لذوي الإعاقة البصرية يمكنهم من حجز رحلات النقل العام والتنبيه في حالة وصول الاتوبيس الخاص بهم كما انه ينبه السائق لمكان ذوي الإعاقة البصرية.
وفاز بالمركز الرابع فريق " جيت اكسيس" عن مشروع يعتمد على استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد حيث تم تطوير ملحقات متعددة يمكن تركيبها على الكرسي المتحرك لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية من أداء مهام مختلفة بشكل مستقل.
وفاز بالمركز الخامس تطبيق PIx wheels والذي يوفر نظام قائم على استخدام تكنولوجيا تحليل الصور والذكاء الاصطناعي يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية "الشلل الرباعي" من تحريك الكرسي المتحرك عن طريق التعرف على حركة العين.
هذا وقد صرحت الدكتورة عبير شقوير مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمسئولية والخدمات المجتمعية والرئيس التنفيذي للأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة بأن القيمة الحقيقية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تكمن في تقديم حلول مبدعة وأفكار خارج الصندوق للتحديات التي تواجه تقدم المجتمع، ودمج جميع أفراده؛ مشيرة إلى أن إطلاق فعاليات الابتكار في الأكاديمية يأتي تنفيذا للمبادرة الرئاسية لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي كان من احدى أهدافها تيسير الحياة لهم من خلال توفير التكنولوجيات المساعدة باللغة العربية.
من جانبها أشار الدكتور فادى نبيل مدير الابتكار بالأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة إلى أن الهاكاثون هذا العام ضم نحو ٦٠ شابًا وشابة معظمهم من الشباب ذوي الإعاقة وتمت فعالياته في بيئة دامجة، حيث قام الخبراء من كلية لندن الجامعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المساعدة والذين حضروا خصيصًا للمشاركة في هذا الحدث بتقديم النصائح للمشاركين ومساعدة المبتكرين الشباب لتطوير أفكارهم الإبداعية وتحويلها إلى منتجات تكنولوجية تلائم استخدام الأشخاص ذوي الإعاقة طبقا لأحدث المعايير العالمية، كما تم تصنيع نماذج أولية من بعض الأفكار الابتكارية المشاركة في معمل الابتكار الخاص بالأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبهم قدم خبراء شركة ميكروسوفت المشاركون في فعاليات الهاكاثون هذا العام خبراتهم المتعددة للمتسابقين، كما شاركوا في ورشة عمل تناولت أحدث المعايير العالمية التي تطبقها شركة ميكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي للأشخاص ذوي الإعاقة.
الجدير بالذكر أن أصحاب الأفكار الفائزة قد حصلوا على جوائز مالية بالإضافة إلى دعم تكنولوجي وكذلك التوجيه والإرشاد المتواصل لتنمية الأفكار الفائزة حتى تصل إلى منتج تكنولوجي نهائي يخدم ذوي الإعاقة ويسهم بشكل كبير في زيادة اندماجهم في المجتمع.
