يُعتبر فيروس «كورونا» من أخطر الفيروسات التى قد تصبح وباءً عالميًا، وهذا هو السبب فى القلق والذعر الذى أصاب معظم بلدان العالم من انتشار المرض. وقد حذرت العديد من المؤسسات المالية فى أمريكا والعالم من تضرر أسواق البترول العالمية فى حالة تفشى فيروس «كورونا»، وقد يسبب ذلك اضطرابات فى الأسواق المالية فى ظل انتشار المرض فى العالم.. وقد أعلنت وزارة الصحة العالمية أن المرض انتشر فى ٢٠ دولة فى العالم منها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان وسنغافورة وتايلاند وتايوان وكوريا الجنوبية. وقد تعاملت الدولة المصرية مع أزمة فيروس «كورونا» بطريقة أكدت أن مصر دولة كبيرة ومتقدمة وتحافظ على صحة أبنائها فى الداخل والخارج. فبمجرد إعلان دولة الصين عن اكتشاف فيروس «كورونا» فى مدينة «ووهان» الصينية التى صنفت كمركز للوباء، بدأت الدولة المصرية فى التحرك مع الأزمة بكل موضوعية، وكانت توجيهات الرئيس السيسى لرئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى تعتمد على ٤ أسس:
١- إرسال طائرة خاصة مجهزة طبيًا إلى الصين لعودة من يرغب من المصريين فى مدينة «ووهان» الصينية بعد انتشار فيروس «كورونا».
٢- تجهيز الحجر الصحى المخصص لاستيعاب المواطنين المصريين العائدين من الصين وإمداد الحجر الصحى بكل الأجهزة والمستلزمات الطبية وتوفير الرعاية والإعاشة والإقامة الكاملة خلال فترة النقاهة وهى ١٤ يومًا.
٣- سلامة المصريين خارج وداخل مصر أولوية قصوى فى الرعاية الصحية.
٤- التنسيق بين كل الوزارات والأجهزة المعنية فى التعامل مع الأزمة.
وقد بدأت الحكومة تنفيذ توجيهات الرئيس، حيث عقد د. مدبولى رئيس مجلس الوزراء اجتماعًا مع الوزراء المسئولين عن مواجهة فيروس «كورونا» وإجراءات نقل المصريين فى طائرة خاصة من الصين، حيث اجتمع مدبولى مع وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والصحة والطيران المدنى والاتصالات للتنسيق بينهم جميعًا لتوفير أفضل السبل لتجاوز هذه الأزمة والحفاظ على صحة المصريين القادمين من الصين. وقد تابعت د. هالة زايد وزيرة الصحة والسكان ميدانيًا خطة التأمين الطبى لاستقبال المواطنين المصريين القادمين من الصين فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين فى مدينة «ووهان» الصينية وأعطت الوزيرة توجيهاتها بإمداد الحجر الصحى المخصص لإقامة المواطنين المصريين القادمين من الصين، فى إطار توجيهات القيادة السياسية.
وقد تفقدت وزيرة الصحة كل التجهيزات والمستلزمات والأطقم الطبية وتوفير الإعاشة الكاملة طيلة ١٤ يومًا هى فترة احتضان المرض، كما تم اتخاذ إجراءات وتدابير على أعلى مستوى بالمطارات والمنافذ والموانئ لمواجهة منع تسرب فيروس «كورونا» إلى داخل البلاد. وقد تصاعدت المخاوف العالمية مع ارتفاع معدل وفيات فيروس «كورونا» كل يوم فى الصين، حيث تجاوزت الوفيات نسبة ١٠٠٠ شخص وإصابة أكثر من ٣٥ ألف مصاب. وقد أكدت وزيرة الصحة أن مصر آمنة تمامًا من فيروس «كورونا» ولفتت إلى أننا لن نحقق أى إصابة للمرض، وأن الأمور مستقرة ولا خوف على أولادنا فى المدارس والجامعات. وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان أنها أرسلت ١٠ أطنان من المستلزمات الوقائية كهدية من مصر لشعب الصين الصديق، ومن أجل دعم العلاقات وتعزيز سبل التعاون بين البلدين لمواجهة فيروس «كورونا» الخطير.
وبعد عودة المصريين من مدينة «ووهان» على طائرة خاصة بها كل الاستعدادات الطبية لمواجهة المرض، أشاد المصريون المغتربون بالحفاوة والإمكانات التى قدمتها مصر للجميع والرعاية الطبية الشاملة، وقالوا إن بلدنا تغيرت وأصبحت تضاهى كل الدول المتقدمة فى الرعاية الصحية وأننا نفخر أننا مصريون. وقد أشار د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة والوزارات المعنية تعاملت باحترافية شديدة مع أزمة فيروس «كورونا».