الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

«أحمد الرفاعى».. أستاذ الجماعة والفقيه الصوفي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الشيخ أحمد بن على الحسينى الرفاعى، المولود في قرية حسن من أعمال واسط بالعراق خلال القرن الخامس الهجرى، أحد الفقهاء الشافعية الأشعرية والصوفية في القرن السادس الهجرى والثانى عشر الميلادى، حيث ينتمى إلى قبيلة الرفاعى القرشية الهاشمية.
ونشأ منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن وترتيله على الشيخ عبد السميع الحربونى في قريته وله من العمر سبع سنين، وانتقل مع خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة «نهر دفلى» من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبى الفضل على الواسطى وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالى الشأن.
فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجدَّ «الرفاعى» في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، وأحرز قصب السبق على أقرانه.
وكان يلازم دروس العلم ومجالس العلماء، فقد كان يلازم درس خاله الشيخ أبى بكر سلطان علماء زمانه كما كان يتردد على حلقة خاله منصور البطائحى، وتلقى بعض العلوم على الشيخ عبد الملك الحربونى وحفظ عنه كتاب «التنبيه» في الفقه الشافعى للإمام أبى إسحق الشيرازى وقام بشرحه شرحا عظيما، وأمضى أوقاته في تحصيل العلوم الشرعية على أنواعها، وشمَّر للطاعة وجَدَّ في العبادة حتى صار عالما وفقيها شافعيا وعالما ربانيا رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه.
وأجازه الشيخ أبوالفضل على محدث واسط في العشرين من عمره إجازة عامة بكل علوم الشريعة والطريقة وأعظم شأنه ولقبه بـ«أبى العلمين».
وفى الثامن والعشرين من عمر الإمام أحمد الرفاعى الكبير عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجارى والد الشيخ منصور الذى تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته، وهناك دراسات أكاديمية تؤكد أنه التقى بعبد القادر الجيلانى وأخذ عنه وكانا على اتصال وتنسيق عال. 
ويعتبر الرفاعى من أقطاب الصوفية وإليه تنتسب الطريقة الأكبر من حيث الانتشار والمريدين، ويلقب بـ«أبو العلمين، شيخ الطرائق، الشيخ الكبير، وأستاذ الجماعة».
وكان «الرفاعى» يأمر في مجلس وعظه بالتزام حدود الشرع، ويحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: «هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم» وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله يحل بالعالم، ويقول: «هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم».
وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: «اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت». 
كثُر تلاميذ «الرفاعى» في حياته وبعد مماته حتى قال ابن المهذب في كتابه «عجائب واسط»: بلغ عدد خلفاء أحمد الرفاعى وخلفائهم مائة وثمانين ألفا حال حياته»، ومن أشهرهم الشيخ الحافظ عز الدين الفاروقى، الشيخ أحمد البدوى، أبوالحسن الشاذلى، الشيخ نجم الدين الأصفهانى شيخ الإمام إبراهيم الدسوقى، والحافظ جلال الدين السيوطى.
وقال عنه المؤرخ ابن الأثير الجزرى: «وكان صالحًا ذا قبول عظيم عند الناس، وعنده من التلامذة ما لا يحصى».
توفى الرفاعى وعمره ٦٦ عامًا إثر مرضه بداء البطن (الإسهال الشديد) وبقى مريضًا أكثر من شهر، حتى رحل يوم الخميس ١٢ جمادى الأولى عام ٥٧٨ هـ، ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى البخارى في بلدته أم عبيدة.