يبدو أن العالم يمضى في طريق جديد أكثر خطورة خلال الفترة القليلة القادمة، بعدما تردد في بعض التقارير عن اكتشاف أجهزة الأمن الصينية مواد مصنعة لفيروس كورونا بالقنصلية الأمريكية في المدينة التى انطلق منها وباء كورونا، الذى لا يزال يمضى بقوة في حصد الأرواح، وإصابة الآلاف داخل وخارج الصين، مما قوض العديد من الجوانب الاقتصادية، والتى ينتظر أن تؤثر بشكلٍ سلبى على عملية التنمية في العديد من دول العالم خلال الفترة المقبلة.
وما يزيد من الشكوك الصينية، أن ما حدث هو بفعل فاعل يتعلق باختيار المدينة التى بدأ منها انطلاق هذا الفيروس؛ حيث تعد من أكبر المدن الصناعية، والتى تسهم بشكل كبير في الناتج القومى للصين، والتى تبذل جهودا مضنية لمعرفة السبب الحقيقى وراء انتشار المرض، خاصة بعد ازدياد الشكوك حول تدخل استخبارات دول بعينها لكبح جماح الصين، والتى باتت على أعتاب اعتلاء قمة الدول الصناعية الكبرى، والتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يجنح الميزان التجارى للتبادل بين الدولتين لصالح الصين بما يقارب ٤٠٠ مليار دولار، الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكى ترامب لمحاولة إصلاحه عبر فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الصينية لأمريكا، مما جعل الصين ترد بقرارات مماثلة لتزداد حالة الاحتقان التجارى بين الدولتين خلال الفترة القليلة الماضية، والتى خفت بعد التوصل إلى اتفاقيات للحد من هذا السباق الذى من شأنه أن يضر بالاقتصاد العالمى، وقد يدخل به إلى نفق مظلم لا يعلم أحد مداه.
وفى الجانب الآخر، هناك تقارير سرية أخري، لا نعرف مدى صحتها، تتحدث عن استفادة الصين من انتشار فيروس كورونا في أراضيها، وذلك من أجل استبعاد الكثير من الشركات العالمية التى فتحت الصين أبوابها لها، مما جعلها تستفحل داخل السوق الصينية، وتسحب البساط من تحت أقدام العديد من الشركات الصينية، والتى تراجع أداؤها بشكل كبير، وتأثر دخلها أيضا، مما أثر بشكل مباشر في الناتج القومى، ويظهر ذلك بشكل جلى في تراجع نسب التنمية في الصين خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، بعد أن كانت تشكل أعلى نسب للتنمية في العالم.
ويدخل العالم على خط البحث عن وسائل لعلاج فيروس كورونا، من خلال عقد اجتماع دولى في جنيف بسويسرا خلال الأيام القليلة القادمة، تشارك فيه كبرىات شركات الأدوية في العالم، وكذلك العلماء والخبراء من أجل التعاون والبحث عن أمصال وعلاج لهذا الفيروس حتى لا يصبح على شاكلة الإرهاب الذى أصبح يهدد كل دول العالم.
وبمناسبة الإرهاب وما يحدث في منطقتنا العربية بالذات؛ فقد نجحت القوات المسلحة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، في تحرير العديد من القرى الإستراتيجية في ريف إدلب، آخر معاقل المنظمات الإرهابية الموجودة على أرض الشقيقة سوريا، وإجبارهم على الفرار إلى ليبيا، حسب المخطط الذى يضعه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والذى بدأ يفقد العديد من الأوراق التى يلعب بها، سواء في محاولة منه لإحياء حلم الإمبراطورية العثمانية القديمة، أو البلطجة لسرقة الموارد البترولية والغاز من سوريا وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
ومع كل ما يحدث على الساحة العالمية، لكن الشواهد تتحدث عن شىء آخر مختلف تمامًا يتعلق بفقدان الثقة التى وضعتها بعض الدول الكبرى في الرئيس التركى كوكيل للإرهاب نيابة عنها، حتى ينال جزءا من الكعكة التى حلموا بها، خاصة وهم يرون بأم أعينهم سوريا وهى تقترب من القضاء على الإرهاب، وفى الوقت نفسه، يطبق الجيش الليبى على آخر معاقل الإرهاب والاقتراب من تحرير العاصمة طرابلس، ومعها مدينة مصراتة معقل الإرهابيين، رغم وصول الآلاف من العناصر الإرهابية القادمة من سوريا.
ويظهر تآمر بعض الدول في هذا الجانب في سعيها المستمر لتقويض الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، بإصدار قرارات أممية لإيقاف القتال حتى لا يتم تحرير طرابلس ومصراتة وإسدال الستار على الإرهاب في المنطقة، وخروج تلك الدول التى تطمع في موارد الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالطاقة وتجر ذيل الخيبة والخزى، وهو السيناريو الأقرب، والذى سيفرض نفسه بعد إصرار دول كبرى عديدة مثل الصين وروسيا، وحتى بعض الدول الأوروبية المؤثرة مثل ألمانيا وفرنسا، ومعهم القارة الأفريقية على بناء عالم جديد متعدد الأقطاب يبدأ معه عالم جديد ينعم بالسلم والتنمية أملا في رخاء ظلت دول كثيرة تحلم به وهو بعيد المنال بسبب طمع الدول الاستعمارية.
وسيظل العالم مدينًا لمصر التى كان لها الفضل سواء في إفشال صفقة القرن، وفكرة شرق أوسط جديد أو محاربة الإرهاب نيابة عن العالم.
والله من وراء القصد.