الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أوكا وأورتيجا وشاكوش وبيكا.. وأغاني المهرجانات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما ظهرت أغانى المهرجانات من بضع سنين، وسمعنا لأول مرة عن أوكا وأورتيجا، شعرنا بالغرابة بداية من اختيار الأسماء اللافتة للنظر، ثم محاولة شد انتباهنا بموسيقى تتميز بغرابتها على الأذن، لم نعترف بالظاهرة كفن، لعلمنا أنها تعتمد على الأجهزة في تغيير الأصوات أو تركيب أصوات أو ابتكار أصوات لافتة للأذن لأنها لا تألفها، وقد قابلها المثقفون والنقاد والدارسون للموسيقى بالاستهجان والتهكم، وسخروا من مؤدي هذه الأغانى وتوقعوا لهم سقوطًا ذريعًا، ظنًا منهم أن تلك الموسيقى وطريقة الأداء لن تجذب المستمعين الذين تعودوا على الفن الشرقى الأصيل، فمن استمع إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب واستمتعوا بهما ومن اعتبروا أغانى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والفنانات العظيمات شادية وفايزة وصباح ووردة أغانى خفيفة، من المستحيل أن يقعوا في خية الإعجاب بما سمى أغانى المهرجانات!! حتى التسمية لم يكن من أطلقها يقصد بها المهرجانات التى نعرفها، والتى تقام للتقييم ومنح الجوائز، ولكن كان المقصود المعنى الشعبى للمهرجان، والذى يعنى الهيصة والهليلة والخروج عن الأعراف، ولكن بقدرة قادر انتشرت بسرعة البرق عن طريق الظاهرة الشبيهة بها وبزمانها ظاهرة «التكتك» التى ملأت كل أوردة وشرايين البلد، مع اشتراك الميكروباصات التى كانت سببًا لنشر الأغانى خلال الأعوام السابقة على ظهور التكتك.. وزاد انتشار «أغانى المهرجانات» بسبب استخدامها في إحياء كل الأفراح الشعبية، ورويدًا رويدًا دخلت على أعياد الميلاد ثم أفراح باقى الطبقات حتى الراقية والعليا، ورغم ذلك ظل المهاجمون للظاهرة كالنعام الذى يدفن رأسه حتى لا يرى الحقيقة، ووصل الأمر بالهجوم الشديد على الفنانة (مى كساب) لاقترانها باوكا رغم أنه قرار شخصى لا يجب التدخل فيه!! ولكنها واجهت الهجوم بشجاعة، ووقفت في ظهره مدافعة عنه بأنه موهوب جدا، ويتقن البحث عن الجديد رغم بساطة تعليمه، وأتمت زواجها وأنجبت أطفالًا، وتصرح أنها سعيدة بالحياة معه، ولم تدرك ولم ندرك مثلها أن يصبح أوكا وزملاؤه بعدها بأعوام قليلة رواد أغانى المهرجانات!!!
وذلك بعد ظهور أعداد كبيرة وأسماء غريبة مثل فيفتى وسادات وحاحا، ثم انضم إليهم مؤخرا حمو بيكا ومجدى شطا.. وسمعنا عن الأزمة الكبيرة بين أمير الغناء العربى الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين، ونجم أغانى المهرجانات حمو بيكا.
ووقفت النقابة بشدة ضد هؤلاء الشباب المتعطش للشهرة والمال، والذى استطاع أن يحققهما في وقت قياسى، ولم يصمت حمو بيكا بل تهجم على النقابة وهدد باستحضار من يهدمها، وتطاول على الفنان هانى شاكر بأنه لايجد من يسمعه وهم يملاؤن الدنيا!.. تفاخر بسياراته وممتلكاته وأن النقابة لن تستطيع وقف فنهم.. وقد تعجبت من قرارات النقابة في وقف نشاطهم وملاحقاتهم أمنيًا وقانونيًا لوقف هذه الأنشطة نهائيًا!! فبغض النظر عن تقييم ما يقدمونه، وإن كان فنًا أو ظاهرة أو غيره، ولكن لا يجب أن توقف النقابة نشاطهم، لأنها لن تستطيع، طالما هناك مريدون ومشجعون، كما أن في كل عصر أشكالًا مختلفة من الفنون منهم الرصين ومنهم الضعيف والسيىء والمبتذل.. فدائمًا تقديم الفن الجيد بغزارة يطرد الظواهر الغريبة والفنون الرديئة.. ومؤخرًا سمعنا أن النقابة تدرس توفيق أوضاع «مطربى المهرجانات» داخلها، حتى يصبحوا أعضاء في النقابة، معترفة بالاسم الذى أطلقونه وهو أغانى المهرجانات.. أما الذى دفعنى لكتابة المقال هو مشاهدة جميع برامج التوك شو وهى تحتفل بالفنان حسن شاكوش الذى يمتلك قناة خاصة على اليوتيوب لعرض أعماله، وتحقق له أرباحًا طائلة!!.. وكذلك بشريكه في غناء أغنية «بنت الجيران».. وسبب تلك الحفاوة من القنوات، هو تحقيق الأغنية المركز الثانى عالميًا من حيث عدد مرات الاستماع على موقع «ساوند كلاود».. والذى حقق فيه أيضًا حمو بيكا المركز السابع عالميًا. 
وقد تفوق شاكوش ورفيقه بأغنيته «بنت الجيران» على مطربين عالميين، حيث وصلت الأغنية لأكثر من 45 مليون مرة استماع!!.. وفى المداخلة الهاتفية التى أجراها نجما «بنت الجيران» مع عمرو أديب في برنامجه على «إم بى سى مصر». 
صرح أحدهما بأن من أسباب نجاح الأغنية هو امتلاك صديقه للصوت السوبرانو الذى يغنى من خلاله بعض المقاطع في الأغنية!!.. كان الحديث طريفًا، وخاصة بمحاولة «الفذلكة» بوضع مصطلحات موسيقية كالسوبرانو، وهو بالطبع لا يعرف أن معناها (الصوت النسائى الحاد)، ولا يمكن أن يطلق في أى الأحوال على الأصوات الرجالية، والتى تندرج تحت ثلاثة مسميات (تينور، وباريتون، وباص) وفقا لنطاقها الصوتى، وحدة الطبقة الصوتية أو غلظتها.. وبالطبع حديثه ينم عن بساطة النشأة والتعليم، فأغلب من يؤدون هذه النوعية من الأغاني، ينتمون لطبقات اجتماعية لم تتح لهم قدرًا كافيًا من التعليم، ولكن طالما أصبحوا أمرًا واقعًا، فعلى النقابة بعد توفيق أوضاعهم، محاولة تعليمهم وتثقيفهم، وربما ينعكس ذلك على ما يقدمونه من أغنيات، تقتحم منازلنا رغمًا عن أنوفنا!!