المصريون القدماء أول من عرفوا النميات NAMISMATISTS وهو العلم الخاص بالنقود والعملات والقلادات والميداليات، ونظرا لأن جماعة اليهود كانت تعيش في كنف القبائل الكنعانية فتعلموا من هذه القبائل استخدام السقل وكعادة اللهجة العبرية لليهود في إبدال أحيانا حرف السين بالشين مثل (موسى موشى) فأطلقوا على الثقل أو السقل كلمة ( شيقل ــ شيكل ) وهى العملة المعروفة في إسرائيل للآن.
وعندما انتشرت في القرن السابع الميلادى أعمال تزييف المسكوكات الفضية والذهبية اضطر أثرياء اليهود إلى دفع الكثير من اليهود في العمل في مجال سبك وسك ودمغ المسكوكات والمشغولات الفضية والذهبية ضمانا لوسائط المبادلة، ثم صار اليهود تباعا وتدريجيا يسيطرون على أعمال المحاسبة والرهن والتثمين والمضاربات والسمسرة وغيرها من هذه المجالات الملازمة للنشاطات التجارية،
وتاريخ أوروبا حافل بأحداث تخريب الاقتصاد في بعض بلدانهم من قبل الأثرياء والاقتصاديين اليهود.
وترجع حكاية ظهور فكرة المضاربات والبورصة إلى اليهود، حيث تعود نشأة البورصة إلى صاحب حانة يهودى يدعى (فادى بورصو) وحانته تقع على رصيف ميناء مدينة (بروج) البلجيكية وكان بحارة السفن الراسية يتبادلون السلع والعملات فيما بينهم في حانة بورصو وكان بورصو يقوم بالكثير من أعمال الوساطة والتثمين بين البحارة، وقد شجع هذا العمل المربح كثيرا من أقاربه اليهود على تطبيقه في كثير من الموانئ الأخرى وأطلقوا على هذه الحانات (حانة بورصو) وبهذه الشهرة أصبح كل مكان يمارس هذه الأعمال من مقايضة وتثمين وسمسرة (بورصو أو بورصا أو بورصة) وهى سوق المال الآن. والطريف ولأن مثل هذه الأنشطة أيضا كانت تمارس في الحانات (المقاهي) في مصر فما زالت المقاهى الكبرى القديمة والشهيرة تكتب على واجهاتها كلمة البورصة بدلا من مقهى حتى الآن.
وفى فترات تالية أدخل اليهود في الحانات فكرة ممارسة ألعاب المقامرات المختلفة، وكثير من الاشارات والمسميات في مفردات هذه الألعاب هى يهودية في الأصل. وقد توسع اليهود في مجال المضاربات وابتدعوا فكرة أوراق (الياناصيب) والمراهنات والتى واجهت معارضات شديدة من كنائس أوروبا وعلى رأسها الفاتيكان الذى كان يري: (أن الحظ في الدنيا أو الصدفة انتظارا لجزاء الرب هى من اختصاص الكنيسة فقط)، إلا أن الياناصيب اليهودى انتصر كالمعتاد في النهاية بفضل كل نبيل ودوق وأمير في مدن أوروبا والمنتفعين والمحتاجين للمال اليهودى المهيمن عليهم. وظل اليهود يبتعدون فترة يبتعدون عن أعمال التأمين بسبب احتمال مخاطره إلا أنه بعد تطور أعمال السلامة والحماية المدنية والمهنية في العالم سلك اليهود هذا المجال حاليا.
وترجع حكاية فكرة الشيكات المصرفية والكمبيالات لليهود، فالشيك اخترعوه كبديل موازٍ للمسكوكات، واشتقوا كلمة (شيك) من المعنى الكنعانى العربى (سك) وينطق عبريا شك أو شيك.
ولأن يوم السبت (شبات قدوش) يوم مقدس عند اليهود يحرم العمل فيه، فقد كانوا يغلقون متاجرهم وأعمالهم المالية والمصرفية فيه وصارت البنوك ليومنا هذا تغلق يوم السبت في كل أنحاء العالم دون أن يخطر ببال أحد وحتى العاملين في البنوك لماذا السبت إجازة لهم في كل العالم؟.
أما حكاية الكمبيالات وإيصالات الأمانة وما عرف بالشيكات الخطابية (قبل نشأة البنوك) فقد ابتدعوا هذه الفكرة نتيجة لخوف اليهود من تعرضهم للسرقة أثناء الانتقال من دوقية لدوقية أخرى داخل أوروبا، فكان اليهودى يودع نقودا عند صراف يهودى ويأخذ منه شيكا في صورة خطاب مشفر موجه لمصرف يهودى في المكان المسافر فيه المودع، وكان الخطاب يحتوى على بعض الآيات من الأسفار التوراتية يفهم الصراف الصارف فقط منها المبلغ وصحة اسم حامل الخطاب.
بعد سقوط دولة الأندلس واكتشاف القارة الأمريكية رحل بعض اليهود مع البحارة الإسبان للأرض الجديدة، ولم ينسوا تقاليدهم وتراثهم في المعاملات المالية رغم بعد أمريكا عن أوروبا بحريا فقد كانوا يصدرون الشيكات والإيصالات أعلى الخطابات بالرمز $ (حرف S مرسوم عليه شرطتان بالطول) والـ S ترمز لأول حروف الملك سليمان (أول ملك إسرائيلى سك نقودا والمشهور عندهم بأنه أغنى ملوك الأرض) أما الخطان الرأسيان فيرمزان لعامودى هيكل سليمان (المزعوم) بالباب الخارجى ويسمى تورتيا بعامودى (بوعز وياكين). وهذه العلامة كما يقول (لوسيان كافرو دومارس) في كتابه (العار الصهيونى): {هى علامة سرية لتضامن الماليين اليهود الإشكناز وشركائهم } وما زال الرمز يستخدمه الأمريكيون بدءا من عام ١٧٨٠ والأجيال الحالية تعتقد أن الحرف يعنى (أول حرف لكلمة ولايات بالإنجليزية) وإذا سألتهم عن الخطين فلا رد. وحتى يومنا هذا هناك بعض الإشارات اليهودية المستخدمة في العالم وخاصة أمريكا ولا يفهمها أو يعرفها المواطن الأمريكى العادى ومنها حكاية الدولار الأمريكي.
في القرن السادس عشر عندما تطورت صناعة سك العملات أراد اليهود وضع بصماتهم على أى أعمال مالية فسكوا في بوهيميا (ضمن دولة التشيك حاليا) عملات فضية أطلقوا عليها أسماء مثل: (تاليرة) و(يهواشيم) ويهواش (هو أحد ملوك مملكة إسرائيل التوراتية المزعومة) وعملة التاليرة تحولت في هولندا إلى (داليدر) و(جاليدر)، وباحتلال القراصنة الهولنديون جزر الانتيل بشرق الأطلنطى بعد أن كانت في قبضة الإسبان نقل عنهم المصطلح الهسبانيك (المستعمرون الإسبان في القارة الأمريكية) وصار (دالر) وهو الدولار الورقى الذى أصبح أحد رموز الإشارة للولايات المتحدة الأمريكية، أما الرمز الآخر فهو (بلاد العم سام).
فالعم سام هذا كان تاجر أغذية يهودى في نيويورك أكبر المدن الأمريكية واسمه (سموئيل) وكان من أغنياء الحرب الأمريكية الإنجليزية (١٨١٢ ـ ١٨١٤) وكان اسم الشهرة (أونكل سموئيل) ـ UNCLE SAM ويكتب على صناديق توريداته ثم شاحناته للخارج اختصار اسم الشهرة (US). وقد استغلت العقول الرأسمالية الصهيونية في أمريكا هذا الشبه بين بين أول حرفين للعم سام المشهور وأول حرفين للولايات المتحدة الأمريكية USA ومزجوا هذا التشابه بفكرة مصطلح (بلاد العم سام) إشارة لكل أمريكا وأصلها، وصوروا في حكاياتهم بأن العم سام كان الثرى الورع المحب للعامة ورسموه بملابس الحاخام اليهودى ذو القبعة البولندية السودا ولحيته المهذبة وروجوا عن حكايات تبرعاته وخدماته الهائلة للمواطنين الأمريكيين، كما تبرع اليهودى المصرى (فيلكس سوارس) بإنشاء (مستشفى الكلب) لنيل الباشوية.
من مذكرات ممدوح عتريس رضوان.