الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مستقبل القاعدة بعد مقتل قاسم الريمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيمات المتطرفة عابرة الحدود والقارات تعيش حالة انعزال وانحصار بسبب الضربات الأمنية التي تلقتها هذه التنظيمات مؤخرًا، وأدت لمقتل قيادات الصف الأول فيها، ولعل آخر هذه الضربات مقتل قاسم الريمي، الرجل الأول في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والأقرب لتولي الزعامة في التنظيم خلفًا لزعيمه الحالي أيمن الظواهري.
قاسم الريمي المقتول في محافظة مأرب اليمنية في 31 يناير من العام الحالي عبر استهدافه بطائرة بدون طيار لم يكن مجرد مقاتل عادي أو حتى مجرد قيادي في التنظيم؛ فهو من أبرز قيادات النخبة في التنظيم، فضلًا عن كونه تدرب على يد المؤسس الأول للتنظيم أسامة بن لادن وكان يلقى دعمه وتأييده، إلا أنه التحق بالتنظيم وفي وقت مبكر، فلم يتعد عمره وقتها خمسة عشر عامًا.
قاسم الريمي سافر لأفغانستان وتدرب داخل معسكرات القاعدة، فهو قائد عسكري نخبوي، فضلًا عن أن ولاءه التنظيمي لا يُضاهى وتمتع بثقة زعيم التنظيم أسامة بن لادن، فكان الرجل الأول بعد زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي والأول بعد مقتله.
يتمتع قاسم الريمي بخبرات واسعة دفعت به لجمع ولايتي (اليمن والرياض) حسب أدبيات القاعدة، وأطلق عليهما تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فوحّد جهود التنظيم المتطرف في مواجهة الحكومات في هذه المناطق حتى قويت شوكة التنظيم، لولا الملاحقات الأمنية التي أدت في النهاية لمقتله وفي مقتبل الأربعينيات من عمره.
سافر "الريمي" إلى أفغانستان قبل الاجتياح الأمريكي في العام 2001 وهو ما أتاح له خبرات عسكرية من المعارك التي خاضها مع القوات الأمريكية ثم أتاحت له الظروف السياسية في اليمن للعودة من جديد، خاصة أنه كان يسعى لتمدد التنظيم بعد انهيار تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية "داعش" وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سقوطه في 22 مارس من العام 2019، وبالتالي القاعدة كان يبحث عن الظهور للواجهة من جديد بعد أن سرق "داعش" منه الأضواء وزعامة العمل الجهادي.
لا يمكن أن نقول إن مقتل الريمي يمثل نهاية إرهاب القاعدة في المنطقة، فالقاعدة كغيره من التنظيمات المتطرفة ما زال قويا وقادرا على التمدد غير أن استهداف شخصية عسكرية رفيعة المستوى بهذا الشكل يمثل بداية النهاية لو تم البناء على هذه الخطوة، وهي ضربة نوعية بكل تأكيد.
قويت شوكة القاعدة بعد انهيار مملكة داعش، فعاد التنظيم للواجهة من جديد بأدوات مختلفة ولعله استفاد من تجربة داعش التي سرعان من سقطت، ومن هنا تبدو خطورة القاعدة وخطورة تمدده وبالتالي سُبل مواجهته.
لا يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك بالقول إن تنظيم القاعدة ينهار وأننا لن نشهد إرهابا للتنظيم في جزيرة العرب بعد مقتل قاسم الريمي، فالتنظيم ما زال موجودًا وإن تم استهداف أحد قياداته رفيعة المستوى، وأن انهيار التنظيم لا يمكن أن يكون بضرب قياداته أو تصفيتهم بينما التنظيم ما زال قادرًا على التجنيد ويأتيه الدعم، فتفكيك أفكاره شرط وفاته.
خطر القاعدة أكبر بكثير من خطر داعش، ومواجهة كلا التنظيمين تحتاج لمجهود كبير تأتي فيه مواجهة أفكار كل منهما في أولوية المواجهة، كما لا بد من مواجهة الدول الداعمة للإرهاب عمومًا وللتنظيمات المتطرفة عابرة الحدود والقارات على وجه التحديد، فبدون ذلك لا يمكن الحديث عن مستقبل ينتهي عنده تنظيم القاعدة أو يتوقف نشاطه.