الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

لينين الرملي.. الكوميديان الحزين

لينين الرملي
لينين الرملي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الكاتب الكبير لينين الرملي، الذي فارق الحياة صباح اليوم الجمعة، واحدًا من أعمدة التأليف المسرحي في مصر والعالم العربي، ذلك بسبب حسه الكوميدي الحزين، وأسلوبه الفريد في نقد الواقع الأسود بطريقة طريفة وسلسلة، ما جعله الاختيار المفضل في أعمال الفنان محمد صبحي المسرحية، والتي بفضلها نال شهرة واسعة بين جمهوره. وخلال السطور التالية نرصد أبرز محطاته الفنية.
ولد لينين فتحي عبدالله فكري الرملي في 18 أغسطس عام 1945 بمحافظة القاهرة. ساد اعتقاد خاطئ منذ صغره بأنه يعتنق الديانة المسيحية بسبب الاسم، الذي اختاره له والده الصحفي فتحي الرملي، الذي كان معجبا بشخصية الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين. 
اهتم "الرملي" الصغير بالانفتاح والاطلاع على العديد من الأعمال العالمية مستفيدًا من الزخم الثقافي الموجود في ذلك التوقيت، وهو الأمر الذي أثرى كتاباته الأولى بشكل كبير.
أبرز ما يميز هذا الكاتب هو حسه الكوميدي المرير، من خلال نقده للذات والسخرية من الواقع المرير معتمدًا على شخصيات بلهاء متغطرسة، ففي مسرح لينين الرملي ستشعر للوهلة الأولى أنك أمام مسرحية كوميدية بامتياز، ولكن هنا الضحك والأسى لا يتوقفان أثناء صعود الحدث دراميا، فهما متلازمان طوال الوقت، وهذا شيء يدرك صعوبته من يعملون في مسرح الكوميديا.
يُعد المسرح العلامة الأكثر سطوعا في تاريخ لينين الرملي، فقد شكل بالتعاون مع الفنان القدير محمد صبحي، ثنائيا ناجحا علق في أذهان الجمهور لعقود طويلة، البداية كانت مع مسرحية "انتهى الدرس يا غبي" عام 1975، ثم تلاها بعام واحد مسرحية "على بيه مظهر"، التي تم تحويلها لاحقا إلى عمل سينمائي، وفي عام 1981 قدما سويا مسرحية "انت حر" و"المهزوز" و"الهمجي" في عام 1985، وكان عام 1989 الأنجح في مسيرتهم الفنية، حيث قدما مسرحيتي "تخاريف" و"وجهة نظر"، وتناولت أحوال مجموعة من المكفوفين الذين يعيشون في دار للمكفوفين الذين يتم استغلالهم من مسئول دار المكفوفين مستغلا أنهم مكفوفين، عن طريق أنه يحصل على الأموال المخصصة لرعايتهم لتحقق مصالح شخصية له، ثم انفصلا الثنائي بعد مسيرة ناجحة بسبب كثرة تدخل "صبحي" في الكتابة وهو ما أغضب "الرملي" كثيرًا، الذي كان دائما ما يفضل احترام وجهة نظر المؤلف.
نجاحات وإنجازات الكاتب لينين الرملي، لم تتوقف عند حد المسرح وحسب، بل امتدت لتشمل السينما، حيث قدم قرابة 12 فيلما خلال مسيرته الفنية الممتدة، أبرزها: "البداية"، "الرجل الذي عطس"، "محامي تحت التمرين"، "النعامة والطاووس". كما شكل ثنائي ناجح مع الفنان القدير عادل إمام، خلال فترة التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة من خلال أفلام: "الإرهابي"، "بخيت وعديلة"، "هاللو أمريكا".
وعاني لينين الرملي، خلال أيامه الأخيرة، من مرض تصلب الشرايين، الذي عرضه لجلطات في المخ، أفقدته الوعي مرارا، حتى فارق الحياة صباح اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 75 عاما، تاركا إرثا فنيا سيظل خالدًا في ذاكرة المصريين إلى الأبد.