من الأمور التى ما زالت متّبعة منذ زمن الرسل وحتى اليوم، في حال أراد أحدهم الانتقال من كنيسته إلى كنيسة أخرى في منطقة ثانية، بحسب العادة المتّبعة مع التلميذ الذى يريد الانتقال من جامعة بلده إلى جامعة أخرى في الخارج بقصد إكمال دراسته، كتابة رسالة توصية تعرّف بالشخص المنتقل وتقدّم صورة عن حياته ومؤهلاته كيما يتمّ قبوله في المكان الآخر. فرسائل التوصية كان عادة متّبعة بين الكنائس على زمن الرسل، لكن الأمر الغريب الذى حدث مع الرسول بولس، أنه بالرغم من أنه كان مؤسّس كنيسة كورنثوس وخادمها لمدة سنة ونصف، بأنه بعد غيابه عنها لأربع سنوات أراد أن يرجع إليها، فطلب بعض المسئولين في الكنيسة رسالة توصية عنه، توصى بقبوله واستقباله في الكنيسة، هذا أمر أثار استغراب بولس كما يثير استغرابنا جميعًا، فرسالة التوصية تطلب من شخص غريب وليس من شخص قريب ومؤسس ومعروف، قال بولس لكنيسة كورنثوس: «أم لعلّنا نحتاج كقوم رسائل توصية إليكم أو رسالة توصية منكم» (2 كور 3: 21). فمع غرابة موقف البعض من أعضاء الكنيسة فقد تعامل الرسول بولس مع الأمر بطريقة حكيمة كي ما يخفّف من احتقان ما موجود في الكنيسة، فأجابهم قائلًا: «أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس. ظاهرين في أنكم رسالة المسيح مخدومة منّا. مكتوبة لا بحبر، بل بروح الله الحيّ. لا في ألواح صخرية بل في ألواح قلب لحمية» (2كور3: 2-3). قال أحد الفلاسفة اليونانيين: «إن المعلّم الجيّد هو الذى لا يكتب رسالته بكلمات عاجزة عن النطق. بل الذى يكتب رسالته في حياة الناس». هكذا قال الرسول بولس لأعضاء الكنيسة التى أسّسها: «أنتم رسالتنا، مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس».
قارن الرسول بولس بين رسالة التوصية العادية التى يوصى بها أناسا معروفين لأناس آخرين، برسالة التوصية الذى هو كتبها في حياة الناس الذين كرز لهم بالإنجيل، تحدّث عن خمس ميّزات تميّزت بها رسالته في حياة الناس:
الميّزة الأولى: رسالة التوصية الورقية تكتب بأحرف جامدة لا تتحرّك وبكلمات لا تنطق. لكن رسالة التوصية الإنسانية هى رسالة حيّة. تكتب في حياة أناس أحياء يتحركون وينطقون ويتفاعلون.
الميّزة الثانية: كانت رسالت التوصية الورقية يكون أحد الأشخاص الذين لديهم صفة المسئولية لكى يوصى سلطات بقبول الآخر الموصَى به. أما الرسالة الإنسانية لم يكتبها إنسان بشريّ، بل كتبها الربّ يسوع المسيح القائم من الأموات، الحيّ إلى الأبد. قال الرسول بولس: «ظاهر في أنكم رسالة المسيح» (2كور5: 7).
الميّزة الثالثة: أن المادة التى تُكتَب بها الرسالة الورقية هى الحبر الذى يفسد ويُمحى ويختفى بعد مدّة من الزمن، وعندما يزول الحبر لا نستطيع أن نعرف بعدها محتوى الرسالة، أما المادة التى تُكتَب بها الرسالة في حياة الناس هى مادة لا تفسد ولا تُمْحَى ولا تختفى من كل العصور والأزمان، لأن الله يكتب في حياتنا بروحه القدوس، فيُجرى تغييرًا كبيرًا في أفكارنا وتصرفاتنا وإرادتنا تصير مقدّسة ونعيش حياة قداسة. قال بولس: «مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحيّ» (2 كور 5: 3).
الميّزة الرابعة: في العهد القديم فقد كتب الله رسالته لشعبه، أو وصاياه لشعبه، على ألواح حجرية، لكن أين هى هذه الألواح الحجرية اليوم؟ لكن الروح القدس، روح الله، يكتب رسالته على ألواح قلب لحمية، فالقلب بالمفهوم العبرى يمثّل، ليس فقط الجانب العاطفى من الإنسان، لكن أيضًا الجانب الفكرى والإرادي، لتشمل كل حياة الإنسان. قال بولس: «مكتوبة.. لا في ألواح حجرية، بل في ألواح قلب لحمية» (2كور5: 3).
الميّزة الخامسة: إن قراءة الرسالة الورقية تكون مقتصرة فقط على مجموعة محدودة، لا سيّما على زمن الرسول بولس، إذ كان الكثيرون أمييّن. أما رسالة المسيح في حياتنا فهى تعرف وتقرأ، ليس من قبل فئة محدّدة من الناس، بل من قبل جميع من يختلطون ويتعرّفون على المؤمنين والمؤمنات الحقيقيين أينما ذهبوا وحيثما حلّوا. قال بولس: «أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا، معروفة ومقروءة من جميع الناس» (2 كور 5: 2).
أيّ رسالة يقرأ الناس اليوم في حياتنا وكنائسنا؟ ليت الله يعيد كتابة رسالته اليوم فينا بواسطة روحه القدوس في اختبارنا توبة حقيقية. لأن العالم بأشدّ الحاجة للتعرّف على حقيقة تعاليم وقيم الإيمان المسيحي.
قارن الرسول بولس بين رسالة التوصية العادية التى يوصى بها أناسا معروفين لأناس آخرين، برسالة التوصية الذى هو كتبها في حياة الناس الذين كرز لهم بالإنجيل، تحدّث عن خمس ميّزات تميّزت بها رسالته في حياة الناس:
الميّزة الأولى: رسالة التوصية الورقية تكتب بأحرف جامدة لا تتحرّك وبكلمات لا تنطق. لكن رسالة التوصية الإنسانية هى رسالة حيّة. تكتب في حياة أناس أحياء يتحركون وينطقون ويتفاعلون.
الميّزة الثانية: كانت رسالت التوصية الورقية يكون أحد الأشخاص الذين لديهم صفة المسئولية لكى يوصى سلطات بقبول الآخر الموصَى به. أما الرسالة الإنسانية لم يكتبها إنسان بشريّ، بل كتبها الربّ يسوع المسيح القائم من الأموات، الحيّ إلى الأبد. قال الرسول بولس: «ظاهر في أنكم رسالة المسيح» (2كور5: 7).
الميّزة الثالثة: أن المادة التى تُكتَب بها الرسالة الورقية هى الحبر الذى يفسد ويُمحى ويختفى بعد مدّة من الزمن، وعندما يزول الحبر لا نستطيع أن نعرف بعدها محتوى الرسالة، أما المادة التى تُكتَب بها الرسالة في حياة الناس هى مادة لا تفسد ولا تُمْحَى ولا تختفى من كل العصور والأزمان، لأن الله يكتب في حياتنا بروحه القدوس، فيُجرى تغييرًا كبيرًا في أفكارنا وتصرفاتنا وإرادتنا تصير مقدّسة ونعيش حياة قداسة. قال بولس: «مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحيّ» (2 كور 5: 3).
الميّزة الرابعة: في العهد القديم فقد كتب الله رسالته لشعبه، أو وصاياه لشعبه، على ألواح حجرية، لكن أين هى هذه الألواح الحجرية اليوم؟ لكن الروح القدس، روح الله، يكتب رسالته على ألواح قلب لحمية، فالقلب بالمفهوم العبرى يمثّل، ليس فقط الجانب العاطفى من الإنسان، لكن أيضًا الجانب الفكرى والإرادي، لتشمل كل حياة الإنسان. قال بولس: «مكتوبة.. لا في ألواح حجرية، بل في ألواح قلب لحمية» (2كور5: 3).
الميّزة الخامسة: إن قراءة الرسالة الورقية تكون مقتصرة فقط على مجموعة محدودة، لا سيّما على زمن الرسول بولس، إذ كان الكثيرون أمييّن. أما رسالة المسيح في حياتنا فهى تعرف وتقرأ، ليس من قبل فئة محدّدة من الناس، بل من قبل جميع من يختلطون ويتعرّفون على المؤمنين والمؤمنات الحقيقيين أينما ذهبوا وحيثما حلّوا. قال بولس: «أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا، معروفة ومقروءة من جميع الناس» (2 كور 5: 2).
أيّ رسالة يقرأ الناس اليوم في حياتنا وكنائسنا؟ ليت الله يعيد كتابة رسالته اليوم فينا بواسطة روحه القدوس في اختبارنا توبة حقيقية. لأن العالم بأشدّ الحاجة للتعرّف على حقيقة تعاليم وقيم الإيمان المسيحي.