أحالت سلطات التحقيق القضائية العسكرية في لبنان، اليوم، قياديا عسكريا سابقا في ميليشيا (جيش لبنان الجنوبي) إلى المحاكمة العسكرية، لاتهامه بارتكاب جرائم قتل والشروع في قتل سجناء ومعتقلين وتعذيبهم داخل أحد السجون، في حين أسقط عنه الاتهام المتعلق بالانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي وذلك بمضي مدة التقادم القانونية.
وأسندت قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا إلى عامر الفاخوري، اتهامات بارتكاب جرائم القتل العمل والشروع فيه والخطف والتعذيب داخل سجن الخيام بمحافظة النبطية (جنوبي لبنان) والتي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، في حين قررت منع المحاكمة عنه في تهمة التجند في الجيش الإسرائيلي والتعامل معه، بعدما تبين أن هذا الاتهام انقضى الوقائع فيه بمضي المدة القانونية المسقطة للاتهام.
وعاد الفاخوري إلى لبنان في غضون شهر سبتمبر الماضي، ودخل مطار رفيق الحريري الدولي (بيروت) مستخدما جواز سفره الأمريكي، كونه يحمل الجنسية الأمريكية، غير أنه جرى احتجازه لاحقا على خلفية اتهامات بتوليه إدارة سجن الخيام إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني.
وكان القضاء العسكري اللبناني قد أدان في عام 1998 عامر الفاخوري بارتكاب جرائم العمالة لصالح إسرائيل، وعوقب حينها بحكم غيابي بالأشغال الشاقة لمدة 15 عاما.
وحظيت الميليشيا شبه العسكرية المسماة بـ "جيش لبنان الجنوبي" بدعم إسرائيلي قوي في مواجهة المنظمات والفصائل الفلسطينية واللبنانية، حيث كان ينتشر في عدد من مناطق الجنوب اللبناني، ضمن إطار منطقة الحزام الأمني (المنطقة العازلة لقرابة 50 كم) الذي أنشأته إسرائيل في الجنوب اللبناني عقب الانسحاب الجزئي من لبنان عام 1985، إلى أن تفكك جيش لبنان الجنوبي بالكامل عام 2000 تزامنا مع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في نفس العام.