رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«متحف المخطوطات».. جهود العلماء في تعميق الهوية العربية والإسلامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحرص جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، على تعميق الهوية العربية والإسلامية لدى الشباب بعدة طرق منها إطلاعهم على دور العرب في الحضارة الإنسانية وما قدموه من إسهامات في شتى العلوم والمعارف.
يرغب الأزهر الشريف في إطار تطوير الخطاب والفكر وملاءمته للعصر من خلال محاور الفن والإبداع والفكر، والجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يأتى جناح الأزهر المتنوع بين الكتب والورش الفنية والندوات الفكرية كدليل أمام من يتهمون رجال الأزهر بانغلاق أفقهم الفكرى والمعرفى.
«البوابة» التقت «أحمد كامل» عضو اللجنة التنفيذية بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى البداية تحدث عن ضرورة الانفتاح على الفعاليات الثقافية الموجودة داخل مصر وخارجها، حيث كان من الضرورى أن نلبى كقطاع مكتبات ما أمر به الإمام الأكبر من أهمية الانفتاح، فقد تجمعت كافة القطاعات التابعة للأزهر بكل إنتاجها بمعرض الكتاب، حيث يحاول الأزهر تجديد الخطاب الدينى من خلال الفكر، والفن، والإبداع.
يوضح «كامل» محاور المشاركة بالمعرض قائلا «قد يتمثل الفكر في مجموعة الكتابات التى يكتبها كبار العلماء سواء هيئة كبار العلماء، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو مرصد الأزهر، أو الفتوى، أو أساتذة الأزهر الشريف وله في مجاله الكتيبات، والندوات الفكرية، أما الفن والإبداع فتجده من خلال ورش العمل الفنية التى يبدع فيها قطاع المعاهد الأزهرية وطلابه من ورش عمل، الرسامون، الزخرفة، النحت، الرسم، الخط العربى في كل الأشياء ومحاولة لمواكبة الأحداث حتى نستعيد نشاط الطلاب من خلال الحفظ والاستذكار.
ويتابع «كامل» يجمع جناح الأزهر الشريف بين الأصالة والبساطة داخل معرض الكتاب، فالأصالة متمثلة في «متحف المخطوطات»، أى الأصالة التى تعود به للزمن، والمعروف أن الأزهر وخاصة مكتبة الأزهر هى المعنية بحفظ التراث أى تراث علماء الإسلام بصفة عامة، وعلماء الأزهر بصفة خاصة، فقد وفد على الأزهر العلماء إبان هجوم التتار والمغول، حيث أغلقت كل المنابر العلمية في كل الدول الإسلامية، حتى جاءوا إلى مصر ولم يكن أمامهم إلا الأزهر الشريف، وهنا شرحوا من خلاله كتبهم ونتج عنها المخطوطات المطولة القديمة.
«هذه المخطوطات بلغت ٥٢ ألف مخطوط في ٦٣ فنا من فنون المعرفة المختلفة»، ويستكمل «كامل» حديثه حول أنواع المعارف التى تشملها المخطوطات: «قد يتبادر إلى ذهن الباحث أنه يرى مخطوطا في الفقه، والتفسير، والأحاديث، وهذا شرف كبير، ولكن المفاجأة أن هناك مخطوطات في العلوم الحديثة في الطب، والفلك، والتاريخ، والجغرافيا، والكيمياء منها مخطوط بعنوان «بالدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة»، ومخطوطات للشيخ حسن العطار، كما يوجد ٤٣٠ مخطوطا في علم الفلك بعنوان «إسهامات علماء الإسلام إلى البشرية» كل منبعها والداتا الخاصة بها كانت من مكتبة الأزهر الشريف، حاولنا من خلال هذه المخطوطات أن نوضح للطالب الزائر أن علماء الأزهر ليسوا منغلقين على أنفسهم.
إجازة الإمام الأستاذ محمد عبده
وأضاف «كامل» أن هناك وثيقة إجازة الشيخ محمد عبده في العام ١٨٧٧ من قبل لجنة الاختبار التى أعدت للمتقدمين بالتدريس، وكان من بين ١١ شيخا يؤدون هذا الاختبار، وقد قررت اللجنة منحه شهادة بصلاحية التدريس بعد اجتياز كافة الاختبارات. 
رسالة الملك فاروق للشيخ المراغي
وثيقة أخرى للشيخ مصطفى المراغي، رسالة يخاطب الملك فاروق فيها شيخ الأزهر قائلا: «عزيزى الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فقد كان للرسالة التى طلب إليكم مجلس جماعة كبار العلماء إبلاغها إلى أبلغ الأثر في نفسى وإنى إذ أعرب لكم وللمجلس الموقر عن خالص شكرى وتقديرى لدعواتكم الصادقة وتمنياتكم المباركة، أشارككم الابتهال إلى الله بقلب سليم، أن يوفقنى وإياكم إلى العمل على نصرة دين الله وإعلاء كلمته.. توقيع السامى فاروق، في ١٢ جمادى الآخرة ١٣٥٦ بسرايا المنتزه. 
فضيلة الإمام الأكبر في التدريبات العسكرية
يضم متحف المخطوطات بجناح الأزهر مجموعة من الصور النادرة التى توضح وطنية علماء الأزهر من بينها: صورة فضيلة الإمام الأكبر عبدالحليم محمود أثناء مشاهدة التدريبات العسكرية في حرب ١٩٧٣، يحاول أن يبين خلالها ثواب الاستشهاد من أجل الدفاع عن الوطن، بالإضافة إلى صورة نادرة للشيخ الجيزاوى مع حكومة الزعيم سعد زغلول، إلى جانب صورة نادرة للملك فؤاد مع الشيخ محمد الأحمدى الظاهرى أثناء افتتاح الجامعة الأزهرية، وصورة نادرة أخرى لشيخ الأزهر وهو يستقبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ساحة الأزهر، إضافة إلى صورة نادرة للشيخ حسن مأمون شيخ الجامع الأزهر وهو يرى مجموعة من المصلين وهم يؤدون فريضة الصلاة في أحد الشوارع وهم الأئمة وهو يقف خلفهم مأموما، وصورة أخرى نادرة لشيخ الأزهر وهو يحمل سلاحا في ١٩٥٦ يحاول خلالها أن يكون قدوة للطلاب والنشء ويريد أن يقول لهم: «نحن أمة في خطر يجب أن نتحد معا وأن يكون الكل في واحد». 
مصحف شريف بخط الثلث ممشوق بماء الذهب
مصحف شريف بخط الثلث، يجمع بين الخط الكوفى، والنسخ، ومن الملاحظ في هذا المصحف أنه يحتوى على ١٣ سطرا بخط النسخ في الصفحة الواحدة، من بين السطر الأول والسابع خمسة سطور صغيرة، تجد خلالها أن السطر الثالث والخامس ممشوقان بماء الذهب.
يؤكد «كامل» أن الأزهر يحاول من خلال ذلك إعلاء قيمة اللغة العربية وقيمة الجمال الموجود بها وما تحويه مكتبة الأزهر من النفائس. 
«غريب الحديث» لابن سلام الذى مر على نسخه أكثر من ألف عام 
هناك مجموعة متعددة من المخطوطات بين القديم والحديث من بين هذه المخطوطات «غريب الحديث» لابن سلام وهو مخطوط ألفوى النسخ مر على نسخه أكثر من ١٠٠٠ عام، للعلامة الفقيه المحدث أبوعبيد القاسم بن سلام البغدادي، المولود في هراه ١٥٧ هجرية، والذى توفى في ٢٢٧ هجرية، وروى أنه قال: «إنى جمعت كتابى في أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من الأفواه فأضعها في موضعها فكان خلاصة عمري». فقد نسخ هذا الكتاب عام ٣١١ هجرية. 
«اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم» 
كما توجد مجموعة متنوعة من المطبوعات من بينها كتاب «تلخيص الإبريز» إبداع الشيخ رفاعة الطهطاوي، الذى يتحدث عن رحلة أبوالنهضة الحديثة إلى بلاد باريس، بالإضافة إلى تحت عنوان «نهضة الأمة» للفيلسوف طنطاوى جوهري، الذى أرسل خلاله ملك اليابان رسالة إلى مصر يقول: «إن نهضة الأمة الإسلامية متمثلة في هذا الكتاب». 
كتاب «اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم» للشيخ أبي يحيى زكريا الأنصاري، الذي ذكر فيه العلوم وحدودها مختصر أوله، ويليه مقدمة في تعريف الألفاظ التى تدور على لسان الأصوليين والمتكلمين وعلماء البلاغة، وقد طبع في مطبعة الموسوعات بشارع باب الخلق في ١٣١٩، وكتاب آخر بعنوان «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» لعبدالرحمن الجبرتي.