عاش العالم وما زال حالة من الرعب، عقب تفشى فيروس «كورونا» القاتل بالصين، وانتقاله إلى أكثر من 11 دولة، مخلفًا عشرات الضحايا، وتعيش مراكز الأبحاث في الدول المتقدمة سباقا محموما لاكتشاف عقار أو لقاح يمكنه وقف هذا الوحش الكاسر الذى انطلق فجأة، خاصة بعد أن توقع خبراء صحة أمريكيون أن يقتل «كورونا» 65 مليون شخص حول العالم، وهذا الفيروس فجر من جديد أسئلة محيرة حول ماهية هذه الأمراض، التى تظهر فجأة وتهاجم دولًا دون أخري؟ وهل هى جزء من حرب الأوبئة والجراثيم التى تحدثت عنها الروايات والأساطير والخيال العلمي، بل والتسريبات العلمية لعدد من الدول الكبرى؟
وبحسب تقارير علمية فإن إجمالى الفيروسات الموجودة في الحياة يصل إلى 1.7 مليون فيروس، ويكلف اكتشافها جميعا 7 مليارات دولار، تنفق هذه الأموال على الأبحاث التى قد تستمر لـ10 أو 15 سنة.
وهناك تقارير صادرة من واشنطن تقول إنها حذرت الصين مرارا من أن هناك قصورا في جودة المراقبة والتتبع، وخللا في إدارة المختبرات الصحية، ما قد يهدد بتسرب فيروس قاتل لا يمكن السيطرة عليه، ولا يوجد مصل أو علاج له.
ويعتقد البعض أن للشركات العالمية العاملة في مجالات الصناعات الدوائية، دور في الحرب ضد الفيروسات، إذ غالبًا ما يواجه منتجو الأدوية صعوبات في إيجاد اللقاح الذى يعوق عمل الفيروسات بسرعة كبيرة، وهو ما يكون له تأثير سلبى على نشاطاتهم وأعمالهم اليومية، فضلا عن أن الوصول للقاح المناسب قد يكون بعد حدوث الكوارث، وتطوّر الفيروسات لمرحلة جديدة يتطلب علاجها مراحل أخرى من البحث.
وتنفق الدول الكبرى مليارات الدولارات على الأبحاث السرية الخاصة باستخدام الخلايا الجذعية في علاج البشر، أبحاث الحروب البيولوجية والجرثومية وصناعة الأمراض ونشرها، ولم تكن أفلام هوليود مبالغة، حينما كشفت عن أن كثيرا من هذه الأبحاث السرية يدور معظمها حول كيفية تدمير قطاعات من الجنس البشرى أو تطويعها أو إصابتها بأمراض قاتلة ومميتة دون حاجة إلى شن حرب عسكرية.. حيث يؤكد العلماء أن استعمال 15 طنًا من المواد البيولوجية كافية للقضاء على كل مظهر من مظاهر الحياة على الأرض.
كما أن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا لها آثار مدمرة يمتد أثرها للماء والهواء والتربة وبالتالى تساعد في إنتاج هذه الفيروسات المميتة والأوبئة والجراثيم، وهو ما يسمى بعملية صناعة الأمراض ونشرها في الأرض، لتحصد الآلاف بل الملايين من الضحايا.
وكشفت بعض الأبحاث أن دولا تنفق مليارات الدولارات على أبحاثها البيولوجية التى تستهدف شعوب العالم المعارضة لها عبر نشر الأمراض والأوبئة القاتلة لتدمير هذه الشعوب ببطء دون حاجة إلى خوض حروب معها، وأصبحت أمراض مثل السرطان، والفشل الكبدى والكلوى منتشرة على نطاق واسع.
كم عدد الذين يموتون أو يولدون مشوهين كل يوم جراء الإصابة بإشعاعات اليورانيوم التى تلقى في الحروب، بما يوازى القنبلة النووية التى ألقيت على «هيروشيما» أو «نجازاكي» أو أكثر، ما يجعل شعوبا تباد ببطء بفيروسات وجراثيم أخطر آلاف المرات من القنابل الذرية.
وحسب آراء الأطباء والعلماء لا يمكن اختلاق فيروسات من العدم، إنما يمكن التلاعب في فيروسات موجودة وإن إمكانية التلاعب في مكونات الفيروس وجعله ضارا بالبشر بدل الحيوانات فقط أمر ممكن علميا في إطار ما يسمى بـ«الحروب البيولوجية».
والحروب الجرثومية البيولوجية، هى الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو غيرها، مثل الجمرة الخبيثة أو الطاعون لنشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وأصبحت هذه الحرب أكثر شراسة بعد إنتاج القنابل الجرثومية التى تمكن من تفجير كم من الجراثيم والفيروسات المخلقة في مناطق معينة.. وهى سلاح مدمر وكارثة بشرية، لأنه صامت يفتك بالملايين دون ضجيج لسهولة نقلة وتداوله في صورة سائل أو رشة بالطائرات أو تلويث مياه الشرب به، أو إطلاقه داخل الحشرات والفئران والطيور المعدية.
وفى عام 1925، وقعت الدول الكبرى «اتفاقية جنيف»، التى تمنع اللجوء إلى الأسلحة «البكتريولوجية» في الحروب، ومنع الغازات السامة وغيرها، وأقرت 29 دولة هذه الاتفاقية، وكانت الولايات المتحدة أبرز الممتنعين عن الانضمام إليها، كما اتخذت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا في ديسمبر، 1966، يقضى بضرورة الالتزام بالبروتوكول المذكور، وبذلت بريطانيا خلال الستينيات جهودا باتجاه نزع السلاح البيولوجي، ولاقت تلك الجهود دعما واسعا، لا سيما من الاتحاد السوفييتي، ومن جهة ثانية، قام الرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون في العام 1969 بإعلان استنكار الولايات المتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وأمر بتدمير مخزون بلاده منها، ولم تنضم «إسرائيل» إلى مجموعة «اتفاقية جنيف»، وعندما أدركت الدول العظمى أن بإمكان الدول الصغيرة إنتاج أسلحة بيولوجية، سارعت بتقديم مسودة معاهدة الأسلحة البيولوجية وتوقيعها عام1972.
وقبل عدة سنوات أطلق علماء تحذيرا خطيرا، بل ومرعبا في تقرير أمريكي، لاتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحصانة ضد الفيروسات التى يصنعها الإنسان، والقادرة على قتل عشرات الملايين، وقال التقرير إن التقدم السريع في علم الأحياء يجعل من السهل على الإرهابيين تطوير أسلحة بيولوجية عن طريق هندسة الميكروبات داعين الحكومة الأمريكية للاستعداد لهذه الفيروسات وحماية مواطنيها.
وتبقى الأسئلة الحائرة.. فيروس كورونا من أين أتى؟ وكيف أصبح مميتا؟، وكيف أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في الصين وغيرها في أيام قليلة؟ وهل هى حرب بيولوجية أم مجرد مرض انتشر لخلل بيولوجي؟ الأسئلة مطروحة والإجابة في علم الغيب.. ونسأل الله السلامة.