كتبنا وأعلنا منذ سنوات أن هناك خطة عالمية لتغييب العالم العربى عما يدور بالعالم.. وكتبت بعد ضرب العراق وحرق وزاراته أن الغرب تحديدًا وأمريكا وإسرائيل منزعجون من القدرات الدفاعية المسلحة للعرب، وذكرت أن القوى العربية بالتحديد العراق وسوريا ومصر تشكل خطرًا بجيوشها على إسرائيل وأيضًا تهدد المصالح الاستعمارية والمطامع للغرب بشكل عام.
الانزعاج الغربى من الدول العربية ومن قدراتها العسكرية امتد إلى الدول التى تملك موارد وإمكانيات مالية وطبيعية تمكنها من تقوية نفسها والغير.
كتبت وقلت، إن الغرب وإسرائيل أعادا ترسيم القوة العربية والحدود الجغرافية لنا، وأن خططهم الجديدة تبدأ فى خلق بؤر توتر داخل تلك البلدان عن طريق حروب على أسس دينية أو مذهبية وطائفية.. فالغرب اعتمد فى تطبيق أهدافه على تجنيد مرتزقة من داخل البلدان العربية نفسها وشراء ذمم أحزاب وصناعة شخصيات والدفع بها لواجهة الحكم كعملاء لتمرير ما يخدم الغرب وإسرائيل.
لدينا أدلة وبراهين لخطط أمريكا وإنجلترا وفرنسا لخدمة إسرائيل بكل الطرق أنهم يقتلون عالمنا العربى ويحرقون بلدانه خدمة للمشروع اليهودى.
لو دققنا النظر فى النموذج العراقى وجمعنا إجابات أسئلة، أين يقف العراق الآن من قضايا العرب والعالم؟..الحروب السنية والشيعية ونزع كل مقومات القوة وتسريح الجيش بحجة إعادة هيكلته، ووجود دائم لأمريكا للحماية، أين ذهبت مليارات العراق التى كانت لديه قبل عام 1991؟، وأعتقد أن بيان العراق الأخير بشأن سرقة 500 مليار دولار منذ الغزو الأمريكى والغربى للعراق أمر يوضح لنا ما قام به الغرب وإسرائيل فى العراق، الآن بالعراق مشكلات الداخل تحرقه، ودستور العراق الذى أشرفت عليه أمريكا وُضع لحرق وحدة العراق ومنع عودة التناغم بين العراقيين ومد الخلافات لعشرات السنين، خدمة لأمريكا والغرب والدولة العبرية.. ولا ننسى هدم وسرقة الآثار واحتياطى الذهب بالبنك المركزى العراقى بحماية وتسهيلات من دوائر أمريكية.. وتهريب تاريخ العراق من آثار لإسرائيل وأمريكا فى حاويات القوات الأمريكية.
وفى سوريا حرق الغرب الدولة السورية وهدموها وصنعوا النصرة وسلحوها وشكلوا جيش سوريا الحر.. وأعطوا الضوء الأخضر لحرب أهلية سورية.. الرئيس السورى أدرك المؤامرة وكان قد تعلم الدرس العراقى، وبرغم انتصار الدولة السورية على التشكيلات المسلحة من الغرب والمدعومة من إسرائيل وأمريكا وفرنسا وإنجلترا إلا أن هناك عددا من الملاحظات على ما يحدث هناك.. أولًا غابت سوريا وجيشها عن الاهتمام بما يدور حولها بعد أن جاء الأمن الداخلى أولا، وهناك معاناة وسنوات من الحرب استنزفت موارد سوريا وتحتاج لسنوات للترميم.
سوريا ستتعافى سريعًا مما لحق بها من تداعيات حرب تكسير العظام لوجود حليف روسى قوى، أفسد المخطط الأمريكى وتفاهم مع إسرائيل على وضع قوانين للعلاقة السورية الإسرائيلية تمنع تهديد سوريا لإسرائيل.
سوريا حاليًا قابلت سرقة إسرائيل للجولان بمباركة أمريكية ببيان من ثلاثين سطرا لأنها مقيدة ومحاصرة من دول تدور فى فلك أمريكا وتتقاسم الأدوار معها.
لا تصدقوا أن هناك أدنى خلاف بين أمريكا وأى دولة غربية أو تركيا أو روسيا، بل هناك اتفاق فيما بينها على حماية أمن وسلامة وخطط إسرائيل التوسعية على حساب الحقوق العربية.. وتبقى مصر والتى أدركت مبكرًا وكشفت أساليب الغرب وأمريكا وخطط تلك الدول تجاه مصر.. كانت هناك خطة لتغييب الدولة المصرية واعتماد النموذج العراقى.. بخلق توتر بين المسلمين والمسيحيين واستخدام جماعة الإخوان فى ضرب وحدة الصف المصري.. والهدف كان محددًا فى خلق مبررات لتسريح الجيش المصرى وإعادة تشكيل ميليشيات تخدم المصالح الشخصية لمجموعات تدين بالولاء للخارج وتنفذ أجندات الغرب أمريكا وإسرائيل.
مصر نجت من سيناريو حرقها والحرب الأهلية بين المصريين.. وتمزيق استقرارها وأيضا أرضها.. وتلك كانت ضمن أجندة حرق مصر والتى كانت تنتهجها جماعة الإخوان المسلمين ومرتزقة الداخل المتورطين فى ضرب استقرارها.
مصر أعلنت بوضوح رفضها لكل سيناريوهات التغييب والإضرار بالشعب ومستقبله.. بالطبع لعب الرئيس السيسى الدور الأهم فى المحافظة على الوطن والمواطن.. تحمل وما زال ومعه والجيش يحافظون على سلامة الوطن.
دور السيسى امتد لدول الخليج وحماية أمن تلك المنطقة، والذى رأى بناء على خبرته وتجاربه ضرورة وجود دول قوية بالخليج..
تعالوا نتعلم مرة فى حياتنا.. أن أمريكا والغرب وإسرائيل لن يسعدهم أن تحصل مصر على مكانة بين الأقوياء.. فهم غير سعداء بتقوية الجيش المصرى ولا تنوع مصادر تسليحه وتقليل الاعتماد على.. ولا يسعدهم أيضا أن تنمو الدولة المصرية اقتصاديًا واجتماعيًا ولا تطوير الصحة فيها والتعليم ولا زيادة مواردها أو زيادة التصدير.. ولعبها دورًا كبيرًا وواضح فى مسألة توفير احتياجات العالم من الطاقة لتوفير الرفاهية للمجتمعات وتقليل الاعتماد على قروض الخارج وبالتالى نتحرر من قيود الغرب..ولأنك هنا ستتغير أولويات دولتك وستزداد قوتها وبالتالى تصبح كلمتها مسموعة أكبر وأوضح بين الكبار.
لا أكشف سرًا إذا قلت أن إرسال تركيا للمرتزقة من الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا يتم تحت أعين أمريكا وإنجلترا وإسرائيل وغيرهم من الدول الغربية، وهى التى تنشر قطعها البحرية فى المتوسط وبالقرب من السواحل الليبية وغيرها.. أيضا ملف سد النهضة والمشكلات مع إثيوبيا.. أمور من صناعة دول معادية لمصر وتشكل قوة الدولة المصرية لها قلقًا وتهديدًا.
الرئيس الأمريكى انفرد بالعرب وبالقضية الفلسطينية ووقف بجوار بنيامين نتنياهو معلنا خطته لحل القضية الفلسطينية بأفكار ورؤية إسرائيلية.. العالم العربى فى أضعف حالاته.. وقد وجد «ترامب» الفرصة لتمرير وفرض حل أرى أنه يفتقر للشرعية الدولية.
السؤال..هل نتعظ ونتعلم ونقرأ ونفكر ونسترجع ونستفيد من الماضى.؟، على الأقل لنحافظ على بلدنا وعالمنا العربى أو على الأقل لوقف المؤامرة وخطط حرق أوطاننا.