الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

غادة عبدالرحيم تكتب.. الخشت وتفسير رؤياه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لست هنا بصدد الدفاع عن أستاذي الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ولكن أنا هنا أقف موقف المتلقي المستمع جيدًا لنقاش بين عالمين كبيرين، أتدبر دون أن أتبنى مسبقًا وجهة نظر مُحددة، أطلق لعقلي العنان، آخذة بأمر الله أفلا يتدبرون، أترفع عن المعارك الصغيرة التي يفتعلها الهواة باجتزاء بعضا مما قيل، أحاول جاهدة أن أتحرر من عقلية الأولتراس التي جبلنا عليها، فتربى بعضنا على التصفيق والتهليل دون إدراك للمعنى.
لسنا أمام مناظرة يتحتم فيها أن يكسب فيها طرف على حساب الآخر، لكننا أمام حالة نقاش المستفيد منها هو الوطن، فكلتا الشخصيتين العظيمتين يجتهدان ليفتحان لنا ولوطننا نوافذ جديدة على حياة عصرية.
إشكالية النقاش حول التجديد في التراث ليست وليدة اللحظة، بل هي مشكلة فرضت نفسها على الواقع الذي نعيش فيه، وبات جليا أننا بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من التراث، إذ أن المطالبين بالتغيير لا يحطمون ثوابت لكنهم يفتحون باب الاجتهاد من جديد، بعدما أغلق لسنوات في كثير من الأمور التي وضعت لتناسب عصرها.
وأتعجب من تبني وجهة نظر بعينها والاقتتال عليها، أن الله سبحانه وتعالى سمح بالاختلاف حتى عليه، وألزم الإنسان بأمر رباني أن يتدبر ويتفكر، بل إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حسم القضية الجدلية حين قال: "أنتم أعلم بشئون دنياكم". 
وما فعله الدكتور الخشت في نقاشه مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من وجهة نظري المتواضعة هو الأخذ بالمبادرة امتثالا لتلك الأوامر، فتحدث كعالم درس بواطن الأمور، تحدث بود لعالم كبير يجلّه ونجلّه جميعا، ويجمعهما سابق حوار ونقاش.
طرح "الخشت" وجهة نظره غير فارضا إياها، ألقى حديثه ليؤخذ ويترك منه بغية الوصول إلى نقطة التقاء فكرية يتوافق فيها العقل مع النقل، أراد أن يسخر علمه في خدمة قضية التجديد، لم يشكك في ثوابت ولم يستخدم معول الهدم، بل طلب اتساع الرؤية والنظر إلى العالم بنظرة أخرى.
وإنني لأرى أن ما حدث بداية جيدة لحوارات بناءة رغم محاولة البعض إفسادها، وأتمنى أن تستمر مثل تلك المناقشات بعيدا عن صخب المنتفعين وعقلية الأولتراس، فلنترك للعلماء الأمر فحتى في اختلافهم رحمة لنا.
هذا الحوار الذي رأيته رائعا في مجمله كحجر ألقي في ماء آسن، سيخلق موجات من الجدل تدفع العقل إلى التفكير والتجديد.
وفي الختام أود أن أقول للجميع نحن في وطن واحد لا مجال فيه للتناحر ولكننا نبغي التكامل، لذا إذا تحدث الكبار على الصغار أن ينصتوا حتى ينتهي الحوار، الذي أظنه قد بدأ لتوه وسيستمر.