الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أمثالنا المصرية... وحكمة الجدود.. من أفواه الأصدقاء!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعشق الأمثال المصرية وأرى أنها تراكمات لخبرة الأجيال المصرية عبر التاريخ. فورَثها وورّثها المصريون كما ورثوا جيناتهم أبًا عن جد، ولكن معظمنا لا يعرف متى بدأت وكيف تكونت، ولكننا نعرف أنها نبتت على أرض مصر الخصبة. وأكبر معين لى فى الأمثال هم أصدقائى الذين أعتز بهم وبحكمتهم. والغريب أن الأمثال المصرية تحمل جميع التناقضات، ولكنها عادة ما تقدم نصيحة مختصرة تحمل حِكَمْ السنين زى «لاقينى ولا تغديني»، و«إطعم البُق تستحى العين». وعادة ما تدعو إلى مكارم الأخلاق فنقول: «الرجل مربوط من لسانه». وأجمل ما فى الأمثال أنها لا تحتاج إلى شرح فهى تدخل إلى العقل والقلب بسرعة بعد ثوان من الفهم السريع لمغزاها. فالمثل الشهير عند أمهات مصر «من خرج من داره اتْقَلْ مقداره»، تقوله الأم حين تجبر على العيشة فى بيت أبنائها. كما يقول الآباء «زى القرع يمد لبرّه» و«الحِنيِّة ما بتتشريش»، ويقولون «يا مربى فى غير ولدك يا زارع فى غير أرضك». ومن منا لم يسمع المثل القائل: «يا واخد القرد على ماله يروح المال ويفضل القرد على حاله»، أو المثل الذى يقول: «أسمع كلامك أصدقك وأشوف أمورك أتعجِّب». وحين كتبت من قبل عن الأمثال العامية جاءتنى مجموعة رائعة من الأمثال من جميع أصدقائى فزادت حصيلتى بالجديد من الأمثال بالنسبة لي. فقد قال صديق مثلًا يعكس تناقضنا فى حياتنا العامة؛ حيث قال: «حِبْلَى ومِرضّعة وشايلة أربعة وطالعة الجبل تجيب دوا للحَبَلْ!!»، وقال آخر: «لا تلوم العايب ولا ترقع الدايب». كذلك كتب صديق المثل الدال على عزة النفس: «إللى متربى فى الخير يشم إيده يشبع». وكتبت صديقة عن جدتها قولها فى عدم التدخل فيما لا يعنيك: «إردب ما هو لك ما تحضر فى كيله.. حتتعفر دقنك وحتتعب فى شيله»، صح تمامًا وهو تطوير للمثل القائل: «ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه». ومن أظرف الأمثال التى قالها الأصدقاء: «هدية القرفان لمونة!!»، والله عايزين مائة طن ليمون! وكذلك قال صديق عن حال الغلابة: «قالوا للأعمى زوَّق عصايتك قال يعنى من حبى فيها!!»، وقال آخر: «بيحسدوا الغجر على ضل الشجر». أما مثلى المشهور: «أقرع ونزهي» فقد جاء أصدقائى بخير منه فقالوا: «زى ديك الخمسين عريان ومزنطر»، وقالوا: «من برة طقّ طقْ ومن جوه فاش وبَقْ (والفاش هو القمل)». ومن أجمل ما كتبوا المثل القائل عن حال البعض: «قبل ما يبنى الجامع اترصت العميان!!»، و«زى غيط الكرنب كله روس!!»، وقال صديق مثلًا مؤلمًا عن نكران الجميل فقال: «لما يطيب العليل ينسى جميل المداوي!!». وقال محترف فى التجارة: «المكسب فى الجلّة ولا الخسارة فى المِسْك». وقال صديق آخر فى اللامعقول: «مكسَّحة وتقول للصايغ تقَّلى الخلخال». ومن الأمثلة خفيفة الدم التى قالها أحد الأصدقاء مثلًا عن الغباء فى قراءة المستقبل، يقول: «يا عّم يا مزين شعر راسى أسود ولا أبيض قال دلوقتى ينزل عليك وتشوفه!!!». وفى نصائح الزواج قال صديق خبير ومجرب: «ما تاخدش أم كُحل ولبانة دى وقت العجين تعمل عيانة». وعن مُدعى المعرفة قال صديق: «هو كل من نفخ طبخ!!». وأرسل صديق مجموعة من الأمثال الجديدة والطريفة جدًا مثل: «حيرتنا يا أقرع من فين نبوسك»، و«ترتر وحرير على غطا زير». وقال صديق عجوز ومتصابى: «حب العواجيز طعمه لذيذ». وقال صديق طهقان: «ربنا ريح العريان من تعب الغسيل». وقال خبير استراتيجى: «دق الطاسة تجيك ألف رقاصة». وقال صديق ليحسم جميع مواضيع النقاش: «اللى عاجبه عاجبه واللى ما هو عاجبه ينتف حواجبه». وحيث إن قيمة الفلوس قد ضغطت على قيمة العلم فى عصرنا الميمون؛ فقد قال صديق: «شنب ما تحته فلوس يحتاج له موس»، يا ترى كام موس نريد؟ وقال صديق مثلا أضحكنى يقول: «سكران يضرب فى ميّت لا الأول دارى ولا الثانى حاسس به»، والله صح!! وعن قلة الحيلة عبر صديق بفصاحة قائلًا: «كل الجِمال بتتعارك إلا جملنا البارك». ومن الأمثلة المعبرة عن إصلاح الحال المايل بحسم «اللى ما يقدر عليه القَدوم يقدر عليه المنشار». ومن أجمل ما رأيته حوار بين أصدقائى بالأمثال فقد قال الأول: «آخرة الغزّ علقة»، فرد آخر: «آخر الزمر طيط»، فرد ثالث بمثل غريب يقول: «لا تذم ولا تُشكر إلا بعد سنة وست أُشهُر»، ولا أعرف لماذا لا تكون أربع سنوات مثلًا؟!! ودخل صديق فى الحوار ليقول: «كل ما نقول انسَدّت نلاقى غيرها جدَّت»، فرد عليه آخر بقوله: «قرد يسلينى ولا قمر يغمني»، فرد خبير محنك بمثل معبر تمامًا يقول: «ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضي!!»، وختم الحوار صديق عاقل بأخف الأمثال روحًا يقول: «لولا المجانين ماكانش العُقلا كلوا بلح!!». وحيث إن الكثيرين يعيشون فى وهم «آه لو لعبت يازهر»؛ فقد قال صديق مُجَدِّدًا: «الحظ لما يواتى يخلى الأعمى ساعاتي». ومن أجمل ما سمعت مثل سياسى أعجبنى جدًا: «قال يا با عايز أبقى عُمدة، قالو استنى أمَّا اللى عارفين أبوك يموتوا»؛ فقلت ما قولتهوش ليه من زمان! أما أمثلة قلة البخت فهى كثيرة ولكن الجديد منها المثل القائل: «جيت اشتغل فى الحِنَّة كترت الأحزان، جيت اشتغل مسحراتى لغولى رمضان!!». وعن حالنا الاقتصادى قال صديق واقعى التفكير: «عشمنى بالحلق خرمت أنا ودانى، لا خرم ودنى انسد ولا الحلق جاني!!»، قلت له حييجى إن شاء الله بس خليك صابر من غير خرم الحلق! فقال: «اللى فى الحلة تطلعه المغرفة»، فرد عنى صديق آخر: «يرزق الديب العجوز بالنعجة السمينة»، وقال آخر: «اللى استكتر غموسه أكل عيش حاف» فرد صديق حكيم بخبرة السنين «حطت عجلها ومدت رجلها». وقال خبير مثلا آخر: «يا ما دقت على الراس طبول». وقال آخر: «عريانين ومأفأفين وجابوا بعشاهم ياسمين!!». قلت كفاية سياسة: «إن جاعوا زنّوا وإن شبعوا غنّوا». فرد على الأول: «إن كنتم نسيتوا اللى جَرَا هاتوا الدفاتر تنقرا». فرد صديق صامت صمت الدهر: «الأفعى تلهيك وتدهيك واللى فيها تجيبو فيك». فرد عليهم المحنك منا: «مسيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة!!». فعلًا مصر عندها أحلى شعب بأعظم موروث من أجمل حضارة! والآن من منكم يدلو بدلوه ويزيدنا من تجارب جدوده؟