أكد الدكتور صبحي رمضان، الأستاذ المساعد في الجغرافيا بكلية الآداب جامعة المنصورة، أن أي جغرافي يشرف بالتحدث عن شخصية المفكر الجغرافي الراحل جمال حمدان، لأنه كان من أكثر الشخصيات المحبة لمصر وترابها، حيث سخر كتاباته وبحوثه في خدمتها.
وقال رمضان: "كان له قدرة على التحليل والنقد والتفكير الاستراتيجي الذي استشرف به المستقبل، فكان قائم على عدة أسس لم يكن تخمينا ولكن استشرافا وبحق، وتجاوز حمدان حاجز الزمن بدليل أننا نقف بعد ٢٧ سنة من وفاته نشرح إنجازاته".
ثم تطرق في حديثه قائلا: "مر حمدان بمراحل من الإنتاج الفكري وهي التفكير العلمي: الحصول على درجة الدكتوراه من لندن، التفكير الوطني الموجه: ربع قرن من الزمان، دراسات في الجغرافيا السياسية، والتفكير القومي: وكانت في العقد الأخير من عمره".
وعن تنبؤات حمدان، قال رمضان: "التنبؤات والاستشرافات لها ركائز هي استخدام المنهج العلمي وربط الظاهرات أو المتغيرات ووضعها في أطرها المكانية وسياقاتها الزمنية، والتنظير الفكري والنقدي والجدلي، وعمق التحليل المعلوماتي، والقراءة العامة للتفاصيل والتحليق في آفاق الفكر الشمولي، وحصيلة منطقية مرتبطة بالمستقبل".
وعن الرؤى الاستشرافية عند جمال حمدان، واصل أستاذ الجغرافيا: "في عقد الستينات، وبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده والزحف الشيوعي الأحمر يثبت أقدامه شمالا وجنوبا، أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك عام ١٩٦٨، وبعد ٢١ عاما، يتحقق ما استشرفه، وتتفكك الكتلة الشرقية عام ١٩٨٩، وينهار الاتحاد السوفيتي في ١٩٩١.
جاء ذلك في ندوة القضايا الإقليمية واستراتيجيات الأمن المصري عند جمال حمدان بمشاركة كل من الدكتور صبحي رمضان، واللواء حمدي لبيب، والدكتور محمد سالم مقلد، والدكتورة سحر حسن، وذلك بالقاعة الرئيسية في بلازا ١، بمقر معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال٥١، بالتجمع الخامس.
يذكر أن فعاليات الدورة الـ51 لمعرض القاهرة والدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء ٢٢ يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.
