أينما تتجه تقع عينيك عليهم متمركزين وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر بوجوه باسمة وصدور مفتوحة للرصاص وعزم وإرادة لا تلين، هدفهم واحد وهو خدمة الشعب المصري وأداء الرسالة الأمنية بشرف ونزاهة، رأيتهم في غسق الليل حارسين لمصر وشعبها في الشوارع والميادين وعلى مداخل المدن وبمحيط الأهداف الحيوية ومصالح المواطنين، ورايتهم في سيناء الغالية كتفا بكتف مع الجيش أثناء مداهمة الاوكار الإرهابية وتمشيط الدروب الصحراوية واصطياد العناصر التكفيرية المتطرفة، ورأيتهم يواصلون الليل بالنهار بحثا عن مجرم سلب حق مواطن ولم يهدأ لهم جفن إلا بعدما قدموه للعدالة
ورأيت أذناب العناصر الإرهابية وهي ترقص على عربات الشرطة المحترقة في أعقاب الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في 25 يناير، تيقنت حينها أنه لا عودة لهذا الوطن إلا بتعافي الأمن، وسرعان ما صنع الرجال من حطام الأزمة خطة عودة وطاقة نور استطاعوا في ظرف دقيق ولحظات حرجة تأمين هذا الوطن والزد عن مواطنيه الإخطار والأطماع التي تحيق بهم من جميع الاتجاهات.
أستطيع الآن سماع تعليقك عزيزي القارئ المتعجل " يعني الداخلية كلها ملائكة"، لم أقل أنها قبيلة ملائكية ولكن أتحداك أن تذكر لي مهنة واحدة خالية من الأخطاء الفردية، إلا أن الأمن رسالة وعقيدة ولمست بنفسي مواقف تدخلت فيها وزارة الداخلية وحاسبت المخطئ بكل حسم للحفاظ على هذا الكيان العظيم في خدمة الشعب المصري فقط وولائهم الكامل له ولهذا الوطن الذي يواجه تحديات كبيرة على كافة الأصعدة.
رأيت نجل الشهيد البطل وائل طاحون شامخًا يرتدي زيه الشرطي بإصرار لا يلين، عازما على استكمال مسيرة والده وزوج شقيقته الشهيد البطل ماجد عبد الرازق، تسلل الشعور بالطمأنينة داخلي بعدما ابصرته وتاكدت أن لهذا الوطن رجال تحميه وتسهر على أمنه وأمانه.
رأيت شهداء مأمورية الواحات البواسل بعدما خرجوا قاصدين الخطر وسلكوا الدروب الصحراوية ليلا لتجنيب الوطن والمواطنين المخاطر التي كانت تحاك لهم، عادوا شهداء ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة فداء لشعب مصر
فعلوها في الإسماعيلية منذ 68 عاما بعدما تصدوا بكل قوة وشجاعة للعدوان والاستعمار الإنجليزي الغاشم ورفضوا الانسحاب والتخلي عن مبنى المحافظة حتى سقط منهم 50 شهيد وتركوا لنا احتياطي يزن العالم من الشجاعة والإقدام والشرف.
رحم الله شهداء الوطن الأبرار ومن القلب شكرًا وقبلة على الرأس لكل رجل أمن يقدم روحه كل ثانية لحماية الوطن والمواطنين.