السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إرادة السلام أقوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلق الله الأرض بما رحبت لكى تسع كل الكائنات وحتى تعيش في سلام وأمان إن أرادت وميز الإنسان عن كل المخلوقات ومنحه العقل لعله يساهم في نشر الخير والأمان والسلام وأراد لنا جميعا أن نعيش ونختار بين ما هو نافع وما هو ضار.
ولأن الله يعلم ما في قلوبنا وينظر إليها اختار عباده المخلصين وفوق رءوسهم سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى اقترن اسمه باسم مولاه على العرش وقبل أن تخلق الدنيا.
ومع تطور الحياة تتابعت الأديان لكى تسمو بالنفس البشرية وتتخلص من ذلاتها وتعيش تدعو الله الأحد الصمد حتى تنعم بحياتها الدنيوية إلى أن يكتب الله أمرًا كان مفعولا.
وعندما انطفأت نيران المجوس وتهاوت أعمدة كسرى وأضاء الدنيا نور لم يشهد له مثيل بمولد سيد الخلق أجمعين بدأ العالم يعيش مرحلة جديدة تنتشر فيها الرحمة عندما نزلت الرسالة وبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين.. وبدأ الإسلام ينتشر في أركان الأرض ومعه الخير الكثير وكان مظلة أمان للخائفين والحائرين واختفت الألوان والأجناس في ظلال هذا الدين العظيم الذى نشر النور والعلم الذى نزل به الوحى الأمين على المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وبعصبية الإنسان وجهله وضيق الأفق رفض البعض الانصياع إلى الدين الجديد بل أخذ يحاربه ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.. وانتشر الإسلام في أرجاء المعمورة في زمن قياسى وبدأت الفتوحات الإسلامية بعد وفاة الرسول وعمت الطمأنينة البلاد التى دخلها بعد أن كانت تعانى من الظلم والعنصرية بين أبنائها وتعجب الكثيرون لرحمة هذا الدين الحنيف الذى أوصى بعدم قطع شجرة أو قتل إنسان لايقاتلهم والرأفة في معاملة الأسير وكل الجوانب الإنسانية التى لم يرها الإنسان من قبل.. فدخل في الدين الجديد كل من هدى الله وأنارت الدولة الإسلامية سماء العالم بالعدل والمساواة واحترام القيم والفطرة التى فطر الله عليها عباده.
وتعددت الأسباب حتى ضعفت الدولة الإسلامية ومع هذا الضعف بدأ الفساد يشتد في الأرض يصاحبه الظلم بين المارقين من البشر حتى وصلنا إلى ما يطلق عليه العصر الحديث الذى نعيشه وهو العصر الذى يواكبه قمة الظلم بين الدول والبشر.. فعادت الحياة أشبه ما تكون بالعصور الأولى بعد أن طغت الحياة المادية على كل شىء وباتت شريعة الغاب هى التى تتحكم في كل شىء إلا ما رحم ربي.
ولأن العرب والمسلمين ابتعدوا كثيرا عن القيم الأصيلة للدين الحنيف خاصة في العلم والعمل ومواكبة التطور بات قرارهم بعيدا عن أيديهم، وبدأت المؤامرات تحاك بهم من كل جانب طمعا في نهب ثرواتهم وإخضاعهم للأشكال العديدة من الاستعمار الجديد.
وبما أن المصائب قد يصاحبها في كثير من الأحيان دروس مهمة وخير كثير يعلمه الله لم ينجح الاستعمار الحديث في فرط عقد أمتنا التى لها كل الفضل على الإنسانية جمعاء فها هى تفيق مما يحاك بها رغم المعاناة التى تعيشها بعض الدول مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان ودول عربية أخرى بعد أن عرف العالم أن الإرهاب لا يعرف دينا ولا دولة، وسوف تكوى بناره كل الدول إذا لم تكن هناك وقفة جادة لمحاربته واستئصاله.
فالمنظمات الدولية بدأت أخيرًا تفيق إلى ما يحدث في ليبيا ويهدد السلم العالمى في الوقت الذى بدأت الحرب الباردة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تهدأ بدرجة كبيرة، بعد أن توصلت الدولتان لحل فيما يتعلق بالحرب الاقتصادية والتى تنبأ لها بعض الخبراء إما بالحل أو تكون شرارة لحرب عالمية ثالثة لا تبقى ولا تذر، وقد تكون نهاية للكون. فألمانيا احتضنت مؤتمرا لحل مشكلة ليبيا وانتهاء الإرهاب فيها والذى سيطال أوروبا في حال تركه ينتشر، وتمضى سوريا في طريق تحرير أراضيها من الميليشيات المسلحة التى تدعمها تركيا وقطر وإسرائيل، وباتت الأدوار التى تلعبها تلك الدول المعادية للسلم العالمى والتى تحتفظ بأجندات خاصة لن يسمح العالم لها بتطبيقها رغم تآمر بعض الدول الطامعة في موارد ليبيا وسوريا من الغاز والنفط.
وسيسجل التاريخ الدور الكبير الذى قامت به مصر بفعل شعبها العظيم وقيادته الواعية الحكيمة في إنقاذ العالم من حرب إبادة للقيم، وسيبدأ العالم خلال العقد القادم التحول إلى عالم متعدد الأقطاب، سيكون لمصر فيه مكانة بارزة ومعها الأمة العربية التى بدأت تعود إلى صوابها ووحدتها للمحافظة على وجودها وتقدم شعوبها واحتلال المكانة التى تليق بها وسط هذا العالم المضطرب، وسيفرض واقع جديد تتقلص فيه أدوار بعض الدول القديمة، وستظهر دول جديدة تأخذ مكانتها في الصدارة بين الأمم، وقد تعلمت الدرس القاسى الذى يعيشه العالم حاليا ويمتد منذ أكثر من عقدين كاملين شهد الكثير من الظلم والمؤامرات التى لم يشهدها العالم بهذه الضراوة من قبل.
والله من وراء القصد.