احتدمت المواجهات بين مجموعات من المتظاهرين اللبنانيين وقوى الأمن المتمركزة أمام الممر الرئيسي المؤدي إلى مجلس النواب بساحة النجمة في وسط العاصمة بيروت، حيث يواصل المتجمهرون الرشق بالحجارة وعبوات تحتوي الغاز المسيل للدموع وقنابل المولوتوف، في ما ترد قوات مكافحة الشغب باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية.
وبدا لافتا استخدام القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب لتكتيكات مختلفة عما شهدته العاصمة اللبنانية أمس، حيث حصرت نطاق المواجهات في نقطة واحدة فقط في شارع بلدية بيروت أمام المدخل الرئيسي للشارع المؤدي للمجلس النيابي، دون أن تقوم بملاحقة المتظاهرين في الشوارع وحتى لا تشهد شوارع العاصمة مشاهد الكر والفر التي وقعت أمس.
وشوهد ضابط من قوات مكافحة الشغب وهو يحمل أحد مكبرات الصوت مطالبا من المتظاهرين التوقف عن أعمال الشغب ومحاولات الهجوم على الحاجز الأمني في الممر الرئيسي المؤدي إلى مقر البرلمان، والحفاظ على سلمية المظاهرات أو سيتم استعمال القوة لفض المظاهرة.
ولم تلق نداءات القوى الأمنية استجابة من قبل المتظاهرين الذين واصلوا محاولات اقتحام الحاجز الأمني المزود بشباك فولاذية، ورشق قوات الأمن المتحصنة من ورائه بالحجارة والمولوتوف وعبوات الغاز المسيلة للدموع والآلات الحادة وعبوات إطفاء الحريق.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 38 جريحا خلال المواجهات المستمرة حتى الآن، إلى جانب إسعاف 52 شخصا آخرين في مواقع الاشتباكات.
وتمركزت سيارات الإسعاف والدفاع المدني أمام حديقة سمير قصير قرب ساحة الشهداء على بُعد حوالي 200 متر من منطقة المواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن ومكافحة الشغب، والتي تنحصر حتى الآن عند المدخل الرئيسي المؤدي إلى مقر مجلس النواب.
كما اقتحم عناصر من المتجمهرين عددا من المحال التجارية المحيطة في نطاق منطقة وسط بيروت التجاري، ونهبوا محتوياتها بالكامل، وحطموا واجهات العديد من المحال والمؤسسات وبعض فروع البنوك في المنطقة ودمروا محتوياتها الداخلية.
وقامت قوات الجيش اللبناني بإعادة الانتشار والتموضع لحماية وتأمين المحال والمؤسسات التجارية والبنوك، لاسيما وأن المنطقة هي منطقة تسوق تجارية في قلب العاصمة بيروت.
ولم يتدخل الجيش اللبناني في المواجهات المستمرة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، مكتفيا بالتمركز عند حدود الشوارع المحيطة في حالة تأهب حال تطلب الأمر تدخله إذا ما اتسع نطاق المواجهات، وأقام الجيش مجموعة من النقاط الأمنية في سبيل منع تحول شوارع وسط العاصمة إلى مناطق شغب واسعة.