الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر.. جدار الأمن القومى العربى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دقق فى المشهد حول مصر.. ترصد دون عناء.. توترا فى الشرق وأخطارا من ليبيا وتونس.. بينما فى الجنوب تترصد بنا إثيوبيا وحرب المياه التى أعلنتها بمساندة ودعم من قوى كارهة لمصر من دول الغرب وإسرائيل.. فى الشرق تقف إسرائيل وخلفها فى الخريطة حرب سوريا وقلاقل العراق وأزمة لبنان.. وجنوب الشرق تجد اليمن وتداعيات الحرب الدائرة هناك.. أضف إلى ذلك أطماع تركيا فى مصر ورفضها لاستقرار البلد.
مصر تواجه أطماع إسرائيل.. وهيمنة أمريكا على المشهد وسعيها لخلق أجواء من خلالها يمكنها أن تمرر صفقة القرن لصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين.. وسط هذا المشهد، ربما لم تواجه مصر بمثل تلك العداوات معا.. فى السابق كانت مصر تناور بخلافات الدول الكبرى وتحاول أن تستفيد من تلك التناقضات فى السياسات.
تركيا من خلال سلوكها وأفكار قادتها التآمرية نقلت الأخطار التى تهدد مصر إلى العمق الليبي.. وما زالت تجيش الإرهابيين وتنقلهم من سوريا إلى ليبيا لمساندة قوى التطرف ضد الجيش الليبي.. وسط عيون العالم ومخابرات أمريكا وغيرها من القوى العالمية.. مصر من جهتها تدرك أن هناك تحرشات، واختبار صبر وقوة للدولة المصرية.. وأعتقد أن القيادة المصرية تعلم جيدا ماهية خطط الأعداء بالنسبة للجيش المصرى، وأيضا الدولة المصرية.. بالطبع هناك انزعاج عالمى من أمريكا وإسرائيل وتركيا والإخوان ودول كثيرة من تنامى القوى العسكرية المصرية.. وهم يرون أنها تهدد المشروعات الاستعمارية بشكل عام وتجهض خطط تقسيم أو فرض الإرادة على الدول العربية خصيصا من جانب قوى عالمية ترى أن استنزاف الإمكانيات المالية وغيرها للدول العربية أمر مهم على الأقل خوفا من تنمية قد تحدث فيها، وبالتالى قد تهدد مكانة تلك الدول المهيمنة على المشهد.
بالطبع ندرك أن الحرب على العراق وعلى سوريا كانت بهدف خروج تلك القوة من المعادلة العربية الإسرائيلية بصرف النظر عن المبررات المعلنة.. وهكذا غابت الدولتان عن المشهد تماما بنقل الحرب إلى العمق السورى.. وتغير عقيدة الجيش العراقى وأولوياته. بعد صناعة أعداء فى الداخل توجه لهم البنادق بدلا من الدفاع عن الأمن القومى للبلد أو العرب. 
لم يبق إلا مصر وحدها لحماية الأمن القومى العربى وحماية القضية الفلسطينية والدفاع عنها أمام دهاليب ترامب وأفكاره الصريحة وغير العادلة والظالمة للفلسطينيين والمناقضة لكل قرارات الشرعية الدولية.
مصر وحدها تقف ضد دول العالم التى كانت قد اتفقت مع الإخوان على تقسيم مصر وإعلان الخلافة منها وفتح الحدود وبيع الأراضى طبقا لمفهوم المرشد الأسبق «طز فى مصر»، وذوبان القضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين بتسكين اللاجئين منهم فى البلدان المقيمين فيها ومنح المستوطنات الشرعية بما يضمن سيطرة إسرائيل وهيمنتها على فلسطين. الغريب أن الغرب متفق مع أفكار ترامب ولا تصدقوا محاولات الإظهار وكان الغرب يعارض، إنهم متفقون على الأهداف الاستعمارية بأدوار مختلفة.
مصر تواجه أطماعا عالمية من دول الكبار لسرقة موارد الدول العربية. وسرقة مستقبلها بما يضمن استمرار التبعية لتلك الدولة.. بالطبع البترول والوفرات المالية وتقويض الدخل المالى..لتظل تعانى وأيضا أن تبقى الدول العربية سوقا رائجا لأردأ البضائع والمنتجات الأوربية وغيرها.
بالطبع السيسى أدرك حقيقة الوضع وأسباب الصراع بين الدول الغربية والدول العربية وشكله الجديد وتفهم طرق تلك الدول فى تحقيق أهدافها لتفتيت وتقسيم دولنا العربية.. السيسى يدرك أن مصر ما زالت القوة المتماسكة بالمنطقة والعصية على خطط الغرب التدميرية.. والشوكة فى حلق إسرائيل.
مصر هى العقبة الوحيدة أمام سيطرة الغرب على العالم.. ونعلم أن أردوغان ما هو إلا لعبة فى يد أمريكا وينفذ بالاتفاق معها الأجندة الأمريكية والإسرائيلية.. ولا تصدق أن هناك عقوبات أمريكية ضد مسئولين أتراك أو خلافات فى الأهداف بين الدولتين؛ لأن ما يجمعهما قواعد أمريكية موجهة ضد أعداء أمريكا وإسرائيل.
حسنا.. المشهد الآن يعكس خطة جديدة من أمريكا وإسرائيل بالتعاون والتنسيق مع تركيا وبعض دول أوروبا ومجموعات من الخونة من الجماعات الإرهابية بنقل الحرب إلى منطقة المتوسط أمام الشواطئ الليبية والمصرية.
بالطبع التنسيق واضح جدا فى خطوات إشعال المنطقة بين الأطراف الأوروبية.. إسرائيل وأمريكا أهم اللاعبين وأعتقد أن حماية إسرائيل أمر مشترك من جانب كل المتآمرين بما فيهم المتعصبون من الإسلاميين، وهم الذين يرفضون وما زالوا من استهداف كل ما هو إسرائيلى.
لتنتصر مصر.. علينا جميعا أن نسهم فى الدفاع عنها بكل الطرق والأهم كل منا له دور..مجموعة الأدوار الفردية تصنع مع القوات المسلحة المصرية طوق نجاة للعبور للمستقبل.
الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة وقوية وتدعيم مؤسسات الدولة وحمايتها بكل الطرق أمر بات مهما لحياتنا.. وأيضا للمستقبل.