أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى معركة الكرامة المصرية 25 يناير.. أحد أهم أيام التاريخ في مصر، نظرًا لما شهده من أحداث وتضحيات قدمها رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية الشهيرة ضد الاحتلال الإنجليزي، والذى سجل فيه رجال الشرطة نموذجًا للدفاع عن أرض وعرض المصريين ضد احتلال متغطرس، وراح ضحيتها خمسون شهيدًا، وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
تتزامن ذكرى عيد الشرطة المصرية مع مرور 8 سنوات على أحداث 25 يناير 2011 اليوم الذي كنت حاضرا إياه وشاهدا عيانا على ما دار به من ساعات الصباح الباكر بدءا من دعوات النزول إلى ميدان التحرير وحتى تجمع المصريين في الميدان للتعبير عن مطالبهم للتغيير السلمي وانصرافهم دون قطرة دم واحدة لأي مواطن مصري إلا أن الأيام التي تلت ذلك اليوم شهدت مشاركة عناصر الجماعة الإرهابية وحلفائها ممن عاثوا في الأرض فسادا رغبة منهم في القضاء على الشرطة المصرية وتفكيك أوصال الدولة المصرية عبر ارتكابهم جرائم الحرق والقتل والتدمير وتهريب السجناء وهي أحداث لن ينساها التاريخ وهي معروفة للجميع.
خلال تلك السنوات الثمانية واسميها "سنوات الدم والنار" نظرا لما قام به عناصر الشر التنظيم الإرهابي الإخوان من تهديد وإرهاب وقتل وسحل وحرق ممتلكات المصريين عقب عزل الجاسوس المتخابر محمد مرسي على ايدي الشعب المصري العظيم في ثورة يونيو 2013 وهى الثورة التى ساندتها الشرطة والجيش المصري لحفظ الأمن في البلاد والدفاع عن حياة كل مواطن مصري مما ادى إلى استشهاد المئات وإصابة الآلاف من رجال الشرطة المصرية يفوق ما ضحى به آبائهم في ذكرى عيد الشرطة 1952.
تمكنت الشرطة المصرية خلال تلك الأعوام وصولا إلى العام الحالي 2020 من القضاء على 95% من عناصر الجماعة الإرهابية وداعميهم من الكيانات الداعمة وقطع اذرع بعض الدول الراعية للإرهاب كتركيا وقطر مما ارتقى بمكانة مصر وسط عالم الدول الكبار في معدلات الامن والأمان والأكثر استقرارا وجذبا للسياحة والاستثمارات وهي معادلة معروفة دولة قوية لديها شرطة قوية اذن فهي دولة تستطيع بناء اقتصاد قوي وصلب.
تضحيات الشرطة المصرية لن تنسى ولن يكفي يوما واحدا لسردها بل هي ملاحم وطنية تدرس على مر التاريخ دامت شرطة مصر قوية عفية شريفة حصنا ودرعا للمواطن المصري.