الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

«البخيل»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على أقدم وأعرق مسارح مصر.. تستنشق بداخله مزيجا من عبق التاريخ الفني للمسرح المصري.. وعبقرية الفنان المصري.. تلك العراقة التي امتزجت في عراقة أخرى بحداثة مصرية خالصة.. أنتجت فرقة مسرح الشباب التابعة للبيت الفني للمسرح مسرحية البخيل.. على مسرح أوبرا ملك التابع للبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة.
المسرحية للكاتب الفرنسي الساخر جون باتيست بوكلان، الملقب بمولير.. الذي عاش في باريس في الفترة من 15 يناير 1622 إلى 17 فبراير 1673م، يتناول النص المسرحي للساخر «مولير» قصة أحد أغنى بارونات فرنسا في القرن السابع عشر، إذ عرضت لأول مرة على مسارح باريس في 1668م، البارون هرباجون.. الذي لا يضاهي كثرة ماله شيء إلا شدة بخله.. الذي يسبب مشكلات كثيرة لأولاده حتى ينال درسًا قيمًا يجعله يصحح الأمور فيما يتعلق بأولاده إلا أنه لا يصحح بخله.. لأن البخل لديه ليس خطيئة.. إن البخل لدى البارون هو محرك الفضائل في شخصه.
رغم فرنسية النص والأسماء إلا أن أبطال العمل والمخرج الرائع خالد حسونة، تمكنوا من عرض النص الفرنسي بشكل جديد، تمكن أبطال العرض من تمصير النص، رغم احتفاظهم للنص بأسماء الشخصيات والأماكن الأصلية الفرنسية والإيطالية، في النص الأصلي لـ«مولير»، فأبطال العمل لم يجعلوا تلك الأسماء ولا الأزياء عائقًا أمام تمصير النص، بعبقرية فنية تمكن الأبطال جميعا ولا استثنى منهم أحدًا «أشرف طلبة، محمود متولى، محيي الدين يحيى، سوزان مدحت، نشوى عبدالرحيم، جاسمين أحمد، هادي محيي، عصام أشرف، نوران عبدالحميد، محمد خلف، عبدالباري سعد، مجيب أحمد، عمرو وليد، ياسمين عسكر، فادى سمير، آلاء النادي، أشعار حامد السحرتي، موسيقى والحان محمد حسني، ديكور رانيا الدخاخني، ملابس ناردين عماد، استعراضات شيرلي أحمد، مكياج أمل حسام، إعداد وإخراج خالد حسونة».
إلى جانب تمصير النص، استطاع أبطال العرض بذكاء، كسر الحاجز أو الجدار الرابع، فاستطاعوا بحرفية كان مبعثها أنهم عاشوا شخصياتهم كأنهم هم وتجاوزوا النص ليحيوا داخل الشخصيات كأنهم ولدوا بها، ليكسروا الجدار الرابع مع الجمهور، ويصبح الجمهور بحرفية جزء من العرض.
«البخيل» رغم عراقة النص إلا أن أبطال العرض والقائمين عليه نجحوا في تقديمه بشكل حداثي صهر في بوتقة التمصير الذي نجح في جعل الجمهور يستشعرون أنهم يشاهدون نصًا فرنسيا من القرن السابع عشر، امتزج ذلك كله في قالب استعراضي محبب إلى النفس.. فجمع العرض بين كل ما هو نفيس وثمين.
كل الشكر لمخرج العرض الرائع الفنان خالد حسونة، وللبيت الفني للمسرح وعلى رأسه الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح، لمثل هذا العرض الرائع وللمخرج الرائع عادل حسان مدير فرقة مسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح، نواة نهضة حديثة للمسرح المصري، تقدم لنا أبطال وجب علينا التركيز عليهم، فهم أكبر دلالة على أن الحالة الفنية ما زالت بخير.. وإنهم لجديرون بتغيير المشهد الفني المصري وإعادته إلى أمجاده.. إذا ركزنا الضوء عليهم.. ومن حق مثل تلك الأعمال الرائعة.. تصويرها وتقديمها تلفزيونيًا وحري بنا أن نفعل.. في «البخيل».. وفي كل عروض البيت الفني.. وكل الشكر  للقائمين على أوبرا مسرح ملك والمحافظين على عراقته.. وسبب ديمومته.. تلك المنظومة البشرية الرائعة التي يترأسها مدير دار عرض مسرح أوبرا ملك ملك خالد حسن.. لهم كل التحية.
وتحية لأبطال «البخيل»..