تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بعد أن نجحت ما تسمى ثورات الربيع العربى في تفكيك الكثير من الدول العربية وخلق حالة مستديمة من الفوضى والتقاتل بدأت المرحلة الثانية من تدخل القوى الخارجية المحيطة والتى تم انتقاؤها بعناية فائقة شديدة لتلعب البطولة في الجزء الثانى من عملية التقسيم، فالمد الفارسى في الشرق العربى يقابله ويوازيه المد التركى العثمانلى في الشمال العربى..وحتما سينتهى ويتراجع هذا وذاك حين ينتهى دورهما المخطط والمحدد مسبقا وترسم التداعيات المتوالية وتيرتها المتسارعة شرقا وغربا. فبينما يحتد الموقف التصاعدى في العراق..يشتعل أتون المعارك في الغرب الليبى وتبدأ مرحلة أخرى جديدة في تحديد ما سوف ينتهى إليه الأمر...فالإدارة الأمريكية كعادتها ومثلما فعلت في الشمال السورى وتخلت عن الأكراد واتفاقها مع أردوغان على غزو الأراضى السورية في مناطق الشمال..تكرر نفس الأمر في ليبيا..وهى لن تسمح للسراج ورفاقه بالسقوط وانتهاء الأمر بسيطرة قوات حفتر على كامل الأراضى الليبية..هذا ضد فكرة التقسيم والتفتيت المزعومة..ووفقا للأسلوب الأمريكى المتبع بقاء الأطراف المتصارعة دون انتصار أو هزيمة لأى منهما..والتدخل التركى هدفه الأول عدم الحسم لجانب الجيش الليبى الذى حتما بانتصاره يكون إيذانا بتوحيد الأراضى الليبية...فضلا عن محاولة جر الجانب المصرى إلى حروب استنزافية الغرض منها وقف خطوات التقدم الاقتصادى ومحاولة عرقلة خطط الرئيس السيسي الذى استطاع أن يحافظ على مقدرات بلاده ويتخطى مع شعبه كل العراقيل والصعاب خلال السنوات السابقة وإعادة تسليح الجيش المصرى وتنوع مصادر التسليح وتعددها فضلا عن ارتفاع القدرات البشرية لأفراده..الأمر الذى أثار حيرة ودهشة الدول الراعية للإرهاب وبعض دول الغرب واللوبى الصهيونى.. فمصر تكاد تكون الدولة الوحيدة التى أفلتت من الجزء الأول من المخطط..بل واستطاعت في وقت قياسى أن تستعيد الكثير مما فقدته ليس فقط بعد أحداث يناير بل مما فقدته في الأربعين سنة الماضية وقد أصبحت مصر ورئيسها صداعا متواصلا في دماغ الفكر الصهيونى الأمريكى.. وقد ارتأت تلك القوة الطاغية أن إسقاط الرجل وكسر شوكته أمام شعب بلده وشعوب البلاد العربية والأفريقية هو السبيل الوحيد للمضى قدما نحو نهايات التقسيم العربى وهو أمر قد سبق حدوثه في هزيمة يونيو والتى أعد لها ورتب في البنتاجون الأمريكى والتى أطلق عليها (عملية اصطياد الديك الرومى) إشارة إلى الزعيم عبدالناصر..ليبدأ الجزء الثالث من المخطط بشأن انتهاء الأدوار التركية والإيرانية في المنطقة العربية وإبعادهم تماما عن الساحة..ليتحقق الحلم الصهيونى في الدولة المزعومة بعد أن تسيطر إسرائيل بمساعدة الحليف الأمريكى على الدول بعد إضعافها وتقسيمها إلى دويلات تسمح بالسيطرة عليها.. علينا أن نستعد الجولة الثانية وننجح في الفوز بها مهما كلفنا الأمر..تحيا مصر حرة أبية على مر التاريخ ويسقط كل من يخون الأرض والأهل والوطن.