كان الأستاذ صلاح عبدالمقصود وزير إعلام جماعة الإخوان نجم النجوم خلال الأيام الماضية.. وغطت أخباره على كل “,”رجال“,” الرئيس من عينة البلتاجي والعريان وصفوت حجازي.
والحكاية أن قيادات الجماعة كانت قد انتقدت عبدالمقصود لغيابه عن الساحة الإعلامية وطالبته بالظهور والكلام عن شغله وإنجازات وزارته.. وعلى الفور نظم أبوالصلح عددًا من المؤتمرات الصحفية وشارك في عدد آخر من الاحتفالات والندوات.. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد انتهى هذا المهرجان الإعلامي بعدد من الفضائح التي تندرج تحت تهمة التحرش الجنسي.
الفضيحة الأولى كانت على قناة “,”دبي“,” الفضائية، مع الإعلامية السورية “,”زينة يازجي“,” عندما قال لها “,”إوعي تكون الأسئلة سخنة زيك“,”.
أما الثانية فقد كانت عندما سألته صحفية: أين حرية الصحافة؟ فرد عليها أبوالصلح قائلا: “,”إبقي تعالي وأنا أقولك فين“,”.
وكانت الثالثة عندما سألته مراسلة بإحدى القنوات الفضائية عن محتوى قنوات التليفزيون المصري ورد عليها:
“,”إبقي تعالي وأنا أوريكي“,”.
وكانت الرابعة مع إحدى المذيعات عنما سألته: هل حضرتك باق في منصبك كوزير للإعلام أم لا تعلم؟ وكان جواب أبوالصلح: “,”إن شاء الله باق واطمنوا .. على قلبكم يا أستاذة هناء“,”.
ورغم أن كلام أبوالصلح في التحرش هو أقل كثيرًا من حديث الأصابع الذي أبدعه رئيسه الدكتور مرسي، إلا أن عاصفة من الاحتجاجات قد نالت وزير الإعلام وصلت الى حد المطالبة بإقالته وضرورة محاكمته.
فقد أدانت “,”مؤسسة قضايا المرأة المصرية“,” ما قاله الوزير ووصفت المؤسسة، في بيان لها، تصريحات “,”عبدالمقصود“,” باللاأخلاقية وتمثل سقطة شديدة.
وجاء في البيان، الذي أصدرته المؤسسة، إدانة حادة لأفعال وزير الإعلام، وطالبت بمحاكمته بتهمة التحرش.
وقالت المؤسسة في البيان، إنه يجب تطبيق القانون طبقًا لنص قانون العقوبات، لأن الألفاظ التي استخدمها يتم استخدامها في الشارع في حالات التحرش التي نريد أن يواجهها المجتمع ككل، ومن غير المقبول أن يتفوه بها وزير الإعلام أمام شاشات التليفزيون، كما طالبت المؤسسة بإقالة وزير الإعلام وتقديم اعتذار رسمي من قبل رئيس مجلس الوزراء.
وقال أسعد هيكل عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، إنه يجب محاسبة الوزير بتهمة فعل فاضح علنًا وخدش حياء أنثى بشكل خاص وجموع المصريين بشكل عام، كما أعلن هيكل عن استعداده للتطوع برفع دعوى جنحة مباشرة ضد عبدالمقصود بخصوص تلك الواقعة تضامنًا مع الصحفية، رافضًا تقديم بلاغ للنائب العام واصفًا إياه بنائب ملاكي للإخوان.
بينما طالب جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بإقالة وزير الإعلام بناء على ما حدث منه، مؤكدًا أن استمراره في وظيفته الحالية إهانة لمنصب وزير الإعلام، وهو أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال.
كما طالب المستشار أشرف ندا رئيس محكمة استئناف القاهرة بضرورة تحرك نقابة الصحفيين ورفع دعوى قضائية ضد وزير الإعلام وتصريحاته التي تنشر الفسق وتبيح المجاهرة بألفاظ يستخدمها الغوغاء من العامة.
وقالت عزة كامل رئيس مبادرة “,”فؤادة ووتش“,”: إن الوزير مريض نفسيًا ومتحرش بامتياز. محملة الرئيس مرسي المسئولية عن أفعال الوزير الذي عينه في منصبه.
وعلى الشبكة الدولية للمعلومات “,”الإنترنت“,” أنشأ نشطاء على موقع تويتر “,”هاشتاج“,” بعنوان “,”الوزير المتحرش“,” طالبوا فيه الرئيس مرسي بإقالته أو تزويجه.. بينما قامت مجموعة من النشطاء، بعمل صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “,”فيس بوك“,”، تدعو للثورة ضد وزير الإعلام، وعمل وقفات احتجاجية لإقالته.
وهو نفس ما دعت إليه منظمات المرأة وحركة 6 أبريل للوقوف احتجاجًا أمام منزل وزير الإعلام.. حتى وصلت عدوى الاحتجاجات الى داخل صفوف الإخوان نفسها.. وطالب عدد من قيادات الجماعة وفقًا لمصادر إخبارية بتوقف أبوالصلح عن عقد المؤتمرات الصحفية أو المشاركة في الندوات الجماهيرية أو الإدلاء بالتصريحات الصحفية.. وهو بالمناسبة ما فعلته الجماعة مع الرئيس مرسي حتى إنه أعلن عن التغيير الوزاري على حسابه الشخصي في موقع “,”تويتر“,” بدلاً من إعلانه على الشعب في خطاب رسمي، وذلك خوفًا من أي “,”عك“,” جديد في المصطلحات الفريدة التي يستخدمها أو لغة الصوابع التي أدمنها..
هكذا كان المشهد الإعلامي صاخبًا.
ومن المفارقات المدهشة، أن أبوالصلح الذي لم يضبط طوال حياته الصحفية بكتابة أي مقال أو تحقيق أو خبر عليه القيمة.. قد ضبط وهو وزير متلبسًا بالتحرش على الهواء.
