الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فلتفهموا.. غطى الذباب شفتيّ!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وأنا أختم ليلتي مع "درويش"، وجدته يسأل نفس السؤال الذي أردده في كل عراك جديد لي مع الحياة، طيلة السنوات أمني نفسي بأن ما بيننا من جفاء سيذوب، وأقنع روحي بذلك، وأشير بسبابتي وبأسبابي إلى وجهها وأقول: هاهي تبتسم، تعنفني روحي: لماذا تصر على حماقتك.. تلك ابتسامة عابرة"، أعاندها وأراهنها وأخسر الرهان. في نهر من الدموع.
لا أدري ما الشيء الذي يدفعني في كل انتكاسة مع الحياة إلى الضحك حد الانفجار وفي كل مرة نربط أنا روحي مواقف وأشخاص بعبسة الحياة، هذه المرة بصقت عليها روحي وبانفعال قالت لها: مش غريبة عليكي تعملي ده، إنتي خليت زكي رستم يحرض على قتل عبد الوارث عسر بعد لما ساعده ووقف معه في بدايته.
اندهشت من خلط الماء بالزيت، والإتيان بالقلعة جنب البحر وعلى طريقة "اللمبي" قرأت بيتا جديدا لدرويش باختصار يا عم بخ: 
"حين صارت كلماتي عسلا غطى الذباب شفتي.
ثم سألت روحي ما الرابط بين عبسة الحياة وزكي رستم وعبد الوارث عسر، فأجابت اسأل من من خلط أقصوصات "اللمبي" بأقصوصات "درويش".
بدأنا فقرة الفلسفة الليلية، هكذا قلت لها، فلها عادة سيئة أنها كل ليلة قبل أن تودعني لتقضي الليل بعيدة عن جسدي، تتكلم في أي أشياء غير مفهومة، أكتب ما تقول فيصفعني صديق: يا أخي أنا ما بفهمش حاجة من اللي بتكتبه، أقول: عنده حق، ومن ذا سيفهم جمع روح تجوب الليل بمدنه وشوارعه تلتقط أحاديث البنايات وأنين الطرقات من دهس الأقدام نهارا، وترنح أعمدة الإنارة من وقفة امتدت لسنوات دون كلمة شكر لمن هدته يوما لسبيل، ثم ما هي الجدوى من ترجمة حفيف الشجر وفحيح الأبواب الموصدة؟ ما الجدوى؟ حقا ما الجدوى من كل المجد والمال والشهرة والحب إذا تعطلت بهم ناقلة الحياة فوصلوا للمنتظر متأخرين ولو دقيقة.. نعم دقيقة واحدة كفيلة بأن تقطع الأمل.
لكن ما هو الرابط بين عبسة الحياة وزكي رستم وعبد الوارث عسر؟ وكيف حرض على قتله؟.
تبتسم روحي وتقول في الواقع ساعد الأخير الأول على أن يكون ممثلا، وفي السيناريو حرض الأول على الأخير بالقتل؟.
نهرتها: "ده عك وهزار إيه اللي جاب الواقع للتمثيل؟ انفعلت: افهم هما بطلان فيلم الحياة، يتبادلان الدور الرئيسي حسب المشهد المؤدى.
تابعت: أزيدك من القلم جرة، ربما تفهم هذه المرة: "رستم بعد كل هذا الصخب، في معركته مع المرض والموت لم يكن بجواره غير كلبه، الذي ظل ينبح ولم يفهمه أحد.
اعتذر لكم لأني اقحمتكم في جدالي مع روحي هذه الليلة وأترككم لأبيات درويش..
يوم كانت كلماتي تربة
كنت صديقا للسنابل
يوم كانت كلماتي غضبا 
كنت صديقا للسلاسل
يوم كانت كلماتي حجرا 
كنت صديقا للجداول 
يوم كانت كلماتي ثورة 
كنت صديقا للزلازل 
يوم كانت كلماتي حنظلا 
كنت صديق المتفائل 
حين صارت كلماتي عسلا غطى الذباب شفتي.