الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية.. أحلام الطغاة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا لم تستحِ فافعل ما شئت، هذا أقل ما يُقال عن بهلول تركيا المريض، والذي لا يعي المتغيرات السياسية والعسكرية التى جرت في المنطقة والعالم العربى، ومازال يعيش على أطلال أجداده البائدين غير المأسوف عليهم، يسعى وراء أوهام السلطنة، ويسابق الزمن في خطى متسارعة محمومة ليدعم حكومة السراج ليحقق أحلامه والتى سرعان ما ستتحول إلى كوابيس إذا تمادى واقترب من ليبيا، والتى صرح بأنها إرث عثمانى دون حياء مستغلا الوضع المأسوي في ليبيا، وعمالة السراج له ليعمق التدخل طامعًا في البترول الليبي بعد أن نهب سوريا، وتتوالى دعوات الوصايا على ليبيا من كل حدب وصوب، ولا صوت للدول العربية عدا مصر التى حملت على عاتقها إنقاذ ليبيا، ودعم الاستقرار فيها رغم ما تمر به مصر من تحديات اقتصادية ومعارك تخوضها في كل الاتجاهات شمالا وجنوبا برا وبحرا ولكن تأبى إلا أن تتحمل مسئولياتها تجاه أشقائها من الدول العربية، وبخاصة ليبيا، حيث تشترك مع مصر في حدود برية تزيد عن 1200 كيلو متر ما يجعل الوضع فيها يؤثر على مصر أمنيا وما يجعلها فرصة للأعداء لإعداد هجمات إرهابية من أراضيها، وهو الهدف الأساسي بعد البترول الذى يسعى له أردوغان ليجعل من مصر سوريا أخرى، ولكنه لم يقرأ التاريخ جيدا، وخصوصا تاريخ مصر وهى الصخرة التى تحطمت عليها كل جيوش الطغاة بداية من الهكسوس والمغول والصليبيين، وأخيرا اليهود وليس أبرز من وصول جيوش مصر إلى أبواب الأستانة الباب العالى للسلطنة العثمانية حتى طلب السلطان النجدة من أوروبا والتى لولاها لقضى محمد على آخر معاقلهم، ويطرق النظام التركى الأبواب ليبحث عن مؤيد له فلا يجد من يقف بجانبه، حيث حاول استمالة تونس لتكون موقعا لانطلاق انصاره وهجماته، ولكنه فوجئ بلطمة من النظام التونسي الذى أكد أن تونس لن تكون أرضا للهجوم على الأشقاء، ثم تتوالى اللطمات عليه من أمريكا وروسيا وأوروبا كلها، وينتظر اللطمة الكبرى عندما يكتسح حفتر العاصمة فلا يجد أردوغان من يتحدث معه في ليبيا، وتبوء خططه بالفشل الذريع؛ لانه لا يعى ضآلة حجمه بالنسبة لما يحلم به، ولن تكون ليبيا إلا مقبرة له ولكل الطامعين في ثروات العرب، ويعود إلى الاذهان ما نادى به الرئيس السيسي مرارا وتكرارا بإنشاء قوة عربية مشتركة كانت ستكون الرادع لكل هؤلاء المعتدين والطامعين في دولنا العربية وحمايتها في وقت الأزمات والضعف، ويطرح الموقف سؤالا تاريخيا وأبديا: متى سيتعاون العرب ويتحدون ضد الأخطار التى تواجههم؟
وللحديث بقية..