بعد ساعات يودّع الشارع الثقافي والفني في تونس عام 2019 الذي شهد نشاطا غير مسبوق في إنتاج الأعمال الفنية من أفلام قصيرة وطويلة ووثائقية ومسرحيات وكتب، إلى جانب العديد من المهرجانات والمناسبات الثقافية.
فمن فيلم "بيك نعيش" المتوج بثلاث جوائز بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى صدور كتاب "مدينة تونس حاضرة عربية متوسطية" الذي وصفته وسائل إعلام تونسية بأنه أهم كتاب يصدر عن مدينة تونس منذ الاستقلال، مرورا بمهرجان قرطاج السينمائي، واحتفالية "تونس عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2019".. تميز هذا العام بالعديد من النجاحات على المستوى الفني والثقافي.
ووصف مثقفون تونسيون عام 2019 بأنه "عام السينما" التي حققت فيه رقما قياسيا في عدد الأفلام الطويلة التي عرضت في دور السينما، ومن أبرزها: فيلم "بورتو فارينا" وفيلم "نورة تحلم" المتوج في "أيام قرطاج السينمائية"؛ والذي سجل عودة الفنانة هند صبري إلى الشاشة التونسية وحازت على جائزة أفضل أداء في المهرجان.
أما فيلم "بيك نعيش" للمخرج مهدي برصاوي، فقد حصد ثلاث جوائز دفعة واحدة بختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ41؛ حيث فاز بجائزة أفضل فيلم عربي وقدرها 15 ألف دولار، كما فاز الفيلم أيضا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة "صلاح أبو سيف" بمسابقة آفاق السينما، بالإضافة إلى فوزه بجائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وشهدت الساحة الفنية التونسية خلال 2019 العديد من الأفلام القصيرة البارزة، مثل "عراس الخوف"، و"قبل ما يفوت الفوت"، والوثائقية مثل "الرجل الذي أصبح متحفا" المتوج في المغرب.
وعلى خشبة المسرح تألق فنانون تونسيون من خلال العديد من العروض، منها "كاليغولا" و"سوق سوداء" التي نالت جائزة المنظمة الدولية للفرانكفونية في أيام قرطاج المسرحية وجائزة مهرجان المسرح التونسي، وكذلك مسرحية "دون كيشوت تونس" التي توجت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.
أما المكتبة التونسية فقد فازت في 2019 بإضافة العديد من الأعمال الكتابية والمجموعات القصصية المميزة؛ ومن أبرز هذه الأعمال كتاب "مدينة تونس حاضرة عربية متوسطية"، الذي صدر في ورق مقوى في نحو 600 صفحة ويزن نحو 7 كيلوجرامات في نسختين عربية وفرنسية.
وفيما يتعلق بالأحداث الثقافية، شهدت تونس في 2019 إنشاء المركز الدولي لحوار الحضارات، ومعهد للفلسفة وآخر للتاريخ والأنثروبولوجيا (دراسة البشر وسلوك الإنسان)، وتأسيس أيام قرطاج الدولية للهندسة المعمارية، وأيام قرطاج الدولية للخزف الفني، وتأسيس المهرجان الوطني للمسرح التونسي، وأخيرا وليس آخرا "تونس عاصمة للثقافة الإسلامية"، التي اختتمت بانتخاب وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين رئيسا لمؤتمر وزراء الثقافة للدول الإسلامية.
