الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ماذا يريد أردوغان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أدرى ما هو غرض تركيا من التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.. فمرة نجدها تعتدى على سيادة الدولة السورية.. مستغلة الوضع المتردى بها.. في ظل انشغال جيشها في تصفية البلاد من الإرهابيين.. وفى قطر.. عندما قررت باقى دول الخليج العربى ومصر معاقبتها.. لدعمها الإرهاب.. أرسل قواته إلى هناك لحمايتها.. وفى ليبيا.. رغم أن تدخل تركيا هناك بدأ منذ زمن بعيد.. الا أنها تدخلت في الشأن الليبى بشكل سافر ومعلن في الآونة الأخيرة.
إن أطماع أنقرة وسلطانها في المنطقة العربية وخاصة ليبيا ذات الحدود المفتوحة.. ستؤدى إلى تفاقم خطر الإرهاب والانزلاق نحو مزيد من الفوضى التى تشهدها المنطقة.. ويجب على دول الجوار لليبيا أن تقف في وجه هذا التدخل التركى السافر والمخالف للقوانين والأعراف الدولية.. حماية لحدودها وأمنها.. وحرصا على استقرار ليبيا وسلامة أراضيها.
وقد أعجبنى رد الفعل التونسى حول زيارة أردوغان لتونس.. وتصريحاته التى توحى بموافقة تونس على تدخله في ليبيا وتحالفها معه.. فقد أعلن أردوغان عقب زيارته للعاصمة التونسية واجتماعه بالرئيس التونسى قيس سعيد.. أن أنقرة اتفقت مع تونس على دعم حكومة طرابلس في ليبيا.. وأدى إعلانه هذا إلى غضب واسع في الشارع التونسي.. وبين الأحزاب السياسية هناك.. وجاء الرد الأقوى على زيارة أردوغان وتصريحاته من قبل الاتحاد العام للشغل وهى المنظمة الأقوى في تونس.. حيث أصدر الاتحاد بيانا ندد فيه بالتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي.. محذرا من دعوات الحرب التى أصبحت بعض الدول تدق طبولها.. وشدد الاتحاد على أن السياسة الخارجية التونسية يجب أن تحتل فيها مصلحة البلاد المحل الأرفع مع احترام حق الأخوة والجيرة ورفض التورط في الأحلاف الدولية المشبوهة مهما كان غطاؤها.. وأن حل الخلافات الليبية.. لن يكون إلا داخليا وبعيدا عن تدخل الدول الأجنبية التى لا تخدم غير مصالحها.. وأهاب الاتحاد بالسلطات رفع حالة اليقظة والحذر للحيلولة دون تحويل تونس ممرا للأسلحة.. ومعبرا للدواعش نحو ليبيا أو ملاذا لهم.. بينما أعلنت الأحزاب السياسية التونسية أن زيارة أردوغان خروج عن الأعراف الدبلوماسية وأعلنت رفضها أى تدخل عسكرى تركى في ليبيا. 
وقد أدى هذا الموقف الشعبى والرسمى التونسى إلى قيام رئاسة الجمهورية التونسية بتوضيح الموقف وحسم الأمر.. وقالت في بيان لها إن موقف الدولة محايد في ليبيا وأنهم لم ينضموا لأى تحالف.. واستهجنت الرئاسة التونسية تصريحات أردوغان حول انضمام تونس لحلف تركى في ليبيا.. وقالت إن تصريحات الرئيس التركى أردوغان لا تعكس فحوى اجتماعه مع الرئيس قيس سعيد.. وأن الادعاءات الزائفة حول موقف تونس من ليبيا تنم عن سوء تقدير
وأتمنى من الجزائر وكل من يهمه أمر ليبيا وشعبها الشقيق.. أن يحذو حذو الموقف المصرى والتونسى الرافضين للتدخل التركى في ليبيا.. لأن أهداف أردوغان خبيثة ومغرضة.. فهو لا يهمه مصلحة ليبيا واستقرارها.. بقدر ما يسعى إلى إيجاد أرض للميليشيات الإرهابية التى يدعمها.. لمناوشة البلاد المجاورة لليبيا.. خاصة مصر.. التى تقف حجر عثرة.. في وجه أهداف أردوغان التوسعية في المنطقة.. فقد عقد حزب العدالة والتنمية التركى الموالى لجماعة الإخوان المسلمين.. جلسة طارئة في البرلمان لمناقشة التفويض الذى سبق وطالب به الرئيس رجب طيب أردوغان.. لإرسال قوات عسكرية وأسلحة ومعدات حربية إلى ليبيا.. وسيتم التصويت على هذا التفويض أو هذه المذكرة بعد غد الخميس. 
وأنا أتساءل.. هل القوات التى سيرسلها أردوغان لليبيا.. هى قوات تركية نظامية.. أم دواعش ومرتزقة وارهابيون.. انتهى دورهم في سوريا والعراق.. ويريد أردوغان إيجاد أرضا جديدة.. ليعيثوا فيها فسادا.. وهل نوايا أردوغان خافية على المجتمع الدولي.. الذى يصم آذانه ويغمض أعينه عما يجري.. إن المجتمع الدولى كان قادرا على إنهاء المشكلة الليبية منذ قيامها.. بل إن المجتمع الدولى هو المتسبب فيها من الأساس.. ويهمه أن يظل الوقع الراهن قائما. 
لقد تأذت مصر كثيرا من عدم استقرار الأوضاع في ليبيا.. التى أصبحت مرتعا للإرهاب والجريمة المنظمة.. ومن حق مصر أن تحمى حدودها في ظل الغياب الأمني وعدم سيطرة ليبيا على حدودها.. ومقاومة أردوغان الذى يأوى الجماعات التى لا تريد خيرا بمصر.
إن استقرار ليبيا ووحدة أراضيها.. من صميم الأمن القومى المصري.. ومن حق مصر أن تحمى نفسها وحدودها.. وتمنع تسلل الميليشيات الإرهابية إلى داخلها.. وارتكاب العمليات الإرهابية القذرة.. وهى بذلك لا تعتدى على أحد.. ولا تتدخل في شئون أحد.. بل تمارس حقوقها التى كفلتها لها القوانين والأعراف الدولية.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين ومكر الماكرين وتآمر المتآمرين.