العلاقة بين مصر وليبيا ليست كأى علاقة بين دولتين متجاورتين.. إنما هى علاقة ضاربة في أعماق التاريخ ومتأصلة في جذور الجغرافيا.. فالشعبان المصرى والليبي.. من أصل واحد.. تاريخ مشترك وممتد لآلاف السنين.. بل إنهما قبل ترسيم الحدود الحالية بينهما.. والتى صنعها الاستعمار الأوروبي.. كانتا أرضا واحدة وشعبًا واحدًا وقبائل واحدة ولغة واحدة.
وخلال الثورة الليبية ضد المستعمر الإيطالي.. وعندما اشتدت عليهم وطأة الاحتلال الفاشي.. وزادت مذابحه وتفننه في أساليب إبادة الشعب الليبى العربى المسلم.. ومحاربته اللغة العربية والإسلام.. ومحاولة تنصير المسلمين.. كانت مصر هى الملجأ الآمن لإخوانهم الليبيين.. الذين وجدوا كل الدعم والمساندة من إخوانهم المصريين.. ولجأ ملك ليبيا محمد إدريس السنوسى إلى مصر.. وبعد استقراره في مصر.. بدأ تحركه منها لمواصلة الثورة ضد المحتل الإيطالي.. ولكن المحتل البريطانى في مصر.. فرض عليه عدم الاشتغال بالسياسة وقيد تحركاته.. وخلال وجوده في مصر كان المناضل عمر المختار يحضر إليه من ليبيا.. ليطلعه على آخر مستجدات القتال والأوضاع في ليبيا.. ووضع خطط الجهاد ضد المحتل الإيطالي.. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية نشط الملك السنوسى وعقد اجتماعا في بيته بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين في 20 أكتوبر 1939.. وانتهى الاجتماع إلى تفويض الأمير بأن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي.. يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.. وعندما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا.. وخروجها من ليبيا.. عاد إدريس السنوسى إلى ليبيا في يوليو 1944 ونقل إدارته إلى برقة وعين حكومة تتولى إدارة البلاد.. وأصدر دستورا للبلاد.. وبعدها بعامين إاعترفت إيطاليا عام 1946 باستقلال ليبيا وفى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 1951.. أعلن الأمير محمّد إدريس السنوسى ميلاد المملكة الليبيّة المستقلة.
وهكذا فإن العلاقة بين مصر وليبيا.. ليست علاقة عادية كأى علاقة بين دولتين متجاورتين كانتا أم متباعدتين.. إنما يربطمها مصير واحد.. فكل منهما يمثل للآخر امتدادا طبيعيا استراتيجيا وأمنا قوميا مهما.. لا يمكن إنكاره أو تجاهله.. ومن هنا يأتى اهتمام مصر بما يجرى في ليبيا من أحداث.. ولا لأحد أن يستغرب أو ينتقد هذا الاهتمام.. لأن ما يجرى في ليبيا يؤثر على مصر بشكل أو بآخر.. فاستقرار ليبيا استقرار لمصر.. وعدم استقرارها يقلق مصر.. وتكفى كميات الأسلحة والمخدرات التى تم تهريبها إلى مصر خلال تلك الفوضى التى تعيشها ليبيا.. والصراع الدائر فيها بين مختلف الفصائل.. وكذلك أصبحت الأرض الليبية.. أرضًا خصبة.. ومرتعًا تصول وتجول فيه المنظمات الإرهابية.. وتجار البشر والهجرة غير الشرعية.. وكم تضررت مصر من النشاط الإرهابى والإجرامى لهذه المنظمات والجماعات.. ومصر.. وهى تهتم بالشأن الليبي.. فإنها تمارس حقها في الدفاع عن حدودها.. بل والعمل على حماية واستقرار الأشقاء الليبين.. من مخططات أعدائهم.. الذين لا يريدون بهم خيرا.. والذين يسعون إلى تقسيم بلادهم وتفتيتها.. بجانب حماية العمالة المصرية التى تعمل بليبيا والتى تتجاوز المليون مصري.
وليبيا منذ عام 2011 وسقوط نظام معمر القذافى.. وهى تعانى من الحروب والانقسام والصراع على السلطة بين مختلف الفصائل والقبائل.. مما جعل العديد من الأطراف المستفيدة من تأجيج الموقف في ليبيا.. تتدخل بشكل مباشر وغير مباشر في الصراع.. لتحقق مطامعها وأهدافها.. ويهمها أن يظل هذا الوضع المتأجج قائما أطول فترة ممكنة.
ومن بين هؤلاء المستفيدين من الصراع في ليبيا.. الحاكم التركى رجب طيب أردوغان وحكومته.. والذى عقد مؤخرا مع حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج في 27 نوفمبر الماضي.. اتفاقا يقضى في أحد بنوده بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا.. وذلك يعد غزوا تركيا سافرا ومستفزا ومرفوضا من كل طوائف الشعب الليبي.. فتركيا تسعى بهذا الاتفاق إلى إنشاء قواعد عسكرية في مصراتة وطرابلس.. لمناصرة جماعة الإخوان المرتبطة أيديولوجيًا بالتنظيم الدولى للجماعة في تركيا.
وأمام هذا التدخل التركى السافر في ليبيا.. كان لا بد للجيش الليبى أن يهب للدفاع عن سيادة وطنه وأرضه وحدوده.. ضد أطماع أردوغان الذى تلاحقه الهزائم السياسية والعسكرية في سوريا.. ويعانى من حالة عزلة.. يعيشها ويحاول الهروب منها.. بالتدخل فيما لا يعنيه وعبثه في المنطقة العربية لتحقيق حلمه بعودة الدولة العثمانية الثانية.
ونتيجة للتدخل التركى في المنطقة وخاصة ليبيا التى تعتبر صمام أمن مصر الغربي.. فإن مصر من حقها أن تتدخل لوقف هذا العدوان التركي.. فليبيا ليست هدفا في حد ذاتها لأردوغان.. ولكنه يهدف في الأساس إلى مضايقة مصر والاحتكاك بها.. لنصرة جماعته الإرهابية التى يدعمها بقوة.. والتى يؤوى قادتها في بلاده ويناوئ القيادة والحكومة والشعب المصرى ويناصبهم العداء.
العلاقة بين مصر وليبيا ليست كأى علاقة بين دولتين متجاورتين.. إنما هى علاقة ضاربة في أعماق التاريخ ومتأصلة في جذور الجغرافيا.. فالشعبان المصرى والليبي.. من أصل واحد.. تاريخ مشترك وممتد لآلاف السنين.. بل إنهما قبل ترسيم الحدود الحالية بينهما.. والتى صنعها الاستعمار الأوروبي.. كانتا أرضا واحدة وشعبًا واحدًا وقبائل واحدة ولغة واحدة.
وخلال الثورة الليبية ضد المستعمر الإيطالي.. وعندما اشتدت عليهم وطأة الاحتلال الفاشي.. وزادت مذابحه وتفننه في أساليب إبادة الشعب الليبى العربى المسلم.. ومحاربته اللغة العربية والإسلام.. ومحاولة تنصير المسلمين.. كانت مصر هى الملجأ الآمن لإخوانهم الليبيين.. الذين وجدوا كل الدعم والمساندة من إخوانهم المصريين.. ولجأ ملك ليبيا محمد إدريس السنوسى إلى مصر.. وبعد استقراره في مصر.. بدأ تحركه منها لمواصلة الثورة ضد المحتل الإيطالي.. ولكن المحتل البريطانى في مصر.. فرض عليه عدم الاشتغال بالسياسة وقيد تحركاته.. وخلال وجوده في مصر كان المناضل عمر المختار يحضر إليه من ليبيا.. ليطلعه على آخر مستجدات القتال والأوضاع في ليبيا.. ووضع خطط الجهاد ضد المحتل الإيطالي.. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية نشط الملك السنوسى وعقد اجتماعا في بيته بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين في 20 أكتوبر 1939.. وانتهى الاجتماع إلى تفويض الأمير بأن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي.. يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.. وعندما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا.. وخروجها من ليبيا.. عاد إدريس السنوسى إلى ليبيا في يوليو 1944 ونقل إدارته إلى برقة وعين حكومة تتولى إدارة البلاد.. وأصدر دستورا للبلاد.. وبعدها بعامين اعترفت إيطاليا عام 1946 باستقلال ليبيا وفى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 1951.. أعلن الأمير محمّد إدريس السنوسى ميلاد المملكة الليبيّة المستقلة.
وهكذا فإن العلاقة بين مصر وليبيا.. ليست علاقة عادية كأي علاقة بين دولتين متجاورتين كانتا أم متباعدتين.. إنما يربطمها مصير واحد.. فكل منهما يمثل للآخر امتدادا طبيعيا استراتيجيا وأمنا قوميا مهما.. لا يمكن إنكاره أو تجاهله.. ومن هنا يأتى اهتمام مصر بما يجرى في ليبيا من أحداث.. ولا لأحد أن يستغرب أو ينتقد هذا الاهتمام.. لأن ما يجرى في ليبيا يؤثر على مصر بشكل أو بآخر.. فاستقرار ليبيا استقرار لمصر.. وعدم استقرارها يقلق مصر.. وتكفى كميات الأسلحة والمخدرات التى تم تهريبها إلى مصر خلال تلك الفوضى التى تعيشها ليبيا.. والصراع الدائر فيها بين مختلف الفصائل.. وكذلك أصبحت الأرض الليبية.. أرضًا خصبة.. ومرتعًا تصول وتجول فيه المنظمات الإرهابية.. وتجار البشر والهجرة غير الشرعية.. وكم تضررت مصر من النشاط الإرهابى والإجرامى لهذه المنظمات والجماعات.. ومصر.. وهى تهتم بالشأن الليبي.. فإنها تمارس حقها في الدفاع عن حدودها.. بل والعمل على حماية واستقرار الأشقاء الليبين.. من مخططات أعدائهم.. الذين لا يريدون بهم خيرا.. والذين يسعون إلى تقسيم بلادهم وتفتيتها.. بجانب حماية العمالة المصرية التى تعمل بليبيا والتى تتجاوز المليون مصري.
وليبيا منذ عام 2011 وسقوط نظام معمر القذافى.. وهى تعانى من الحروب والانقسام والصراع على السلطة بين مختلف الفصائل والقبائل.. مما جعل العديد من الأطراف المستفيدة من تأجيج الموقف في ليبيا.. تتدخل بشكل مباشر وغير مباشر في الصراع.. لتحقق مطامعها وأهدافها.. ويهمها أن يظل هذا الوضع المتأجج قائما أطول فترة ممكنة.
ومن بين هؤلاء المستفيدين من الصراع في ليبيا.. الحاكم التركى رجب طيب أردوغان وحكومته.. والذى عقد مؤخرا مع حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج في 27 نوفمبر الماضي.. اتفاقا يقضى في أحد بنوده بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا.. وذلك يعد غزوا تركيا سافرا ومستفزا ومرفوضا من كل طوائف الشعب الليبي.. فتركيا تسعى بهذا الاتفاق إلى إنشاء قواعد عسكرية في مصراتة وطرابلس.. لمناصرة جماعة الإخوان المرتبطة أيديولوجيًا بالتنظيم الدولى للجماعة في تركيا.
وأمام هذا التدخل التركى السافر في ليبيا.. كان لا بد للجيش الليبى أن يهب للدفاع عن سيادة وطنه وأرضه وحدوده.. ضد أطماع أردوغان الذى تلاحقه الهزائم السياسية والعسكرية في سوريا.. ويعانى من حالة عزلة.. يعيشها ويحاول الهروب منها.. بالتدخل فيما لا يعنيه وعبثه في المنطقة العربية لتحقيق حلمه بعودة الدولة العثمانية الثانية.
ونتيجة للتدخل التركى في المنطقة وخاصة ليبيا التى تعتبر صمام أمن مصر الغربي.. فإن مصر من حقها أن تتدخل لوقف هذا العدوان التركي.. فليبيا ليست هدفا في حد ذاتها لأردوغان.. ولكنه يهدف في الأساس إلى مضايقة مصر والاحتكاك بها.. لنصرة جماعته الإرهابية التى يدعمها بقوة.. والتى يؤوى قادتها في بلاده يناوئ القيادة والحكومة والشعب المصرى ويناصبهم العداء.