على ضفاف نيل الأقصر ومن بين حضارة طيبة الفرعونية؛ اختتمت أول أمس الخميس فعاليات الدورة الـ١٢ من ملتقي الأقصر الدولي للتصوير الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، بدعم من محافظة الأقصر؛ ولنا مع هذه الدورة وقفة، لعلها تكون دليلا تنير الطريق من أجل تعظيم الاستفادة من هذا الحدث الهام.
بداية لا أنكر أن الفنانين المشاركين هذا العام، والبالغ عددهم ١٩ فنانا جذبتني بعض أعمالهم التي استلهمها الفنانون سواء من وحي الطبيعة الأقصرية أو الأسرة المصرية البسيطة.
ويزداد تأكيدي على أن المشاركين يحاولون من أجل ترسيخ حالة من التواصل الإبداعي الفني تخلق جسر ثقافي فني يؤكد على أن القوى الناعمة مرآه تعكس صورة مصر الآمنة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولكن ما استوقفني هذا العام هو أداء القومسير الجديد للملتقى، الدكتور عماد أبو زيد الأستاذ بكلية التربية الفنية الذي تولي مهام وظيفته هذا العام بعد أن كان مجرد فنانا مشاركا في دورة العام الماضي.
فلقد ضرب القومسير الجديد بلائحة الملتقى عرض الحائط حيث شارك هذا العام ١٩ فنانا فقط، في الوقت الذي تنص فيه اللائحة على أن يكون عدد المشاركين ٢٥ فنانا تصنيفهم كالآتي ١٠ من الأجانب و١٠ من المصريين و٥ من الفنانين العرب، ولا أعلم سبب مخالفته للائحة هل لأنه غير ملم بالحركة التشكيلية؟ أم أنه ليس لديه قدرة على التواصل مع الفنانين داخل مصر أو خارجها؟
اللافت أن القومسير الجديد التزم الصمت ناسفا مبدأ الشفافية، بل ورفض الإجابة على الصحفيين عندما سألوه عن ذلك، ونسي أن هناك من المتابعين المدركين تفاصيل اللائحه مطبقا الجملة الشعبية الشهيرة (محدش واخد باله).
ورغم إعلان الملتقى هذا العام، منذ وقت مبكر عن تكريم الدكتور أحمد نوار رائد الفن التشكيلي في مصر والوطن العربي، كان يجب على القومسير الجديد مراعاة ذلك، إلا أننا لم نجد صورة للدكتور نوار تتصدر البوستر الرسمي للحدث بل وزاد الطين بلة أنه لم يوفر أي "داتا شو" أو مادة وثائقية عن "نوار" تضم تاريخه أو أعماله فهي بكل المقاييس جريمة أدبية كانت قد تؤدي إلى انسحاب نوار الذي قطع على عاتقه مشقة السفر للأقصر لولا دماثه خلقه واحترامه لتاريخ الملتقى والجهة المنظمة له.
ولولا جهود اثنين من أعضاء اللجنة العليا للملتقى وهما الدكتورة أمل نصر والدكتورة جيهان فايز، والفنانتين سوزي شكري ورندة فخري، اللاتي قمن بإنقاذ الموقف بجمع مادة وصور سريعا لعرضها خلال الندوة التي أقيمت احتفاءا بنوار لحدثت لاشك مشكلة معقدة.
وبعد سرد الدكتور "نوار" لمشواره الفني الحافل أدهشني موقف القومسير عندما رفض الرد على سؤالي عن رؤيته للملتقى وكيف يحاكي كل أطياف وفئات المجتمع محاولا تلقين الزملاء درسا في توقيت ومكان طرح الأسئلة وهو الأمر الذي رفضناه بشدة وأدى إلى انسحابنا وزميلي أحمد عبد القوي.
ويأتي يوم حفل الختام لنرى أخطاء لغوية بالجملة في كلمة القومسير ومفردات غير منظمة بل وتعالى عن شكر الدكتور إبراهيم غزاله مؤسس الملتقى ومديره على مدى ١١ عاما وكأنه هو المؤسس له.
وبحكمته ورقيه وجه الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع الصندوق الشكر للدكتور إبراهيم غزالة على ما قدمه خلال السنوات الماضية وبصماته الواضحة في الملتقي، وكلمة حق أشهد بها أن رئيس الصندوق كان لديه الرغبة في تكريم "غزالة" ولكن الأخير اعتذر.
وتبقى كلمة، فلا بد من توجيه الشكر للفنانين المشاركين هذا العام بعيدا عن عدم خبره القومسير الجديد في إدارة حدث بهذا الحجم؛ وهم: نينو بوسيكاشفيلى جورجيا، كو نستانتين ميجليورينى –إيطاليا، مادان لال – الهند، ميلان بانتيليتش – صربيا، لى دونجبو – الصين، ميلتوس بانتلياس – اليونان، شاليز ليى- السنغال، نبيل على -العراق، سعيد العلوى – سلطنة عمان، ومحجوب حسن – السودان.
ومن مصر تم تكريم تسعة فنانين هم: إيفيلين عشم الله، رندا فخرى، عبد العزيز الجندى، محسن أبو العزم، أيمن قدرى، كريم القريطى، أسماء الدسوقى، طارق حسن، وشعبان الحسينى.
أما من شباب الورشة، فشارك 3 فنانين من شباب المتميزين هم: أسماء أشرف، خشوع الجوهرى، دعاء عبد الواحد.
وأرى في النهاية أن الملتقى يتم تفريغه من الأسماء الكبيرة، التي شهدت دوراته الماضية عددا منها من مصر وخارجها، فإنني واثق في قدرة رئيس صندوق التنمية الثقافية في أنه سيعيد الأحداث الفنية التي تقام تحت مظلة الصندوق إلى الصدارة بشرط أن يتحرر من القيود المالية التي تكبله فهو عقليه جديرة بالاحترام على كل المستويات.
ويبقي السؤال لماذا لا يقام هذا الملتقى كل عامين ترشيدا للنفقات وبحثا عن أسماء جديدة تعلي من قيمته ورسالته؟ وهل هناك نية لإعادة دعوة أسماء سبق وأن شاركت في الدورات الأولي خلال الدورات القادمة؟ فهذا الأمر إن حدث يحتاج إلى تعديل في اللائحة؛ ولماذا اعتذر بعض الفنانين عن المشاركة هذا العام فلم يكتمل العدد القانوني التي أقرته اللائحة؟ ولماذا أخفي الدكتور عماد أبو زيد تلك المعلومة؟