دون شك أن الأحداث الدائرة في منطقة شرق المتوسط هى المسيطرة على المشهد العام الآن ومنذ أسابيع نتيجة للتصرفات الاستفزازية من النظام الحاكم في تركيا وتحديدا من الرئيس التركى أردوغان والرامية إلى إثبات وجوده على طاولة إدارة ثروات المنطقة والتى من المفترض قانونا أنه لا مكان له عليها، فمع مطلع كل يوم نجد خبرا يحاول فيه استدراج مصر لمشاحنات وتلاسن طفولى بغرض صرفنا عن طريق التنمية الذى التزمنا به منذ سنوات قريبة مدعومين بقوات مسلحة قوية قادرة على حماية ثرواتنا ومقدراتنا.
فلن نتحدث عن قوة وعظمة القوات البحرية المصرية، وأذرعها الطويلة والرادعة، المتمثلة في الأساطيل، وسيطرتها على النيل والبحرين الأحمر والأبيض المتوسط، في العصور القديمة، ولن نتحدث عن أسطول مصر في عهد محمد على، في العصر الحديث، ولا عن جسارة وحوش البحرية التى هزت عرش البحرية الإسرائيلية، عندما فجروا المدمرة «إيلات» في «البحر المتوسط»، لكن سنتحدث عن قوة الجيش المصرى، في تحطيم خط بارليف، الساتر الترابى الذى كان يحتاج إلى قنبلة نووية.
وعظمة تحطيم خط بارليف، تتجلى في قدرة الجيش المصرى، وتحطيمه المستحيلات، بحريا، بالعبور الحاجز المائى، وبريا بعبور وتحطيم أضخم ساتر ترتدى من نوعه «خط بارليف».. وجويا، عندما سيطر الطيران المصرى على الجو ومهد الطريق أمام تقدم القوات البرية، وصنع لهم، غطاء حماية، من هنا تكتسب أهمية انتصار أكتوبر، واعتباره مقياسا حقيقيا لقوة الجيش المصرى، في قهر الصعاب، في البر والبحر والجو.
لذلك عندما يخرج رجب طيب أردوغان ملوحا بمنع أى نشاط اقتصادى في شرق المتوسط، سواء بالحفر والتنقيب أو نقل الغاز اليونانى والقبرصى والإسرائيلى عبر خطوط الغاز المصرية، إلا بإذن من تركيا، وصفق له الإخوان الخونة، فكان لا بد من رد مصر العملى في مناورة إظهار قدرة القوات البحرية المصرية على حماية مصالحها الاقتصادية، وثروتها من الغاز في منطقة شرق المتوسط، ضد كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في تدبير عمل عدائى.
وبمجرد الإعلان عن المناورة، وظهور قدرة وحوش البحرية، عدة وعددا، في بيان رسمى، مكتوبا ومصورا ومنطوقا، تسلل القلق لكل الأعادى، فالقوات البحرية المصرية نفذت عددا من الأنشطة القتالية باحترافية مبهرة، في كيفية السيطرة على المناطق الاقتصادية، وتأمين الأهداف الحيوية من آبار غاز وخلافه، في المياه العميقة.
التشكيل البحرى في المناورة استخدم وحدات بحرية ذات تنوع قتالى، ومنها إحدى حاملات المروحيات، «الميسترال» وقيام إحدى الغواصات بإطلاق صاروخ مكبسل عمق سطح طراز «هاربون» وهو صاروخ مضاد للسفن، ويصل مداه إلى أكثر من 130 كيلو مترا.
نجاح عملية إطلاق الصاروخ من الغواصة بعمق البحر، له مدلوله العسكرى المهم، بأن وحوش البحرية، وصلوا إلى درجة عالية من الاحترافية، ومواكبة التقدم العلمى العسكرى، والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا في القطع البحرية الحديثة.
ولمعرفة كم صدرت المناورة البحرية المصرية، القلق والتوتر، لأردوغان، وجواسيسه الخونة «جماعة الإخوان»، ما تناقلته وكالة الأناضول، في خبر مكتوب وكأنه «بوست» على فيسبوك أو «تغريدة» على تويتر، لافتقاره كل العناصر المهنية، خلال الساعات القليلة الماضية، قالت فيه نصا: «أجرت قوات المشاة البحرية البرمائية التركية، التماسيح، تدريبات تحبس الأنفاس لا تقل إثارتها عن أفلام الأكشن».
الخبر، يمثل قمة الكوميديا الهزلية، إذا ما شاهدنا فيديو مناورة «تماسيح أردوغان» المثيرة إثارة أفلام الأكشن، حسب رؤية وكالة الأناضول، وتحركات الجنود لتسلق سفينة عبر سلم خشبى، يذكرنا بمشاهد فيلم «إسماعيل ياسين في الأسطول».
وإذا كانت البحرية التركية التى تصف نفسها بالتماسيح، بهذا الأداء الكوميدى الهزلى في المناورة التى نفذتها، فإن علينا أن نفخر بوحوش البحرية المصرية، التى تزاحم على المقدمة كواحدة من أقوى البحريات في العالم.
وعلى أردوغان وجواسيسه الخونة «جماعة الإخوان»، أن يدركوا أن مصر حدودها وأرضها وثرواتها في أيدى وحوش جيش، قوى، انتصاراته محفورة على وجه التاريخ منذ بدء الخليقة، وليس جيشًا حقق كل انتصاراته بالخيانة والدسائس وشراء الولاءات.
فالمشهد العبثى الذى تؤديه ببراعة جماعة الإخوان ضمن مشاهد سيناريو مسلسل «الخيانة بفجر ووقاحة» لا مثيل له، ويعرض حاليا على شاشات قنوات تبث من تركيا وقطر، سيقف التاريخ أمامه بقوة التحليل والقراءة والرصد الدقيق، وسيجد المؤرخون صعوبة بالغة، إلى حد الاستحالة، في إيجاد تفسير علمى لكل هذا الكم من الخيانة والغدر لمصر.
الإخوان يعيدون نفس سيناريو خيانة «خاير بك» الذى ارتمى في حضن السفاح «سليم الأول» ومهد له الطريق لاحتلال مصر، حيث يرتمون حاليا في حضن «رجب طيب أردوغان» ويقدمون له كل أنواع الدعم والتأييد، لمخططاته العدائية ضد مصر..!!
ونطرح سؤالا لكل متشكك ومتعاطف لاإرادى: «تريد معرفة الدرجة التى وصلت إليها جماعة الإخوان ودراويشهم في سلم الخيانة، وكيف تجاوزوا القمة بمراحل..؟!!
أقول لك: عندما تجد الجماعة الوقحة ودراويشها والمتعاطفين لاإراديا معها، يؤيدون ويدعمون ويهللون ويبررون الاحتلال التركى في الشمال السورى، وتوقيع أردوغان اتفاق مبادئ مع فايز السراج للتدخل في الشأن الليبى، والتخطيط للسطو على ثروات مصر من الغاز في شرق المتوسط، ثم تجد الجماعة، تهاجم وتشجب موقف مصر الرافض لتدخل الأتراك في شأن الدول، وترفض وتلطم الخدود لو دعمت مصر سياسيا أو عسكريا الأشقاء..!!
ليس غريبا موقف هذه الجماعة من القضايا الشائكة الحالية، فالتاريخ سجل لها مواقف كارثية حيال قضايا وطنية، منذ تأسيسها عام 1928 وحتى الآن، وهل ينسى المصريون موقف الجماعة المتخاذل بعد نكسة 67 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية والجولان وغور الأردن بجانب سيناء التى استمر احتلالها 6 سنوات..؟! حينها هب المصريون من وسط حالة الحزن واليأس والإحباط بتشكيل مقاومة شعبية رائعة، بجانب عمليات الجيش التى نفذها ضد عدد من الأهداف الإسرائيلية في سيناء وفى قلب إسرائيل مثل إيلات، وهو ما كبد الإسرائيليين خسائر فادحة، فيما يسمى بحرب الاستنزاف، التى مهدت لانتصار أكتوبر العظيم، بينما جماعة الإخوان رفضت المشاركة في عملية مقاومة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلى، سواء في سيناء أو السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهى المحافظات التى انطلقت منها المقاومة الشعبية ضد المحتل.
ولم يكن موقف جماعة الخسة والحقارة والإرهاب من عدم المشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلى بسيناء، والمنطلقة من السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وإنما رفضها بشكل واضح، المشاركة في المقاومة الشعبية في بورسعيد ومدن القناة ضد العدوان الثلاثى في 56، على اعتبار أن المشاركة ستكون دعما لحكم ضباط ثورة يوليو.
ونأتى للدليل الداعم والقوى الذى لا يقبل الشك، عن عدم مشاركة الإخوان في مقاومة إسرائيل وفرحتهم الشديدة في هزيمة مصر وانكسارها في 67 والذى ورد على لسان مرشدها العام محمد بديع في رسالته الأسبوعية في يونيو عام 2011، التى واكبت ذكرى النكسة بقوله: «بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهى سريعًا، فعقب اعتقالات 54 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة في 67».
ونكرر تأكيد المؤكد، أن جماعة الإخوان تؤيد أعداء مصر، وتقدم كل الدعم لكل من يحاول احتلال مصر، ولا يشاركون في مواجهة وطرد المحتلين..!!