لم يكن أستاذي في مرحلتي الدراسية الأولى فحسب، بل كنا بدأنا قبل تلك المرحلة بعامين، وتحديدا في كتاب الشيخ محمد، حينما أخذ مني لوحي الخشبي وقال لي أول درس لك هو حروف الهجاء.. وها أنا في اليوم العالمي للغة العربية أعاود قراءة ما كتبه أستاذي:
(أ).. اكتب وانطق صحيح اللغة فهي كنزك.
(ب). بإرادتك فقط ستغير ظروفك وتمنحك الحياة ما تستحق.
(ت).. تذكر دائما أنه بإمكانك أن تضيف اسما جديدا للمبدعين.
(ث).. ثابر ورابط وتشبث بحلمك وكن على يقين أنه سيتحقق.
(ج).. جاء كثر إلى الدنيا جمعوا المال وبنوا القصور ولم يكتبوا حرفا فنسيهم الناس.
(ح).. حول كلمة فشلت فالنجاح ما هو إلا حصيلة تجارب فشلت فيها سابقا.
(خ).. خاوي قلبه من ذرة أمل من لم يقرأ كتابا، فتزود بالمعرفة فبدونها ستكون عرضة للفناء.
(د).. دليلك في كل معاركك هو قلب، فاجتهد قدر استطاعتك على أن يظل نقيا.
(ذ).. ذل من اعتمد على زيف الحياة وغره بهرجها واستسلم لخداعها، فخذ منها ما يأتيك واترك مالا يعنيك.
(ر).. ربك يدبر لك أمرك.. فارض بما أنت فيه تكن أغنى الناس.
(ز).. زين حديثك للناس بما يحبوا أن ينصتوا إليه فالكلمة الطيبة تسكن القلوب.
(س).. سافر كلما سنحت لك الفرصة، فالمعرفة في الترحال وقراءة وجوه البشر.
(ش).. شأنك ليس إرثا تتوارثه ولكن صنعا تفعله بجهدك.
(ص).. صادق كل الناس حتى يظهر عكس ذلك، فلا تؤذي ولكن تجنب.
(ض).. ضاع من ضاع باتباعه الهوى وغفلته عن الحق، فكن على الصراط ثابتا.
(ط).. طريق الإحسان لا يضيع سالكوه فزاحمهم فيه ففيه مقصدك.
(ظ).. ظرف الزمان في محله فلا تجره من جملة غيرك إلى جملتك، فسيختلف الإعراب وكم من أعراب أخطأوا في الكلمة.
(ع).. عالمك الذي تخلقه سيستمر معك.. فأحسن انتقاءه ولا تجعل أحدهم يفرضه عليك.
(غ).. غالية جدا روحك فاهتم بها كما تهتم بمظهرك فالله يراها.
(ف).. فكر قبل أن تتكلم.. فالبعض يحكمه لسانه فيسقط ولا يستطيع النهوض.
(ق).. قم لمن يستحق التقدير ومن لا يستحق.. ففعلك لك وليس لمن أمامك.
(ك).. كلمة ترفعك وأخرى تهوي بك فزن كل حرف قبل أن تكتبه أو تنطق به.
(ل).. ليلك وإن طال سيتبعه صبح، فقط عليك تهيئة روحك لاستقبال شمس عمرك.
(م).. مد يدك بالخير للجميع.. لمن تعرفه ولمن لا تعرفه.. فزارع الطيب لم يضع في حسبانه لدى غرسه بذور ثماره من سيأكله.
(ن).. نورك ليس في بصر لكن في بصيرتك فلا ترغمها على السير في عتمة الحياة.
(ه).. هو يحتاج منك نفس حبك لأنا حتى تستقيم الحياة، فكن دائما موضع الآخر قبل الحكم على الأمور.
(و).. ورقتك ليست تلك التي تراها أمامك لكن تلك التي يقرأها غيرك، فأحسن ما تكتبه حتى لا تخجل.
(لا).. لا كلمة كطلقة مدوية فانطقها في محلها حتى لا تصيب بها خطأ فتندم.
(ي).. يومك ابدأه واختمه باسم الله فأنت من صنيعه، ومن العرفان أن تتذكر صانعك عند بداية عملك وعند انتهائه.
تلك النصائح كتبها لي مدرس اللغة العربية وهو يعلمني حروف الهجاء، كان حفظها صعبا جدا، وحينما أخبرته قال لي: لن تحفظها إلا إذا تدرب عقلك وقلبك عليها وها أنا مذ ذلك اليوم أحاول جاهدا تطبيقها لأحفظها، وأدرك تماما أنني كلما نجحت في حفظ حرف حفظني ذلك الحرف من الوقوع في تلك المحاذير التي نهاني عنها أستاذي.