لن ننسى 25 يناير، وسيظل شعب مصر العظيم يشكر هذه الأيام العرجاء لأنها كشفت المتآمرين في الداخل والخارج، وجعلت مصر تعيش أوجاعًا هى في الأصل بداية التخلص من الأمراض المستوطنة.. فسقطت ورقة التوت عن الخوارج، وما يطلقون على أنفسهم النشطاء، ولم يستطع المتآمرون إخفاء الوجه القبيح.
ورفع الستار عن حكم ضعيف لم يتصور يومًا سقوطه بهذا الشكل المروع بسبب تخاذله وعدم إدراكه لما يجب أن يكون، وأيضًا ما يستحقه هذا الشعب العظيم.. ففتح الباب على مصراعيه أمام المؤامرات الخارجية واتساقها مع خونة الداخل !!
شكرًا ٢٥ يناير لإغراء الإخوان المسلمين لكى يستكملوا مسلسل تآمرهم على هذا الوطن وينكشفون أمام الشعب الواعى والعالم فيكتبون نهاية تاريخهم المخزى، والذى استمر قرابة القرن.
شكرًا ٢٥ يناير الذى جدد العهد من جديد في تلاحم الجيش مع الشعب لنتذكر أيام نصر أكتوبر العظيم رمضان 73، وما قدمه رجال القوات المسلحة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى والذى سينصفه التاريخ.
شكرًا محمد مرسى، والذى ارتضى ترشيح عبدالفتاح السيسي قائدًا عامًا للجيش وزير الدفاع بكل نفس راضية ليحفر قبره وجماعته بأيديهم.
فلولا 25 يناير ما انتفض هذا الشعب العظيم حتى يستطيع أن يعدل مسيرته ليمضى في الطريق الصحيح.
شكرًا للرئيس السابق المستشار عدلى على توليه حكم البلاد في أصعب الفترات وعودة مؤسسات الدولة إلى مكانتها وهيبتها.
شكرًا للمرحوم اللواء عمر سليمان الذى وضع خريطة المحافظة على مصر وسط الأمواج المتلاطمة حولنا لتفكيك العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ومحاولة زعزعة الاستقرار في الخليج العربى وخروج مصر سالمة بين الزلزال الذى أصاب منطقة الشرق الأوسط.
شكرًا لمحمد مرسى الذى عجل بخيانته لهذا الوطن على سقوط الإخوان المسلمين بعد سنة واحدة من حكم مصر.. فلولا ما فعله مرسى بداية من تزوير في الانتخابات التى أتت به ومرورًا بمحاولة تسكين أهل غزة في سيناء في محاولة لضياع هويتها المصرية عبر استخراج الرقم القومي.
شكرًا لرجال مصر الأوفياء ونسائها، والذين نجحوا في اغتيال حلم الإخوان المسلمين للإبقاء على هوية الوطن العظيم الذى يعيش بين جنباته خير أجناد الأرض.
شكرًا ٢٥ يناير.. فلولاكى ما انتفض الشعب المصرى بقيادته الجديدة الواعية لبناء مصر الجديدة العصرية والتى تحاكى الزمن وتسابقه.
شكرًا للأيام العصية التى لا تعصى على إرادة المصريين بإذن الله فخرجت علينا المشروعات العملاقة التى تأخر إنشاؤها أكثر من نصف قرن لتبهر العالم الذى وقف مشدوها أمام الإرادة المصرية التى لا تعرف المستحيل.
فلولا ٢٥ يناير ما كان هناك ٣٠ يونيو ولا ٣ يوليو ولا عاصمة إدارية جديدة تضاهي أفضل عواصم الدول المتقدمة في العالم، ولا كانت هناك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم تحمل اسم بنبان.
ولولا ٢٥ يناير وتنامى الإرهاب البغيض في سيناء، ما كانت هناك الحرب الشاملة عليه لانتزاعه من جذوره لكى تعود أرض الفيروز إلى حضن الوطن في سلام وأمان.
شكرًا ٢٥ يناير لفتح آفاق جديدة للتنمية في سيناء، وربط الوادى بأرض الفيروز عبر الأنفاق الرائعة التى تفوق مثيلتها في دول العالم، ليبدأ التاريخ فتح صفحاته لعمل جديد سوف يكتب بحروف من نور.
شكرًا شتاء يناير، فلولاك ما كانت مصر ستدخل عالم الطاقة النووية بهذه السرعة وأحيت العديد من المشروعات التى كانت حبيسة الأدراج على مدى عقود طويلة.
ولولا ٢٥ يناير ٢٠١١ ما انتهت العشوائيات في مصر، وظهرت مدن جديدة وتطوير المناطق العشوائية التى كانت تهدد حياة ملايين البشر.
شكرًا ٢٥ يناير.. فلولاك ما ظهر الاهتمام غير المسبوق بحياة المصريين وتحقيق إنجاز عالمى في مجال الصحة بتطبيق حملة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس c.. ولولاه أيضا ما خرج مشروع التأمين الصحى إلى النور.
ولولا ظهور خريف يناير ٢٠١١ ما تم تطوير الجيش المصرى بكل أسلحته حتى يستطيع حماية الأمن القومى واستخراج الغاز والبترول من المياه الإقليمية.
شكرًا ٢٥ يناير الذى فتح أعيننا على إنشاء قناة السويس الجديدة لتعظيم مكاسب القناة وتحويل مصر إلى منطقة جذب لكل أنواع الاستثمار وزيادة حصة مصر من التجارة العالمية.
إنجازات كثيرة وحقيقية في كل المجالات قامت بها الدولة المصرية في زمن قياسى نجحت فيه إلى اختصار الزمن، وتعويض ما فاتنا من تقدم وتطور لكل المؤسسات التى لها علاقة بالإنسان.
فمصر قادمة بقوة نحو التطور واللحاق بركب الدول المتقدمة ولا عزاء لـ٢٥ يناير الذى ساهم في إعادة مصر إلى نفسها ومكانتها التى تستحقها.
والله من وراء القصد.