كنا وسنظل صوت الناس.. نعبر عن أوجاعهم وآلامهم.. نطرق أبواب المسئولين.. نشاركهم أفراحهم وأحزانهم.. وبأقلامنا معهم حتى تنفرج كروبهم.. وتفرح قلوبهم
في الوقت الذى يعانى فيه كثير من دول الجوار.. من الحروب والفتن وانعدام الاستقرار وغياب الأمن.. انعقد على أرض مصر الآمنة.. مؤتمر ومنتدى شباب العالم في نسخته الثالثة على أرض السلام.. سيناء.. بمدينة شرم الشيخ.. في الفترة من ١٤ - ١٧ ديسمبر الحالي.. تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الذى شهد الحفل الافتتاحى للمؤتمر بحضور الآلاف من الشباب من مختلف أنحاء العالم.
هذا المحفل الدولى واللقاء السنوى بين شباب مصر والعالم.. والذى انطلق عام ٢٠١٧.. هو رسالة سلام ووئام تقدمها مصر إلى العالم أجمع.. لتؤكد أنها بلد الأمن والاستقرار.. وأنها تسير على الطريق الصحيح.. نحو استعادة مكانتها وريادتها للمنطقة العربية والشرق الأوسط.. ولتؤكد للعالم أجمع أنها دولية محورية ومؤثرة في صنع القرار العالمي.
ويتواصل الشباب في هذا الحدث الدولي.. مع المسئولين وصانعى القرار في مصر ومختلف دول العالم.. ويعبرون عن آرائهم بحرية وشفافية.. ويطرحون رؤيتهم لمستقبل أوطانهم.. ويخرجون بتوصيات ومبادرات وأفكار.. تتناسب مع أحلامهم وآمالهم في حاضر آمن ومستقر ومستقبل أفضل.
شهد المؤتمر في دورته الحالية.. عدة فعاليات وورش عمل حول مستقبل مهارات الشباب في عصر الثورة الصناعية الرابعة.. وآفاق التعليم والتدريب في عصر الثورة الصناعية الرابعة.. وشباب المتوسط.. جذور مشتركة.. وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة نحو عالم متكامل.. وتطوير حلول مبتكرة لدمج الأشخاص ذوى الإعاقة.. والثورة في العالم الرقمي.. وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وريادة الأعمال.. ورؤية شبابية للتعامل مع التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين.. وأثر التغيرات المناخية على الإنسانية إنعكاسات وحلول.. والتميز المؤسسى الحكومى والتحول الرقمي.. والأمن الغذائى في العالم ومبادرات شبابية للتحرك.. وسبل التعاون بين الشباب الأفريقي لتعزيز التنمية.. والأمن الغذائى بأفريقيا وكيف نحقق الهدف الثانى من أهداف التنمية المستدامة.. وآفاق التنمية المستدامة في أفريقيا: فرص وتحديات.. وتطبيقات ورؤى شبابية للحفاظ على البيئة.. والتعليم الفنى والتدريب المهنى وأعمال تطوير بيئة ريادة الأعمال.. وسبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة.. والمرأة والحق في التنمية.. ودور الفنون في التعامل مع قضايا الإنسانية.. ومكافحة خطاب التطرف والكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.. والتعاون في قطاع الطاقة بين دول المتوسط.. والتحديات التى تواجه العمل الإبداعى في عصر التكنولوجيا الرقمية.. وكيف تبقى آمنا في العالم الرقمي.. وتنمية رأس المال البشري.. الفرص والتحديات.. ودول المتوسط حضارات إنسانية عريقة وتاريخ مشترك.. والذكاء الاصطناعى والبشر: من المتحكم؟
وشهد المؤتمر هذا العام تدشين «منصة حاضنة الأعمال»، والتى تضم مجموعة من المتحدثين المتخصصين في مجال ريادة الأعمال باختلاف أنواعها.. تحدثوا عن الخبرة العملية والتحديات التى واجهتهم بجانب بعض الموضوعات الأخرى عن كيفية التسويق للشركات وكيفية الحصول على تمويل وكيفية الدخول في الاستثمارات الناجحة.. حيث انضم للمؤتمر هذا العام نحو ٤٠ من الشركات التى تعمل في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة.. قامت بعرض أعمالها طوال انعقاد المؤتمر.. وقد تم اختيار هذه الشركات بناء على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتى تتضمن تمكين المرأة والتغير المناخى والذكاء الاصطناعى وتأمين الغذاء.
كما عقدت جلسات نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط.. بحضور الأعضاء الممثلين للاتحاد، بالإضافة إلى عدد كبير من المتخصصين في مجالات العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية والتنمية المستدامة والشباب المشارك من مختلف الجنسيات.. بهدف دعم وتحقيق التنمية المستدامة لدول الاتحاد من خلال العمل على الملفات ذات الاهتمام المشترك.. وتقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء.
هذا المؤتمر.. والمؤتمرات التى سبقته.. تأتى ترسيخا لفكرة إزالة الحواجز بين الشعب والحاكم.. واقتراب الشباب من قيادته وصانعى القرار.. لينقل إليهم طموحاته وأحلامه وآماله ورؤيته.. ويتناقش معهم بكل شفافية وحرية في مختلف القضايا التى تهمه.. ويتلقى الأجوبة والحلول من المسئولين والمتخصصين.. كما أن مثل هذه المؤتمرات تكسب الشباب خبرات وتخلق منهم أجيالا.. تملك الإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى في عالم اليوم والغد.. وتحمل راية البلاد في المستقبل.. فالشباب يمثلون الشريحة الأكبر من التركيبة السكانية لمصر.. كما أن الشريحة السنية التى تقل عن ٣٠ سنة.. تمثل ثلثى سكان العالم.. وهى الفئة الأكثر حرصا على المشاركة السياسية والأكثر تأثيرا في نتائجها.. ومثل هذه المؤتمرات.. تسهل اندماج شباب مصر مع نظرائهم في العالم وتبادل تجاربهم وخبراتهم والتعرف على رؤاهم وأفكارهم. وبجانب ذلك.. فإن مثل هذه المؤتمرات.. لها فوائد سياسية واقتصادية كثيرة.. فهى تجعل مصر في بؤرة اهتمام العالم، من خلال وسائل الإعلام ووكالات الأنباء التى تغطى الحدث وتنقله إلى مختلف بلاد العالم.. وأيضا تنقل صورة صحيحة وحقيقية عن مصر الأمن والأمان والاستقرار.. وليس كما يحاول أعداء الوطن تشويهها بالشائعات والأكاذيب.. بخلاف تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات ورءوس الأموال والنقد الأجنبى وغيرها من الفوائد الاقتصادية التى تعود بالخير على بلدنا.