الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

4 ملهمين يتحدثون في منتدى شباب العالم (ملف)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«جيسيكا كوكس» أول قائد طائرة بدون أذرع: كسرت سماعات الطائرة أول مرة وفعلتها فى الأخيرة

دان نجو: أمريكا تصور الشرق الأوسط على أنه صحراء مليئة بالإرهابيين وتحطمت صورتى الذهنية عند زيارتى لمصر

ليم تشونج تي: ظننت أن المياه الملوثة في جنوب شرق آسيا عصير برتقال

أباجيل تشيبكورى : أبى أراد ختانى وتزويجى صغيرة مقابل 7 بقرات

 

كل شخص يمكنه إحداث التغيير، فتحقيق الأشياء يكمن فى الرغبة، والعالم مليء بقصص النجاح لأشخاص تمكنوا من قهر المستحيل وحذفوا هذه الكلمة من قاموسهم. منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، شهد حضور نماذج تحكى تجاربها مع إحداث التغيير. «دان نجو»، أحد هؤلاء الشباب الذين تحدوا الظروف من أجل تحقيق حلمهم، إذ ترك العمل فى الشركات الرسمية ليتجه إلى قيادة الرحلات إلى الطبيعة، وهناك أيضًا «جيسكا»، فتاة ملهمة بلا ذراعين، قررت فى لحظة من حياتها التخلى عن الأطراف الصناعية واعتبرتها عبئًا عليها، لتفعل كل شيء دونهما، تلعب تايكوندو، وتعزف ووصل الأمر بها إلى قيادة الطائرة. «تشنوج».. شاب من سنغافورة، رفض مصطلح العطش ومحاه من قاموسه، لينقذ قرية كاملة من المياه الملوثة، وأعلن فى منتدى شباب العالم أن أمنيته أن يُفيد 100 ألف شخص حول العالم فى 2021


دان نجو
دان نجو، فيتنامى الأصل، له تجربة حكى عنها فى منتدى شباب العالم، وقال: «تركت البدل الرسمية، والوظيفة الرائعة فى الغابة الأسمنتية نيويورك، وتوجهت لاكتشاف الطبيعة ومصاحبة الناس واستكشاف نبض الحياة.
دان الفيتنامى الأصل توجه للولايات المتحدة كلاجئ، وعمل فى الشركات، حدثت نقطة تحول فى حياته جعلته يترك دراسته بعد أن كان باحثًا وخبيرًا فى الأبحاث الصيدلانية، حدث ما جعله يترك نيويورك ليستكشف ذاته والشرق الأوسط، وجاء إلى مصر وتحديدًا مدينة «دهب»، وأكد أن المصريين بارعون فى إحداث التغيير وأشهر كلماته: «رحبوا بالمجهول دائمًا».

قال «دان نجو»، فى جلسة الملهمين بمسرح شباب العالم: كنت أعمل فى مجال الأدوية والحقن، والآن أعمل فى التنزه فى الحياة البرية والطبيعة، وإذا كنتم مكتئبين انتقلوا معى إلى الطبيعة والبساطة لأننى أحدثت هذه النقلة لاستكشاف الحياه لقبلها النابض، مضيفًا: «أنا فيتنامى أمريكي، من الجيل الأول، أبى وأمى هربا من الحرب إلى أمريكا، ولم يكن لدينا المال، ترعرعت فى حى فقير أحد أسوأ أحياء كاليفورنيا، لكننى كنت سعيدًا كطفل يعيش فى كاليفورنيا. 
وتابع: «فكرت فى العمل كرجل أعمال، قررت التوجه إلى نيويورك والتى أطلق عليها الغابة الأسمنتية، وكنت أرتدي البدل فى المدينة التى لا تنام، وأثناء اجتماع فى الطابق الـ٦٠ وفى ناطحة سحاب من أكبر شركات نيويورك، وفكرت فى التقاط السيلفى لأجعل أصدقائى يشعرون بالغيرة أننى مهم ورجل أعمال ارتدى البدلة وأعمل فى أكثر المدن شهرة، لكننى من الداخل لم أكن سعيدًا، هذا الشخص الناجح الذى يرتدى البدلات الرسمية عليه أن يتحلى بالبرود والمباشرة فى كل شيء، وكنت تحت ضغوط، وإذا لم تكن تحب وظيفتك فلن تستطيع الاستيقاظ مبكرًا كل يوم، فكنت أضع المنبه على السابعة ثم السابعة والنصف، ثم الثامنة، ولم يكن هذا يروق لي».

أردت أن أجرب أشياء أخرى وأتساءل عن أشياء كثيرة: ماذا تفعل هذه الحشرة أو هذا النبات، فقلت: أريد أن أكون فى حياة الطبيعة، وليس العمل والبدلات فاستقلت من وظيفتي، لأفعل ما أحب وأحقق أحلامى وأطوف العالم وألتقط صورًا لأنشرها لتؤثر فى الناس.

وأضاف: «نحن نأكل كل ما نراه أمامنا ونضعه فى الميكرويف، ونشاهد نت فليكس حتى نخلد إلى النوم، فنحن نغرق فى أيامنا ولا نفعل ما نحب، قررت العمل على برنامج يساعد الناس فى اكتشاف الطبيعة، لكن جاء لى صديق من الذين كانوا يعملون معى فى مجال الصيدلة، وعرض عليّ عرض العودة للعمل ومضاعفة الراتب، وصديق آخر قال لي: أريدك أن تقوم برحلة إلى قمة ايفرست، لكنك ستقيم ٥ أيام فى إسطنبول ترانزيت، وكانت كل فكرتى عن الشرق الأوسط والذى ليس حقًا أن تركيا فيه، لكن على الأقل المسلمين أن بلادهم مليئة بالإرهاب مثلما تصور السينما الأمريكية، ونرى فى الأفلام أن الجنود الأمريكيين يحاربون الأعداء فى الشرق الأوسط، وعندما ذهب وجدت ٥ أشخاص ينتظروننى وعاملونى بحفاوة كبيرة جدًا، وقابلت رجل سورى -وهو لاجئ هناك- على مقهى وقال لي: إنه يفتقد وطنه كثيرًا كما تفتقد الأمهات أطفالها ووقتها تحطمت أفكارى عن الشرق الأوسط ورأيت الجمال، رغم أننى لم أكن فى الشرق الأوسط، فهذا الشخص لا يريد أن يؤذيني، ولا يوجد لديه أى أفكار ضدى ولم كل ما يريده هو العودة لوطنه.

وتابع: «توجهت إلى إيفرست، كان كل شيء مسالمًا وجيدًا، لكن ظلت أفكارى أن هناك مجموعة أشخاص لديهم أفكار خاطئة عن مجموعة أخرى من الناس، وهذه مشكلة وقررت وقتها أن أصلح هذا الخطأ وهذه الصورة غير الصحيحة عن الشرق الأوسط، وبالفعل توجهت إلى مصر وأنا هنا منذ ٨ أشهر، وتحديدًا فى دهب، وكنت أشاهد الأشخاص يجرون فى صيامهم فى رمضان قبل الإفطار والتقيت عمر الذى كان يسبح ألف كيلو متر فى البحر الأحمر لرفع الوعى حول التلوث من البلاستيك، وكنت أفهم ذلك وقلت هذا الرجل أشبهه كثيرًا، ثم توجهت إلى حفل زفاف فى واحة سيوة بالقرب من ليبيا، وكنا نجلس على الأرض فى سجادة.

جيسيكا كوكس
وروت جيسيكا كوكس أول قائد طائرة بدون أذرع خلال منتدى شباب العالم خكايتها قائلة: حينما كنت صغيرة، كانت أمى تخشى ألا أفعل شيئًا، خاصة أننى بلا ذراعين، والحقيقة أننى كنت أفعل كل شيء مثل الأطفال بقدمي، وتعلمت ذلك فى صغري، وبدأت فى التدرب على التايكوندو فى العاشرة وحصلت على الحزام الأسود، دون ذراعين فى مؤسسة التايكوندو العالمية، وكنت أول شخص يفعل ذلك، ورغم أن هناك أشخاصًا يخافون من المياه، إلا أننى ركبت الأمواج بدون ذراعين، كما أننى تدربت على عزف البيانو، وممارسة الكاراتيه، لكن التحدى الأكبر كان قيادة الطائرة وهو ما فعلته أيضًا، لأننى وأنا صغيرة كنت أفكر فى أننى خارقة وأحاول التظاهر بالطيران، وبعد سنوات شعرت أننى فعلًا امرأة خارقة.
جيسيكا كوكس قالت عن تجربتها الملهمة: إن التحدى الأكبر أمامي، كيف أغلق الحزام وأضع السماعات، كلها تحديات ودائمًا حينما أفعل شيء، أحاول أن أثبت هذا لنفسي، أننى لست ضحية أى شيء، ويمكننى أفعل ما أريد.

وأضافت «جيسكا»: «أود أن أشارككم جميعا شعورى بالفخر وإيمانى بالقوة والذى هو سبب وجودى هنا، أعتقد أننا نحتاج لشخص يؤكد لنا أن القدرات التى نمتلكها جميعا هى واحدة، وأننا نستطيع أن نواجه الآن الصعوبات وهى كثيرة حولنا.
وتابعت: «كنت أخاف من المرتفعات، وارتعب من الطائرات، لكن ما أعرفه جيدًا أنه لا توجد طريقة لمواجهة الخوف إلا أن تفعل الخوف نفسه، إن كلمة الخوف تعنى الأدلة الزائفة التى تبدو حقيقية، ونحن نخلقها بأنفسنا، لكن لا تدعو الخوف يقف أمام أى فرصة لديكم، فالخوف يمكن أن يكون بمعنى «أنسى كل شيء وأجري، أو واجه كل شيء وارتقي»، وبالنسبة لى لا أنفى أننى كان لدى مخاوف، نعم كنت أخاف من التعرض للرفض لسنوات طويلة، كنت أحاول إخفاء اختلافى وأرتدى الأطراف الصناعية، وأقول لكم ليست هناك مشكلة بها، وهو تطور تكنولوجى هائل، لكن هذه هى الطريقة التى خلقنى بها الله، لكننى كنت أشعر أننى شخص غير حقيقى إنه شيء مرهق وأستطيع فعل كل شيء بقدمي، ورغم ذلك كنت أختار الأسهل وأرتدى الأطراف الصناعية حتى لا يضايقنى أحد فى المدرسة أو أن ينعتنى أحد بالكلمات الصعبة، وكان من الأسهل أن أظل مرتدية هذه الأطراف، لكن لأكون صادقة مع نفسى اتخذت القرار الأهم فى حياتي، وتخليت عن الأطراف الصناعية، وأتذكر أننى فى هذا العام ذهبت إلى محطة الأوتوبيس دون الأطراف، وشعرت أننى أخف وزنًا وأكثر حرية، لكننى كنت أعرف أن الأشخاص لن يتقبلوا هذا القرار، وقبل أن أغلق باب الحافلة خلفى وعدت نفسى ألا أرتدى هذه الأطراف مرة أخرى، وما زالت فى الدولاب حتى الآن، أدعوكم إلى أن تتركوا ما يثقل كاهلكم وتعيشوا بصدق أيً ما كانت تمثل لكم الأطراف الصناعية تخلوا عنها، واحتفلوا بفرديتكم، وحينما أخذت هذا القرار فتح لى العالم فرص الغطس وركوب الأمواج وقيادة الطائرة، وكانت الحياة مليئة بالسعادة والانبهار فى بداية تدريبى على لبس السماعات لقيادة الطائرة كسرتها فى البداية، وبعد ذلك كنت مثابرة ولدى الرغبة وفعلتها، والرغبة هى ٨٠٪ من النجاح، وتذكر أهمية الحفاظ على الشغف دائمًا.

وأضافت: «حينما دخلت الجامعة، لم يكن لدينا تلفاز فى الغرفة أنا وزميلتي، وقلت لوالدتي: «هل يمكن أن أستعير التلفاز إلى أن نأتى بتلفاز آخر، قالت لي: استأذنت أبيكى ولكن هو متقاعد والتلفاز مهم جدًا بالنسبة له، وعندما سألته نظر لى فى عينى وقال: «لا أدرى إذا كان هذا ممكنًا فى نظرة تحدٍ منه، وكان عليّ أن أجد حلًا، وكنت أعرف أن أبى يسقى الزرع فى السادسة مساءً، وكنت أحاول نقل التلفاز بعد أن فككت الأسلاك كلها، ورأيت المزلاج الذى يستخدمه أخي، لكن كان هناك كرسى بعجلات ونقلت التلفاز من الطاولة إلى الكرسي، لكن التلفاز أكبر من الكرسى ووقفت بقرب التلفاز وسندته بذقنى واستخدمت قدمي لإسناده وبعد ذلك نقلته للجراج، وفتحت باب الجراج بقدمي، وكان أبى جانب سيارتى ووجدت أبى ينظر لى وقتها وأنا أتصبب عرقًا، وقال لى يا حبيبتى إذا كنت أعرف أنك تريديه بهذا القدر كنت لأساعدك، وكانت الرغبة وقتها هى التى حركتنى وجعلتنى أفعل ما أريد.

ليم تشونج تي
و«لا ينبغى أن يموت أحدٌ من العطش».. هذه رؤية lim chong tee، وهو رائد أعمال من سنغافورة، أنشأ شركة صغيرة لتحلية مياه الشرب، وهى شركة واتر روم wateroam، والتى حصلت على كثير من الجوائز، وتم الاعتراف بها وبمؤسسها عالميًا.
وفى فترة الجامعة؛ كان تشنوج لايم، يدرس فى ماليزيا، ولاحظ أن النساء والأطفال، يحملون دلاء مليئة بالمياه البرتقالية، فظنها عصير برتقال، لكن اتضح بعد ذلك أنها مياه ملوثة، وكان الناس يشربونها، لعدم توافر مياه غيرها، ويصابون بالأمراض، على غرار ذلك: الإسهال، وفيروس سي.
وقدم «تشونج» نفسه قائلًا: أنا أحب السفر، والسفر حول العالم أحد الأشياء التى أعتز بها، وكنت أحب السفر وأنا طالب فى جنوب شرق آسيا، بالقرب من سنغافورة، فسافرت إلى: ماليزيا، وإندونيسيا، وكمبوديا، ووجدت شيئًا مختلفًا، كنت أدرس الإنجليزية هناك، وكنت أقوم بالتنزه مع أصدقائى بعد الجامعة، ورأينا سيدات يحملن دلاء بها مياه برتقالية.
وأضاف: سألتهم؛ فقالوا لي: هل تعرف من أين أتت المياه؟، هذه من مجرى النهر، وبعض هذه المياه بها ديدان وفيروسات وبراز وبكتيريا، وأشياء بشعة؛ ففكرت أن هناك أشخاصًا عمرهم خمس سنوات، يشربون من هذه المياه، ويمشون ساعة ليحصلوا عليها أصلًا، وبعدها بدأت أرى أطفالًا يذهبون إلى المرحاض، عشر مرات فى اليوم.

وتساءل «تشونج»: هل تعرفون أن هناك مليارى شخص فى العالم، يشربون المياه الملوثة كل يوم، وهو ما يسبب مشكلات صحية كثيرة، مثل: الإسهال، وفيروس سي، وفى سنغافورة، وفى جنوب شرق آسيا، كان هناك ٦٠٠ مليون شخص، يعانون هذه الأشياء، وعندما درست، كنت أرى ما هى الحلول لتنقية المياه، وكان جدى وجدتى يغليان المياه لتنقيتها، لكنها طرق باليه وقديمة.
وتابع: وجدت أمًا تستخدم بن قهوة لتنظيف المياه، وقالت لي: إذا لم أضع شيئًا عليه نكهة، لم يتمكن أحدٌ من شرب هذه المياه، وبعدها توجهت لمؤسسات كثيرة، لمساعدة هذه القرى، وذهبت إلى المعمل، لبناء مرشح أو فلتر مياه فعال، ونظرًا لدراستى للهندسة، كنت أفكر فى أجهزة تكلف المليارات، لتحلية المياه، ولكن عملية نقلها للقرى صعبة للغاية.

وقال «تشونج»: بدأت شركة واتر روام، وصنعت فلتر سهل النقل، يُنقل للقرى، ونظامه بسيط، وسهل الاستخدام، ويمكن تركيبه فى دقيقة سريعًا، ووزنه خفيف؛ يزن ثلاثة كيلو جرامات، ويمكن من الحصول على مياه نقية.
وأضاف: بدأت فى الحديث إلى الشركات، وأنتجت دفعات من هذا الجهاز، ويمكن تركيبه الآن فى خزان مياه، وضمه فى مضخة بالكهرباء، ويسهم ذلك فى خدمة المجتمعات الفقيرة، حتى تلك التى لا تحصل على الكهرباء، لأنه يمكنك استخدامه بدونها، وتمكننا من بيع هذا الجهاز، ولا يقتصر فقط على ذلك، فهناك ٨٣ ألف مواطن، حول شرق آسيا، استفادوا بهذا الجهاز.

وتابع: ولم أصل لهذا وحدي، كان لدى الكثير من الشركاء الذين قالوا لى الشباب يريدون أن يحصلوا على وظائف، فى شركات رسمية، لماذا تريد ذلك؟، قلت لهم الشباب يؤمنون بالتغيير، وهذا غير صحيح، ويمكن تحقيق ذلك بالعمل الجاد والتفاني، وأعلن لكم من هنا عن أهدافى، وهى أن أحسن حياة، وسبل عيش الناس حول العالم، وأن أستخدم التكنولوجيا والابتكار.
واختتم تشنوج لايم، قصته قائلًا: وفى عام ٢٠٢١؛ أريد أن أفيد ١٠٠ ألف شخص حول العالم، وأريد أن أقلل نسب الأمراض، والإسهال، والفقر، ويجب أن نتواصل، ونركز على التعليم، لأنه هو الذى سيجعلنا نرتقي، والذى بفضله اخترعت هذا الجهاز، وأيضًا هناك أشخاص ساعدناهم بالعمل فى اقتناء الجهاز وبيعه، فنحن نشغل الشباب، ونفيد المواطنين، الذين يقطنون القرى، بأن نمنحهم مياه نظيفة، وهذا هدفى.

أباجيل تشيبكورى
«فى أوغندا أربعة من كل خمس فتيات لا يذهبن إلى المدرسة؟!، أباجيل Abigail Chepkwurui من أوغندا، قطعت طريقًا طويلًا، من أجل عدم الرضا بالزواج فى سن صغيرة، وعانيت من ضغط الأقران، فى سن الخامسة عشرة، لكننى الآن خريجة كلية التجارة، ولدى مشروع أنشأته فى دولتي، وأحلم بأن أعمل فى السياسة، وأتقلد منصبًا برلمانيًا، أستطيع من خلاله تغيير سياسيات دولتي».
.. بهذه الكلمات قدمت أباجيل نفسها، فقالت: «ترعرعت فى منطقة فقيرة جدًا، وكان لى ستة أطفال من الأخوات والأخوة، أسرتى كانت فقيرة للغاية، ففى قريتى الفتاة لا تتعلم، وتتزوج فى سن السادسة عشرة، ورأيت أمى تعاني، وأخواتى يعانون، وتزوجوا فى سن مبكرة، وعلمت أنه بحلول السادسة سأتعرض للختان، وأتزوج ليأخذ أبى مهرى (٧ بقرات)، وحينها أتت لى الفكرة، وكنت فى الثانية عشرة من عمري».

وأضافت «أباجيل»: «وعندما ذهبت إلى المدرسة، وجدت منتدى الفتيات المناصرات للتعليم، وكان أهم النشاطات نادى المناظرة، ونشاطات المسرح، من أجل تعليم أهل القرية، وشاركت فى نشاط بعنوان: هل يُسمح للفتيات بإكمال الدراسة، ووافق المنتدى على منحى فرصة لعرض الفكرة، وكان عمرى ثلاثة عشر عامًا، وكانت هناك مشكلة وقتها، حيث كانت أمى تذهب للمزارع لتعيل الأسرة، وكان أبى غاضبًا جدًا، ويضربها لأنها وافقت على إكمالى تعليمي».
وتابعت: «ولأنى كنت رائعة فى المنتدى، ذهبت إلى سنغافورة، ووصلت للسن التى سأتعرض فيها للختان، وفى فترة الإجازة، قال لى أبي: هذا هو الوقت المناسب لتتزوجي، ووقتها قلت لأبي: سأعطيك المهر، ولكن ليس السبع بقرات، سأعطيك التعليم الذى سيسمح لك بالحصول على ما هو أكثر من السبع بقرات، عندما أتخرج من التعليم، وأعمل، وأجنى المال».

واستطرد «أباجيل»: «قلت لأمى أريدك قوية أكثر من أجلي، وذهبت إلى المدرسة والمنتدى، مرةً أخرى، ودرجاتى كانت جيدة، وكاد أبى وقتها يستشيط غضبًا، فقلت لعائلتي: سأحصل على هذه المنحة، وفى نهاية العام كنت الطالبة الأكثر تفوقًا، وحصلت على المنحة، وكنت أريد أن أرى أمي، وأتيت بالخبز والسكر عائدة إلى المنزل».
وقالت: «كانت أمى سعيدة بذلك جدًا، وكنت أفكر أن أتطور أكثر لأستطيع إسعادها أكثر، فما بالكم بالقليل من السمر، ورغيف خبز، أسعد أمي، فما بالكم بأكثر من هذا، فبعدها عملت بعمل صغير، وكنت أنقل منتجات على الحمار، لأبيعها بخمسة شلن أوغندي».

وأضافت «أباجيل»: «وبعدها تطرقت إلى ريادة الأعمال، لكن كان هناك مشكلتان؛ الأولى: فى بداية مشروع، والتعامل مع الناس، ولكننى عرضت على مديري؛ ماذا إذا اشترينا بعض الصحون والغذاء، وطبخنا بعض المأكولات لبيعها، فوافقني، وقال لي: سأشترى معدات الطبخ، والصحون والغذاء، ونبدأ، لكن كان عليَّ أن أعود إلى المدرسة مرةً أخرى». تابعت: «بدأنا المشروع، واشتريت المنتجات، وبدأنا الطبخ فى مناسبات كالزفاف والجنازات، لكننى عدت إلى المدرسة فى العام السادس، واستقطبت بعد ذلك ثماني نساء للطبخ والعمل فى المشروع، وكنت فخورة بهن، وكنا نطبخ فى مناسبات كبيرة، وكنت أدفع النساء لكى يساعدوا أطفالهم فى تغطية مصاريفهم، وكنت فخورة بأن النساء يستطعن فعل كل شيء، وكنا نعطى كل المال للنساء، لكننى لم أكن آخذ أى من المال».

واستطردت «أباجيل»: «وحينما انتهيت من العام السادس، لم يكن لدى مال للجامعة، وكان أبى سعيدًا، لأننى لن أكمل تعليمي، ولكنى ذهبت إلى عمى حسين، وقلت له: أعطنى ٨٠٠ ألف أوغندي، وسأجعلك فخورًا بي، وحينها وصلت للجامعة، والآن تخرجت من بكالوريوس التجارة، وهو فخورٌ بى للغاية».
واختتمت قصتها بقولها: «العام المقبل سأحصل على دبلومة، وللآن لم أتعرض للختان، وحصلت على شهادة جامعية، وأفكر كيف يمكن لناجية مثلى أن تفيد المجتمع والنساء جميعهم، وأريد أن أكون سياسية، لكى أؤثر فى السياسات، فى أوغندا أيضًا، وأساعد فتيات جيلي، للنجاة من هذا الظلم، ثقوا بأنفسكم، ولا تستسلموا للأمر الواقع».