الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بئر العبد أرض الشهداء.. بين المجرمين والمحللين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوما ما سوف نسأل ولن نجد إجابة إلا يوم النار: هل هناك علاقة بين ما يسمى المحلل الرياضى الإسلامى ومذابح أشاوس الإسلام في سوريا وسيناء؟ المسافات بعيدة لكن الفعل واحد، والصب ليس في مصلحة أحد من أبناء الوطن؟!!.
يوما ما: استضافت قناة On sport الشيخ طه إسماعيل ليدلوا بدلوه في تشكيل المنتخب المصرى وطريقة لعبه، ترك الشيخ طه كل هذا وقال كلاما أغرب من الخيال، حيث قال في منتهى الأسى والتأثر: «إن المنتخب كان لا بد من تأهيله نفسيا بقراءة الأوردة والقرآن، ونحن والمنتخب نفتقد دور أبوتريكة، حيث كان يجمع المنتخب في مقرأة يردد وراءه الأدعية والأحاديث وقراءة الأوردة والقرآن».
وفى نفس الأسبوع كانت هذه المرأة... هى آنسة في الستين من عمرها، مدرسة علمت أجيالًا في قرى وبلدات ريف أدلب بالجمهورية السورية.
هذه العذراء المسيحية التى لم تتزوج ونذرت نفسها لتعليم اللغة العربية، هى الآنسة سوزان دير كريكور، من اليعقوبية ريف أدلب، وتم العثور على جثتها في أحد البساتين المجاورة لمنزلها، وحسب الطبيب الشرعى تعرضت سوزان الستينية للاغتصاب الجماعى تسع ساعات متواصلة، ومن ثم تم قتلها رجمًا بالحجارة.
وتكتب د. ريم عرنوق: المغتصبون القتلة هم عناصر جبهة النصرة من الأجانب ومن أهل المناطق المجاورة.... يعنى من رجموها بعد اغتصابها هم أنفسهم من درستهم اللغة العربية في المدارس لثلاثين عامًا مضت، تلاميذها وجيرانها اغتصبوها وقتلوها رجمًا.
بماذا شعرت هذه المرأة العذراء العفيفة التى لم يمسسها رجل، بينما هى بين أياديهم النجسة وأسنانهم تفترس لحمها وتنتهك عفتها؟
أى ألم جسدي... أى وجع روحي... أى خجل... وأى شعور بالخزى انتابها وهى تغتصب مرارًا وتكرارًا ولمدة تسع ساعات متواصلة من قبل حفلة جماعية لذكور جبهة النصرة؟
بماذا كانت تفكر في تلك اللحظات وهى ترى القباحة والوحشية في عيون تلاميذها الذين يعتدون على شرفها؟ وأى إله كانت تدعو ليخلصها؟
هذه القديسة المسيحية العذراء التى رجمت بالحجارة كالزناة، رجمت كما رجم أول شهيد مسيحى القديس استيفانوس، هى رمز لكل امرأة سورية، هى رمز لسوريا ذاتها.. سوريا التى اعتدى عليها بعض أبنائها ممن منحتهم الحياة والهوية والتعليم والعمل والطبابة و....إلخ، فكافأوها بالانقلاب عليها وافتراسها كالحيوانات ورجمها كالوحوش.
وبالتزامن مع تلك الحادثة البشعة، تم ذبح أربعة مواطنين من المختطفين على يد عصابات الإرهاب في شمال سيناء، حيث قاموا بتنفيذ جريمة ذبحهم أمام المارة بمنطقة عمورية شرق مدينة بئر العبد، وتركوهم في عرض الطريق. وعثر شهود عيان على الجثث الأربعة مقطوعة الرأس وقد أغرقت دماؤهم أسفلت الطريق شرق مدينة بئر العبد بشمال سيناء.
وبعد الأربعة من بين نحو ١٠ مواطنين اختطفتهم عناصر إرهابية أثناء مرورهم على الطريق الدولى «العريش- بئر العبد»، ثم أفرجوا عن عدد من المخطوفين وقاموا بتنفيذ ذبح أربعة أشخاص منهم، ولاذت العناصر الإرهابية بالفرار من المكان.
بعدها بيوم واحد اقترب شاب من النقطة التى تشرف على وصول السيارات إلى الموقف، وعند النقطة التى يتم فيها الاطلاع على بطاقات هوية الركاب فجر الشاب حزامًا ناسفًا كان يرتديه.
وقال مصدر أمني في شمال سيناء إن انتحاريًا فجر نفسه في نقطة للشرطة تقع بالقرب من موقف لسيارات الأجرة في الشيخ زويد، مما أسفر عن استشهاد جندي، وذلك بعد يوم واحد على مقتل أربعة أشخاص ذبحًا بيد مسلحين من الإرهابيين على الطريق الدولى أمام قرية عمورية.
وفى العصر الحديث كانت شرارة حركة ٢٣ يوليو أول ما انطلقت من العريش حيث إن الكتيبة التى حاصرت قصر الملك بعابدين والمناطق المهمة بالقاهرة كانت من قوات اللواء محمد نجيب قائد منطقة العريش وأول رئيس لمصر.
وفى عام ١٩٥٦ م شهدت سيناء فشل مغامرة العدوان الثلاثى على مصر حيث اتفقت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على الاعتداء على مصر، إلى أن انسحبت إسرائيل في مارس ١٩٥٧.
من نفس هذا المكان كانت صلاة الجمعة في تلك الأيام، «بِسْم الله والحمد لله....» لم يكد خطيب مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء يكمل عبارته الاستهلالية في خطبة الجمعة، وكانت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) في ذكرى مولده، حتى سمع زخات من الرصاص تنطلق من خارج المسجد تبعتها هرولة من مصلين في ساحته الخارجية لم تسعهم جدرانه، ثم حالة من الفوضى وسط تساقط المصلين بين قتيل وجريح.
استشهد ٣٠٥ مصلين بينهم ٢٧ طفلا وجرح ١٢٨ آخرين في مذبحة المسجد، بحسب الإحصاءات الرسمية، في أسوأ هجوم شنه مسلحون متطرفون في التاريخ المصرى الحديث.
وما زال السؤال مطروحا عن علاقة الشيخ طه وأشباهه ومعلميه وبين ما حدث للآنسة سوزان وما حدث في بئر العبد؟!