الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مدد من سيدة السلالم.. صاحبة الرسالة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكتب للتو بدافع ذلك العنوان، من تلك العبارة أخذت المداد وربما المدد لا لأكتب عن صاحبة البوست وحسب، بل لأنفض عن نفسي لحظة ملل وكسل وربما نوبة يأس، وأنهض لأصلي لله ركعتين شكر.
كنت أتصفح "الفيس" إذ وقعت عيني على حساب بهذه الجملة "حد عايز يمسح سلالم"، اسم بروفايل يثير تساؤلات داخل عقل أي إنسان فما بالك لو كان صحفيا، صورة البروفايل كانت لعم "عبده"، بالطبع تعرفونه ذلك الخادم الأسود الذي كان يظهر في المسلسلات والأفلام القديمة، كانوا كومبارسات مختلفين يؤدون نفس الدور بنفس الاسم بنفس اللهجة.
دخلت أتتبع منشورات الصفحة فوجدتها منشور واحد، هي نفس الكلمات، نفس العبارة: "حد عايز يمسح سلالم".
الأمر لم يكن مزحة كما ظننت، بل خقيقي، هذا الحساب لسيدة عظيمة نعم عظيمة وهل هناك بعد ذلك الفعل عظمة! وإلا ماذا ستكون العظمة إذا!. في اليأس.. في مد اليد.. في الانكسار والانهزام من الحياة.. في التباكي والعويل على الفرص الضائعة.. أم في الهرب والانتحار؟!.
أليست هذه القوة بداخل سيدة السلالم، بداخل الجميع؟ كيف استطاعت أن تكسر حاجز الخوف بداخلها! أهي الحاجة.. أهو الاحتياج! كثر مثلها لا يجرؤون على التصالح مع النفس هكذا.
ثم ماذا؟ ألف ماذا؟ بل ألوف من علامات الاستفهام تحتاج إجابات، فأي ذكاء تتمتع به سيد السلالم جعلتها تفطن لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تضع تلك الصورة على صفحتها لتختصر صفحات من الشرح للأمر في صورة، ثم تضع عنوانا وافيا كافيا يرد علي أي تساؤل.
ثم كانت المفاجأة تتحول هذه السيدة إلى منصة إعلامية تجيب على استفسارات المغردين بثبات وثقة وبإيمان أنها تقدم خدمة مقابل أجر من حلال، ردود تجعلك تستحقر الدنيا أكثر وأكثر، ردود تؤكد فيها دون أن تتفوه صراحة، أنها هنا على السلالم ليس بمحض إرادتها وهذا لا يمنعها أن ترضى، ربما كان حلمها أن تكون هناك الآن في مدينة السلام مع شباب العالم، لكن تلك هي قوانين الحياة وعليها أن تؤدي الدور المسند إليها ببراعة حتى لا يختل قانون التوازن، فهي أيضا صاحبة رسالة، بل هي نفسها رسالة من الله لمن يؤمن برسائل السماء.
رأيتها ترفع ظهرها شامخة كطود من العفة والشجاعة وهي تجيب على الأسئلة، بكم تمسحين ثلاثة أدوار؟ ب٢٥ جنيها.
ثمن زهيد لعرق يتصبب من إحدى حواري الأرض، فتاة مصرية تهزم رجال عتاة في معركة القوت، فتاة بألف رجل ترفض الموت والتذلل للحياة، تكسر قيد أوابدها وتطير فوق معاناتها تلتقط رزق الله الذي يتسع للجميع، لا يشغلها ماذا سيكتب عنها هنا، لكن هناك حيث يكتب أنها أكلت من حلال بكدها واجتهادها، وأعطت إشارة أمل لليائسين البائسين كولي من أولياء الله، فمدد يا سيدة السلالم.