ألقى البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء، الموافق 11 ديسمبر 2019، من كنيسة الرسولين بطرس وبولس البطرسية بالعباسية.
وجاءت العظة كالتالي:
"نحتفل اليوم بالتذكار الثالث لشهداء هذه الكنيسة وجيد أن يتحول إلى أحتفال وفرح ورأينا الشباب والأطفال ينشدوا ويسبحوا تذكارًا لشهداء هذه الكنيسة ومرور ثلاث سنوات هذا من قريب ولكن احتفالنا هذا اليوم نحتفل بتذكار حياة وما نقرأه في كتب التاريخ الكنسي عشناه ورأيناه بأعيننا هؤلاء يشفعون ويصلون من أجلنا وكنيستنا بين السماء والأرض وكنيستنا مجاهدة ولذلك ما أجمل تذكارات الشهداء ويزيد التذكار جمالًا أننا في كيهك شهر التسبيح وهم استشهدوا في القداس..ذهبوا مستعدين ويزيد فرحتنا أن الكنيسة تخصص مزارًا واليوم دشنا لوح مقدس ووضعناه لتكون كنيسة صغيرة..اشكر أباء الكنيسة والخدام وكل من شاركوا ونحن نفرح مع الأسر أن لنا شفعاء".
في المرتين السابقتين تحدثنا عن:
1- الأصوام توبة الكنيسة
2-التسبيح بهجة الكنيسة
واليوم نتحدث عن "المرأة المتقية زينة الكنيسة" عندما نحتفل بتذكارات قديسين فهم ولدوا من أمهات وعندما نحتفل بهم نحتفل أيضًا بأمهاتهم فالمرأة المتقية زينة الكنيسة ونتحدث حول عدة نقاط:
1- العذراء مريم فخر جنسنا
كانت في البداية حواء أم البشر وهي أوجدها الله من أعماق كيان آدم وصارت مرتبطة به، ولكن عندما دخلت الخطية استحقوا عقابًا وفي التدبير الإلهي من يقوم بعلاج هذا تكون امرأة وكانت العذراء هي المدخل ومعمل من أجل خلاص البشر وعندما نقرأ الكتاب المقدس نقابل نساء فضليات مثل (مريم أخت موسى ومريم المجدلية) ونجد في التاريخ الكتابي نساء شريرات نتذكر منهم (إيزابيل الشريرة) والكثير منهن فضليات، ولأن العذراء لها دور من أجلنا نصلي باستمرار قطعة (السلام لك...).
2- المرأة لها دور قوي في التاريخ والأحداث
مثل بعض الأسفار في العهد القديم بأسماء نساء مثل (سفر أستير وسفر راعوث) وأخريات أرسلت لهن رسائل مثل (كيريا) فالمرأة وكل القديسين الذين نحتفل بهم أتوا من امرأة ربت وكبرت وسلمت الإيمان وصارت المرأة لها تأثير في الحياة المقدسة.
3- في قصة الميلاد: السيد المسيح رفع من شأن المرأة
لأن في العهد القديم لم يكن لها قيمة وكانت ليس لها كرامة في فكر ووجدان العهد القديم في ميلاد السيد المسيح كرم المرأة في صورها الثلاثة (المتزوجون،العذراء،الأرملة)
- المرأة المتزوجة كانت"اليصابات" فكانت امرأة عاقرا وصلت كثيرًا مع زوجها زكريا الكاهن حتى جاءها النسل"يوحنا المعمدان"
- المرأة العذراء
هي العذراء مريم التي ولد منها التي نقول على اسمها الثيؤطوكيات التي تحمل معاني لاهوتية تعيش بها الكنيسة
- المرأة الأرملة
كانت حنة النبية التي كانت لها 84 سنة وذكر اسمها في أحداث الميلاد
وفي التاريخ نجد المرأة زوج أو أم أو أخت أو ابنة أو ناسكة أو شهيدة متألمة
والسيد المسيح تعامل مع أختين مثل مريم ومرثا وأرملة كنعان ومعاملاته مع المرأة كانت لها دروس وتعامل مع المرأة السامرية وصارت قديسة وبشرت أهلها وتعامل مع المجدلية رغم أنها في بداية حياتها كانت بعيدة وبها شياطين لكن اختارها السيد المسيح لتنقل بشرى القيامة للتلاميذ. وفي العهد الجديد هناك كثيرات مثل "فيبي" وأسماء كثيرة في رسائل بولس الرسول "حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه" لهذا طوبي للبيت الذي به امرأة حكيمة والحكمة يعطيها الله للإنسان.
وأخيرًا في شهر كيهك الكنيسة تخصصه لتطويب العذراء وإذا ركزنا في القراءات نجد أنها تتحدث عن المرأة
- في الأحد الأول نتقابل مع زكريا وأليصابات
- في الأحد الثاني نتقابل مع مريم العذراء وبشارة الملاك لها
- في الأحد الثالث نتقابل مع العذراء مريم واليصابات
- في الأحد الرابع نتقابل مع أليصابات وانعم عليها الله بيوحنا ونتقابل مع العذراء مريم كنوع من التكريم والتطويب
ففي قراءات الأحد الأول:
في العشية نتقابل مع المرأة ساكبة الطيب
وفي باكر نتقابل مع المرأة التي قدمت الفلسين
الخلاصة:
أن المرأة المتقية هي زينة الكنيسة وإذا كان الشهداء هنا شهيد و28 شهيدة نتذكرهم ونفرح بهم ونلتمس صلواتهم لأجلنا ونتذكرهم وفكرنا مشغول بالسماء باستمرار.لإلهنا المجد الدائم آمين