الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السوفسطائيون الأوائل والأواخر والإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت وما زالت السوفسطائية عنوانًا على المغالطة والجدل العقيم واللعب بالألفاظ وإخفاء الحقيقة، وكان من أشهر السوفسطائيين الأوائل بروتاجوراس وجورجياس ولم ينبثق السوفسطائيون (المغالطون) عن تيار فلسفى واحد، بل عن مدارس فلسفية مختلفة، وكان نعت «مغالط» أو سوفسطائى هو السائد.
اعتمد منهج السوفسطائيين على مبدأ الشك في الموجودات وفى الوجود بالذات، والشك في القيم وفى الأخلاق، إضافة إلى التشكيك في السياسة، فلا حقيقة ثابتة مطلقة ولا خير مطلق، وصار الرأى أو الظن والتخمين معيارًا للحقيقة، وهذا معنى عبارة بروتاجوراس «الإنسان هو مقياس كل شيء».
وقد واجهت النزعة السوفسطائية هجومًا كبيرًا، فيما يتصل بموقعها داخل التفكير الفلسفى العلمي، حيث عدّ أفلاطون وأرسطو الحركة السوفسطائية حركة هدم وتمويه، وضربًا من الجدل والتلاعب اللفظي، فهى بعيدة عن الحقيقة والفلسفة وغايتها الوصول إلى الإقناع تبعًا للطلب وحسب الحاجة، ومن هنا نجد أن هناك ذيولًا للسوفسطائيين في هذه الأيام لترويج الأفكار حسب الاتجاه وفى أحيان كثيرة دون أن يطلب منهم أحد هذا ولكن تبرعًا وليركبوا مقدمة القاطرة، ولكن الحقيقة أن ضرر هؤلاء أكثر من نفعهم إن كان لهم نفع وهؤلاء هم السوفسطائيون الأواخر ولا يتحمل المجتمع ظهور هؤلاء مرة أخرى وهناك نوع أكثر عدائية للمجتمع وأشد خطورة فحملات التشكيك التى يقودونها والتى يختلط فيها الحق بالباطل والسم بالعسل لا هدف لها إلا تحقيق أغراضهم الدنيئة والتى هى في واقع الأمر أمراض نفسية تم حقنهم بها لتدمير هذا الوطن المبتلى بالمؤامرات منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها هؤلاء المشككون في كل شيء في المشروعات القائمة التى تنتج أمام أعينهم يمكن أن يشككوا في وجودها من الأساس من خلال الجدال وخلط الأوراق. وفى الواقع أن الوطن لا يريد هذا، ولا ذاك فالمديح المبالغ فيه يبعد عن الحقيقة التى يعلمها المواطن، وهو مايعنى تشويه الحقيقة التى لا تحتاج إلى مبالغة، ومن هنا نقول إن المعارضين يجب أن يتم اختيارهم بدقة فهم في واقع الأمر رسل داخلية يحملون رسالة إلى المواطن يجب أن تحمل معايير دقيقة لحساسية المتلقى وذكائه وبعد نظره ويجب إعداد دراسات ودارسين للتعامل مع المعروض بدقة متناهية في مقابل العشوائية الموجودة في هذه الأيام فكفانا عشوائية في التناول لكل الموضوعات التى تمس المواطن الذى يجد نفسه تائهًا بين المبالغين والجاحدين يجب أن يكون هناك تخطيط لكل شيء وفى كل مجال فنحن نعانى من عدم وجود تخطيط، وإن وجدت الخطط لا تجد هناك تنفيذًا لمصلحة من هذا التقاعس مع وجود وزارة للتخطيط إن العالم اليوم لا يسمح بهذه السلبية فتتسابق الدول في سباق محموم نحو تدارك الأخطاء ووصولها إلى الصفر في المائة في الأداء الحكومى وهنا نتساءل أين الخطة الإعلامية الموجودة في مصر أين إستراتيجية التعامل مع الشائعات أين تدريب الإعلاميين لمواجهة هذه المواقف بحكمة واتزان وهل التجاهل الحالى لمنظومة الإعلام الحكومى مع ضخامة إمكانياته الهائلة هو دلالة صحية على حسن التخطيط لا أظن حيث إن هناك حربًا إعلامية يجب أن يستغل المحارب كل إمكانياته المتاحة بأسلوب علمى دقيق ومتوازن إننا نواجه معضلة كبيرة في التطبيقات العلمية على أرض الواقع فهناك هوة كبيرة في ذلك ويجب التخلص من هذه الهوة وربطق الأبحاث العلمية بالتطبيق... وللحديث بقية.