تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
اقتربت ساعة الصفر لعودة العراق وسوريا إلى حضن الأمة العربية بعد سنوات عجاف من التشرذم بسبب الاستعمار والخونة والميليشيات المسلحة التى فتحت الباب لحروب الجيل الرابع وسعى إمبراطوريات عفا عليها الزمن إلى العودة من جديد خاصة الفارسية والعثمانية.. ورغم ويلات الحرب العراقية الإيرانية التى امتدت عشر سنوات وضياع مليون شهيد عراقى إلا أنه سرعان ما عاد الاستعمار من جديد ليتآمر بوجود أسلحة نووية في العراق لتدمير جيشه لصالح إسرائيل واحتلاله من قبل الأمريكان الذين سمحوا لإيران أن تستبيح الأراضى العراقية بمساعدة الخونة من الداخل!
ولم تخرج أمريكا من العراق إلا بعد ما سلمتها لإيران وداعش وهما وجهان لعملة واحدة ليس لها هدف سوى نهب الخيرات العراقية وتجريف أرضه من العلماء ورجالات البلد المخلصين.
ولأن صبر الشرفاء لم ينفد حبا في الوطن العظيم وإخلاصا له نجحوا في إنهاء ما يسمى بداعش والقضاء عليه.. ولأن الشباب يمتلك وعيا لم يضعه الكبار في الحسبان ها هم ومنذ شهرين تقريبا أخذوا طريق الخلاص من النخبة التى تعاونت مع الاستعمار بكل أشكاله في محاولة لتقسيم هذا الوطن الكبير الذى يعتبر إحدى البوابات المهمة لحماية الأمن القومى العربي.
ولأن الأمم الكبيرة تمتلك مخزونا حضاريا يساعدها وقت المحن جاءت انتفاضة الشباب العراقى قوية ضد الفساد والتدخل الإيرانى في شئون البلاد والطائفية التى سيطرت على البلاد بعد نحر الرئيس الأسبق صدام حسين ليلة العيد من قبل الهمجية الأمريكية في وقت ظهرت فيه الأمة العربية وكأن على رؤوسها الطير.
ويدخل الشباب العراقى ومعهم الشارع معركة الإصلاح بكل قوة وجسارة يقدمون الشهداء والمصابين يوميا ويكشفون عن الوجه القبيح للميليشيات التى تتدخل لقتل الشباب والموالية لإيران.. وكل يوم يمر تزداد عزيمة الشباب قوة والإصرار على تحرير العراق وعودته إلى حضن أمته العربية.
وعلى الجانب الآخر من النهر يخوض السوريون الشرفاء نفس السيناريو وإن اختلفت أدواته بعض الشيء لكن يبقى الهدف واحدا ويكمن في نهب الثروات ومحاولة تقسيم البلاد وطمس هويتها.. وبالطبع لن يفلح هذا في سوريا أيضا والتى تضرب بحضاراتها في جذور التاريخ.
فها هو الجيش السورى الباسل يقاتل بكل شرف على أكثر من جبهة وأكثر من عدو، وبدأت بشاير تحرير سوريا يلوح في الأفق بعد أن خرج الأمريكان قبل ثلاثة أيام من مدينة أدلب التى كانت المعقل الأخير لداعش.
صحيح يركز الأمريكان حاليا حول التواجد الكثيف لقواتهم العسكرية في المنطقة التى تحفل بالغاز والبترول إلا أنهم سيخرجون منها قريبا رغما عن أنفهم.. وهناك مفاجآت كثيرة سوف تظهر في الطريق خاصة بعد مشاركة مصر بقوة في تحرير العاصمة الليبية من الميليشيات وطرد الأتراك وحكومة الوفاق برئاسة الخائن فايز السراج وكسر شوكة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خاصة في شرق البحر المتوسط وحرمانه من التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية القبرصية بمساعدة الاتحاد الأوروبي.. وسيظل الدور المصرى في تعاظم لحماية الأمن القومى العربى وحماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية والقضاء على الحوثيين وعودة اليمن ومعها باب المندب إلى الأمة العربية.
وبعدها يبدأ فصل آخر من حروب الجيل الرابع بتراجع أمريكى على الساحة العالمية ومعه تراجع إسرائيلى بالتبعية ليبدأ العالم يعيش وفق خريطة جديدة ينتهى معها سيطرة القطب الواحد ويتعاظم الدور الصينى والروسى والأفريقي في مشهد جديد إذا نجح العالم في كباح بعض الدول التى قد تدفعه إلى حرب عالمية ثالثة لا تبقى ولا تذر.. ويكون العام المقبل على الأبواب ٢٠٢٠ هو عام الفصل بسبب الحرب الاقتصادية الدائرة حاليا بين أمريكا والصين ولا يسعنا من الأمر شيء إلا أن ننتظر المصير المجهول للعالم.
والله من وراء القصد.