الدكتور مهندس محمد عبدالرازق عامر رئيس وأحد مؤسسى دار السودان العام التى ترعى أبناء الجالية بالإسكندرية، وهو وحدوى الهوى فهو تكاملى المنهج والمذهب وقد رفض عرضًا سياسيًا من أعلى المستويات بمنصب وزارى وآخر سفير في ألمانيا خاصة وإنه حصل على أعلى درجة علمية في الهندسة وواحد من طلائع الهندسة وفنون الرقمنة وهو أول من أطلق هذا الاصطلاح على الساحة المصرية في الاحتفال السنوى الذى يحرص على المشاركة فيه مهما كانت المسافات بعيدة فهو يحرص على مشاركة زميل دفعته الدكتور حسن البحر درويش عميد أسرة سيد درويش احتفاليات نادى سبورتنج.
عندما أسندت إليه رئاسة الجالية السوادنية كان من أخلص أصدقائه الراحل السفير أحمد عبدالحليم الذى حصل على الدكتوراة من جامعة الإسكندرية واستطاع أن يربط شطرى الوادى داخل دار السودان التى استقبلت في عهده رموز السودان في لقاءات مباشرة مع مواطنيهم على أرض مصر.
محمد عبدالرازق عامر تعلم بالإسكندرية بكلية الهندسة وحصل على عدة مؤهلات واعتبر نفسه الناطق بلسان مصلحة الشعبين ولم تنقطع حبال المودة بينه وبين الأرض الطيبة، وحضور جميع المناسبات وقد تفضل زميل العمر بالاتصال ينقل إلىّ دعوة الاقتصادى حسين عبدالمجيد رئيس الجمعية الديناميكى للتشرف بحضور احتفال الجمعية ليلة 25 نوفمبر احتفالًا بالليلة المحمدية وقلت له إنها ليلة نتبرك بعطر النبى سيد المرسلين وقدم فقرات الدكتور منتصر عكاشة ابن قرية ارمنا وبدأ بتلاوة القرآن قدمه الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ.
النموذج الذى تحدث عنه الدكتور محمد عبدالرازق عامر ابن السودان فوجئت بعد الاحتفالية بتوجيه الدعوة التى أعد لها بدقة محسوبة فسألنى إنت إسكندرانى ولم ينتظر الرد إلا أنه فاجأنى: «إننى أدعوك الآن إلى رحلة سياحية سوف تكتشف أن هناك إسكندرية يجرى تشييدها»، وقال لى «نشاهد إسكندرية غير التى تعرفها وخريطة أخرى غير التى تعرفها، قمت بزيارتك بأخبار اليوم وسعدت بلقاء أنيس منصور ووجدته يطلق عليك (شيخ حارة الإسكندرية) وقرأت بمجلة آخر ساعة موسى صبرى ووصفك بأنك الصحفى الديناميكى الذى يعرف دبيب النملة في الإسكندرية ولذلك فإننى أرجو بعد هذه الزيارة سوف تجد نفسك غريبًا عن إسكندرية الأمس». وقال إن الإسكندرية فقدت أبوقير وذكرنى بالرحلات التى كانت تنظمها مدرسة النهضة للتلاميذ للتعرف على طبيعة القرية وتاريخها والتى تحتضن 4 آلاف قرية احتضنت الحضارة الإنسانية وهما أبوقير ودنشواى فهى تتميز بأنها بلدية مستقلة على غرار المجلس الأعلى للأقصر قبل أن تصبح محافظة مستقلة، ولأول مره تستضيف مصر الذباب المتوحش شتاء من طراز آكلى لحوم البشر، ولايعرف أحد مصادر هذا التلوث التى عجزت أجهزة الحكم التى تثبت كل يوم سقوطها في الامتحان السهل فضلًا عن التلوث البيئى وتجميل ظاهرى والإهمال المتعمد وجرائم بحيرة مريوط وتردى أوضاع التخطيط السيئ الذى ليست له علاقة مبكرة وفلسفة بإدارة المدن، كنا نقول إن الإسكندرية ترابها زعفران وتصورت أن الرحلة تتجه لأبوقير شرقًا وفوجئت أنه يتجه لمنطقة الحضرة وترعة المحمودية وما لحق بالمشروع من إشاعات فوجئت إنه يقدمنى لهذا المجتمع قائلًا.. هذه الإسكندرية المستقبل فليست لها علاقة بالحكم المحلى، فهى مدينة جديدة واستمعت لتفاصيل التفاصيل فهو أستاذ في الهندسة ويفاخر بأنه تلميذ الدكتور عبدالسميع مصطفى ونعيم أبوطالب وعصام سالم، فإن ما يحدث معجزة هندسية وانقلاب حضارى بكل المقاييس الثقافية والبيئية فإن جهود رجال القوات المسلحة تبعث على الفخر.. فهل هذه مواطن الأوبئة.. منظومة نظامية تجعلها نموذجا نشعر به مع إخوتنا الذين يعيشون بألمانيا.
مايحدث بالإسكندرية بفضل مشروعات وتعزيز كفاءة معالمها السياحية والحضارية والتى تبنى جهودها لمجرد إضافة ما قام به المرحوم إسماعيل صدقى بتأسيس كورنيش المدينة رابطًا رأس التين والمنتزه برعاية عثمان محرم باشا الذى قام برعاية مبنى كلية الهندسة حق التاريخ علينا أن نذكره.. ومرحلتها عام 1890 حينما أنشئت البلدية لتكون ثانى مدينة في العالم والذى يجمع بين سلطة الدولة والمنظمات وشاركوا ببناء مدرسة يتخرج منها الكوادر التى تعلمت لتسيير الأمور، ومشروع تطوير المحمودية والمشروعات الأخرى وكانت الكلمة الأولى هى الجهود الذاتية وتحصيل مستحقات الدولة بتأسيس مشروعات النهضة التى شعر البسطاء من قسوة تمويل المشروعات وبمقدمتها تأسيس شركة لتوفير المياه النقية ومشروع حيوى حضارى وهو مشروع المجارى ومصباته على البحر ويهدف لإنشاء مزرعة جنوب المدينة ليتم التعامل حفاظًا على نقاء مياه الشواطئ للمتعة والاستجمام وحماية الأرواح والاهتمام بالنظافة في أرقى مظاهرها ووجود سيارات النظافة والعربات التى كانت تتابع أكوام القمامة، في الصيف سيارات رش المبيدات الحشرية والمطهرات المركزة ومكافحة الذباب والناموس فضلًا عن طائرات رش المبيدات وتنشيط وحدات صحة البلدية بتنظيم حملات التطعيم ضد أمراض الصيف وتطهير البيوت ورشها فالوقاية خير من العلاج.
في الأربعينيات كانت البلدية في أوج معاركها لحماية سكانها من وباء الكوليرا استطاعت أن تفرض حصارًا للحماية الوقائية حول المدينة، وأول مدينة استخدمت (وابور الزلط) فكانت تتميز العروس بأن طرقها (حريرية) وأن الرصيف كانت له طقوسه والالتزام باستخدامه في السير واحترامه لنشر ثقافة القواعد الحضارية داخل حركة السير.. استمرت هذه المرحلة حتى مطلع الفجر حيث أدينا الصلاة بإمامة الشيخ محمد الخراشى إمام مسجد المعمورة وقبلها مسنا شغاف القلوب الشيخ سعيد الغرباوي.. وقال لى هل تسمح لى أن أسحب منك كلمة الكاتب الكبير أنيس منصورالذى منحك لقب شيخ حارة في الإسكندرية أو ما سطره الأستاذ موسى صبرى الذى قال إنك تعرف دبيب النملة في الإسكندرية وكان ردي.. أننى أوافق بشرط وهو أن أتنازل عنه لك فأنت أحق به واستدركت لكن ماذا أفعل في هذه الألقاب فهى ألقاب تاريخية كتبها نجوم صنعوا تاريخ.
ومع صدور قرار تعيين حركة المحافظين التى عين فيها اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وعلى هذه الصفحة كان هذا الرجل أحد نجومها حينما أشادت بجهوده المستنيرة غير التقليدية في معالجة القضايا الأمنية، حيث إن أداء الشرطة بتأمين مباريات الكرة الأفريقية بالإسكندرية مبهر لجماهير القارة السمراء.. فإننا نقول له بكل صراحة نعاهدها من تاريخه النظيف النقى إننا واثقون إنه حينما سيدخل أى اجتماع مع الجماهير فإننا متأكدون بقدراته المتميزة.. رمزًا للسلطة كمحافظ وسينهى لقاءه بأنه سيخرج صديقًا لكل من تعامل معه.. ونقول إنك يجب أن تكون قويًا ونصيرًا للبسطاء.. بحيث لن تصبح قويًا أمام الضعيف أو أن تكون ضعيفًا أمام القوي.