فى مصر الآن يجرى أكبر وأعمق وأوسع حوار بين الدولة والشباب، سواء تحت رعاية الرئيس أو الوزراء، فى شرم الشيخ ومدن وقرى مصر، فى المدارس ومراكز الشباب.
حضرت حدثين كمتحدث تحت شعار بناء الإنسان، الأول فى المدينة الشبابية بأبو قير، والحضور فيها قيادات المدن الشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة فى ١١ محافظة، والتجمع الثانى بمركز شباب الجزيرة، والحضور طلبة وطالبات كلية ومعاهد الخدمة الاجتماعية، بدعوة من د. أشرف صبحى.
فى أبوقير بالإسكندرية دار الحوار حول التغيرات التى تحدث فى مصر وللمحافظة على المشاركة بضرورة التهيئة والاستعداد بالاندماج وسط تلك الظروف شرطا للترقى أو على الأقل لتظل فى مكانك.
بدورى كنت مهتما بأن تصل فكرتى أن التطوير لم يعد ترفا ولا نزهة، بل إجباريًا، لحجز مكان للشخص فى مجتمع متطور مختلف تماما عما كان.
كانت رؤيتى أن الدولة لن تطور من أداء أحد، والدولة المصرية الآن لا تعترف إلا بالمبدعين فى كل التخصصات. وهى هنا تستكمل قوة الدفع الخاصة بإضافة قوة ما ليتحقق حلم المبدع.ولو ركزنا فى عناوين مؤتمرات الشباب سنلاحظ أنها تأتى تحت شعار «ابدع وانطلق». وهى لم تكتف باحتضان المبدعين، بل وضعت أسسا جديدة لاكتشافهم، وضمن الالتزام الاجتماعى تدخلت بمبادرات وخطط لتنمية القدرات لتحقيق الإبداع لدى الشاب أو الطفل. بينما الآخرون وأقصد هنا الأغلبية العظمى، كان عليهم أن يتعلموا ويتعرفوا بأنفسهم على كيفية التثقيف ورفع كفاءة الشخصية.
د. أشرف صبحي، كأحد اللاعبين الرئيسيين من الوزراء فى خطة الدولة المصرية بملف بناء الإنسان، أطلق العديد من المبادرات وأيضا خططا. لتطوير الشخصية وتثقيفها ورفع كفاءة العقل وتغذيته بالمعلومات والحقائق، والتعرف على دفتر أحوال البلد، وهو ما يتيح للشاب أو الفتاة التعلم وخلق الإضافة، وفى النهاية يصب ذلك فى مصلحة المواطن ومستقبله.
فى المدينة الشبابية بأبوقير. حوار جرى فى هدوء وسط أجواء من الأمل، مجموعة من قيادات المدن الشبابية وهم شباب صغير السن، ومعهم خبرة مميزة وعلى مدى ثلاثة أيام.. كانت النتائج جيدة.. كان هناك اتفاق بأن التدريب والتثقيف بخطط الوزارة ورؤيتها تجاه المدن الشبابية بتحويلها إلى فنادق مع مراعاة دورها الاجتماعى مع شباب مصر.
وهو ما يتطلب منهم معرفة أدق تفاصيل عملية إدارة الفنادق، الأمر هنا يحتاج بحثا وتطويرا وهضم الفروق الإدارية فى هذا المجال، وقد لخصت فى حوارى الممتد معهم عملية التدريب والتثقيف تلك فى عنوان: «كيف تتحول فى العمل من تحت لافتة موظف ينظم عملية تسكين وزارة» إلى العمل تحت عنوان «الزبون على حق ويستحق الخدمة المميزة». الأهم هنا أننى وجدت استجابة لافتة لكل ما تحدثت عنه، والأهم أنهم استجابوا لرؤيتى بأن المدير الناجح هو الذى يملك أفكارا بحلول لمشكلات تواجهه، بينما ذات الأداء المتوسط أو الضعيف هو الذى يصدر المشكلات لقيادته.. تجاه الدورة؛ لأن د. أشرف صبحى عندما تناقشه فى عناوين للحوارات أو البرامج المختصة بتثقيف الشباب، يشترط أن تكون هناك نتائج محددة، وهو يصر على دراسة كل الأمور المتداخلة أو المحيطة بالمستهدفين من خطط رفع كفاءة العقل، فى مركز شباب الجزيرة، مع طلبة وطالبات معهد الخدمة الاجتماعية بمدينة نصر، وكلية الخدمة الاجتماعية بحلوان..ومجموعة من المدربين وهم أساتذة بالجهتين، د. حسين شاهين، د. باسم المكاوى، د. خالد طلب، د. أحمد سالم، د. محمد أحمد، د. وجيه حجازي، د. حسن عبدالستار.. وفى حضور الإعلامى شريف فؤاد، وأحمد عفيفى وكيل الوزارة بوزارة الشباب للمدن الشبابية والمنسق العام، ولواء أحمد زكريا المدير التنفيذى للمركز شباب الجزيرة، وخالد أنور المستشار القانونى، وأحمد محمدى المستشار الإعلامى للمركز وأعضاء جمعية المرأة بالمركز.
حوار صادم فى مركز شباب الجزيرة تصادم من أجل إظهار الحقائق، ولأننى أملك تجربة شخصية معمقة بحكم منصبى وعملي. بشأن الحركة الشبابية المصرية بأدق تفاصيلها وأيضا، ما تعيشه مصر الآن من بناء جديد وتقويه عناصر القوة، وبحكم إقامتى بشارع المماليك بروكسى مصر الجديدة، ويبعد عن قصر الاتحادية بـ١٠٠ متر، أتاح لى التعرف وعن قرب على تفاصيل الثورة والخرطوش والموت والصرخة والأمل والقتل. وهى مفردات من دفتر أحوال مصر من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣. أخطر فترات مرت على البلد فى وجودى أو حياتى، لذا أعلم قيمة يعنى أيه أمن، ويعنى أيه محور الشر، ويعنى أيه حياتك قد تكون على يد بلطجى حرامى، أو متطرف من تجار الدين.
طلبة وطالبات معهد الخدمة الاجتماعية بمدينة نصر، وكلية الخدمة الاجتماعية بحلوان، وطلبة اقتصاد وعلوم سياسية، وغيرهم دارت أسئلتهم حول «إعلام مصر.. لماذا تخلف عن معركة بناء الدولة.. لماذا أخفق الإعلام فى معركته مع تخاريف الإخوان وكذبهم وتزويرهم للحقائق.. وأيضا كيف انتصر فى موقعة رد الجميل».. إجابات وقناعات واتفاق أن بناء الدول أهم من حرية الإعلام.