لا يمكن أن نزايد على موقف الإخوان المسلمين التي اعترف قادتها بعلاقة ما تجمع بين التنظيم الأكبر والأقدم في النشأة وبين التنظيمات الأكثر تطرفًا مثل القاعدة وداعش؛ فرحم الإخوان موصولة بكل التنظيمات المتطرفة قديمًا وحديثًا، فهي التي أنجبت كل التنظيمات المتطرفة التي تلتها.
ولعل ما قاله د.يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لحركة الإخوان المسلمين، عبر تسجيل صوتي ما زال موجودا على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، بأن أبو بكر البغدادي، أول خليفة لداعش كان من الإخوان المسلمين خير دليل على علاقة الإخوان بالعنف قديمًا وحديثًا، واعتراف د. أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم قاعدة الجهاد، بأن زعيمه السابق أسامة بن لادن، كان من الإخوان المسلمين، خير دليل على تأكيد هذه الفكرة.
الرمز الإخواني سيد قطب، هو عصب كل تنظيمات العنف والتطرف، استقت هذه التنظيمات أفكارها من كتبه، كما كتب الرجل الفكرة المؤسسة للجماعة مشاركة مع مؤسسها الأول حسن البنا، حتى وإن كان قطب قد انضم للتنظيم بعد وفاة البنا نفسه، كان يتولى الرجل عضوية مكتب الإرشاد في الجماعة، أعلى سلطة تنفيذية في التنظيم، كما كان يتولى قسم نشر الدعوة، أي أنه كان معنيًا بوضع المناهج التربوية التي كانت وما زالت تُدرس للإخوان وتُشكل عقليتهم.
خيط التكفير الذي لحق بكل التنظيمات المتطرفة كان بدايته الأساسية سيد قطب، كما كان قطب نقطة التحول الأبرز في تاريخ الإخوان المسلمين، فقد مثل امتدادًا حقيقيًا للمؤسس الأول حسن البنا؛ فلا الإخوان فيما بعد رفضوا أفكار سيد قطب، ولا رفضوا أفكار مؤسسهم الأول حسن البنا، بل ساروا عليها وكان خير معبر عنها.
علاقة الإخوان المسلمين بالعنف بدأت منذ وضع مؤسسها الأول حسن البنا البذرة الأولى للعنف، عندما أعطى إشارته لهذه الممارسة عندما قال: "في الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة، قد جهزت كلٌ منها نفسها روحيًا بالإيمان والعقيدة، وفكريًا بالعلم والثقافة، وجسميًا بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار فإني فاعلٌ إن شاء الله".
لم يؤسس حسن البنا النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة فقط، وإنما وضع الفكرة الأساسية للعنف التي ما زالت تلمع في سماء كل التنظيمات المتطرفة، وسار على نهجها الإخوان طيلة تسعة عقود ويزيد، ولا يمكن أن يخرجوا من سياقها إلا إذا حل التنظيم نفسه وهو ما لم تفعله الجماعة طوال هذه العقود المنصرمة من تاريخ التنظيم ولن تفعله مستقبلًا.
نجحت حركة الإخوان المسلمين في إظهار نفسها بأنها حركة دعوية، بينما هي في الأساس تنظيم عسكري وشبه عسكري، ونجحت في إقناع أنظمة سياسية بهذا المفهوم، ونجحت وما زالت في إيصال رسالتها هذه لدول كبرى في المجتمع الدولي حتى باتت الخطر الأكبر بين كل التنظيمات المتطرفة.
طريقة الإخوان المسلمين الملتوية هذه كانت سببًا في أن يستمر الإخوان حتى هذه اللحظة دون مواجهة حقيقية تقضي على فكرته الرئيسية، بل ونجحوا أيضًا في خلق جدل ما زال دائرًا حول علاقة الإخوان المسلمين بالعنف، واختلط الأمر على بعض الخبراء الأمنيين، فقد ظن بعضهم أن التنظيم لا علاقة له بالعنف وتعاملوا معه على هذا الأساس، وهو ما أدى في النهاية لاستمرار التنظيم واستمرار خطره بهذه الصورة التي عليها الآن.
بقراءة دقيقة لتاريخ الإخوان المسلمين نكتشف بأنه لم يتم اختيار مرشد للجماعة يخلف حسن البنا بعد مقتل المؤسس الأول إلا بعد أكثر من عامين كاملين، وفي هذه الأثناء من كان يُدير النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، وهو ما انطبع على فكر وسلوك الجماعة وترك بصمة لا يمكن تجاهلها في تاريخ الإخوان المسلمين الذي قارب قرنًا من الزمان.
كانت وما زالت القوة هي المحرك الأساسي والرئيسي لتنظيم الإخوان المسلمين، يمكن قراءة ذلك من خلال شعارهم سيفين وبينهما مصحف، وكأن التنظيم يرى أن القوة ركيزة أساسية لحماية الحق في إشارة للمصحف الشريف، ودللوا على ذلك بالآية الكريمة التي وضعت تحت هذا الشعار "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم....."، حتى أصبح العنف جزءا من البنية الفكرية والتنظيمية للإخوان.
الأفكار التي طرحها حسن البنا ما زالت تعيش بيننا، ليس لقوة هذه الأفكار ولكن لأننا لم نمتلك الإرادة الحقيقية لمواجهتها حتى باتت المواجهة رخوة وضعيفة ودون المستوى، وهو ما يجب إعادة النظر فيه من جديد.. وللقصة بقية.
الرمز الإخواني سيد قطب، هو عصب كل تنظيمات العنف والتطرف، استقت هذه التنظيمات أفكارها من كتبه، كما كتب الرجل الفكرة المؤسسة للجماعة مشاركة مع مؤسسها الأول حسن البنا، حتى وإن كان قطب قد انضم للتنظيم بعد وفاة البنا نفسه، كان يتولى الرجل عضوية مكتب الإرشاد في الجماعة، أعلى سلطة تنفيذية في التنظيم، كما كان يتولى قسم نشر الدعوة، أي أنه كان معنيًا بوضع المناهج التربوية التي كانت وما زالت تُدرس للإخوان وتُشكل عقليتهم.
خيط التكفير الذي لحق بكل التنظيمات المتطرفة كان بدايته الأساسية سيد قطب، كما كان قطب نقطة التحول الأبرز في تاريخ الإخوان المسلمين، فقد مثل امتدادًا حقيقيًا للمؤسس الأول حسن البنا؛ فلا الإخوان فيما بعد رفضوا أفكار سيد قطب، ولا رفضوا أفكار مؤسسهم الأول حسن البنا، بل ساروا عليها وكان خير معبر عنها.
علاقة الإخوان المسلمين بالعنف بدأت منذ وضع مؤسسها الأول حسن البنا البذرة الأولى للعنف، عندما أعطى إشارته لهذه الممارسة عندما قال: "في الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة، قد جهزت كلٌ منها نفسها روحيًا بالإيمان والعقيدة، وفكريًا بالعلم والثقافة، وجسميًا بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار فإني فاعلٌ إن شاء الله".
لم يؤسس حسن البنا النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة فقط، وإنما وضع الفكرة الأساسية للعنف التي ما زالت تلمع في سماء كل التنظيمات المتطرفة، وسار على نهجها الإخوان طيلة تسعة عقود ويزيد، ولا يمكن أن يخرجوا من سياقها إلا إذا حل التنظيم نفسه وهو ما لم تفعله الجماعة طوال هذه العقود المنصرمة من تاريخ التنظيم ولن تفعله مستقبلًا.
نجحت حركة الإخوان المسلمين في إظهار نفسها بأنها حركة دعوية، بينما هي في الأساس تنظيم عسكري وشبه عسكري، ونجحت في إقناع أنظمة سياسية بهذا المفهوم، ونجحت وما زالت في إيصال رسالتها هذه لدول كبرى في المجتمع الدولي حتى باتت الخطر الأكبر بين كل التنظيمات المتطرفة.
طريقة الإخوان المسلمين الملتوية هذه كانت سببًا في أن يستمر الإخوان حتى هذه اللحظة دون مواجهة حقيقية تقضي على فكرته الرئيسية، بل ونجحوا أيضًا في خلق جدل ما زال دائرًا حول علاقة الإخوان المسلمين بالعنف، واختلط الأمر على بعض الخبراء الأمنيين، فقد ظن بعضهم أن التنظيم لا علاقة له بالعنف وتعاملوا معه على هذا الأساس، وهو ما أدى في النهاية لاستمرار التنظيم واستمرار خطره بهذه الصورة التي عليها الآن.
بقراءة دقيقة لتاريخ الإخوان المسلمين نكتشف بأنه لم يتم اختيار مرشد للجماعة يخلف حسن البنا بعد مقتل المؤسس الأول إلا بعد أكثر من عامين كاملين، وفي هذه الأثناء من كان يُدير النظام الخاص أو الذراع العسكرية للجماعة، وهو ما انطبع على فكر وسلوك الجماعة وترك بصمة لا يمكن تجاهلها في تاريخ الإخوان المسلمين الذي قارب قرنًا من الزمان.
كانت وما زالت القوة هي المحرك الأساسي والرئيسي لتنظيم الإخوان المسلمين، يمكن قراءة ذلك من خلال شعارهم سيفين وبينهما مصحف، وكأن التنظيم يرى أن القوة ركيزة أساسية لحماية الحق في إشارة للمصحف الشريف، ودللوا على ذلك بالآية الكريمة التي وضعت تحت هذا الشعار "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم....."، حتى أصبح العنف جزءا من البنية الفكرية والتنظيمية للإخوان.
الأفكار التي طرحها حسن البنا ما زالت تعيش بيننا، ليس لقوة هذه الأفكار ولكن لأننا لم نمتلك الإرادة الحقيقية لمواجهتها حتى باتت المواجهة رخوة وضعيفة ودون المستوى، وهو ما يجب إعادة النظر فيه من جديد.. وللقصة بقية.